الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عيد".. فنان تشكيلي تلقائي يجسد تراث الواحة باستخدام الصلصال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عيد مسلم إبراهيم أحمد، فنان تشكيلى تلقائى من أبناء واحة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، نجح في تجسيد تراث الواحة وعاداتها وتقاليدها ومظاهر الحياة اليومية من خلال أعماله الفنية التشكيلية، والتى تتنوع من نحت تماثيل وتنفيذ جداريات.
وفضل «عيد» البقاء والعيش في المنطقة الشعبية القديمة حتى الآن، لما تمثله من مصدر الهام وإبداع في أعماله الفنية.
يؤكد «عيد» أنه اكتشف موهبته عام ١٩٩٤، من خلال حبه لتشكيل الطين الذى يستخدم في بناء منازل الواحات قديمًا.
وقال: «بدأت أجمع الطين وأبنى مجسمًا لمنزل واحاتى صغير، ثم بدأت عملية تنمية الموهبة، من خلال مشاركتى في مسابقات التميز المدرسي بقطاع التعليم بالمحافظة، لتجسيد وعمل مجسمات تمثل تاريخ الواحة وتراثها».
وأشار «عيد» إلى أن الفن يجسد الصورة الحقيقية لوجه مصر الباسم الساطع، وأنه التحق بقطاع الثقافة الجماهيرية بمركز الخارجة، وبدأت تنمية الموهبة لديه من خلال القطاع.
وأكمل: «من خلال مشاهدتى لعروض الفن الشعبي، بدأت إنتاج تماثيل تجسد عملية حصاد البلح والمزارع وهو يحمل فأسه، والذى يسمى باللهجة المحلية (الطورية)، وأطلقت على الطين أو الصلصال اسم (الست المطاوعة)، أى السيدة والزوجة التى تطيع زوجها، وذلك كناية عن سهولة تشكيل وتطويع الصلصال الواحاتى في إنتاج أشكال فنية إبداعية».
وأوضح أنه نفذ من خلال الطين الواحاتى عدة تماثيل، جسدت مظاهر الحياة اليومية وربات المنزل، وجداريات تحكى تاريخ الواحات قديمًا، ومقومات السياحة بها، مثل الصحراء البيضاء بالفرافرة.
وكشف «عيد» عن أن مصدر الصلصال أو الطين التى استخدمه هو الطفلة الواحاتية، والتى تنتشر في مناطق متفرقة بالواحات اعتبارًا من الفرافرة حتى باريس، ويتنوع لونها، فيوجد منها في تجمعات جبلية صغيرة على لون أبيض ولون أصفر ولون أحمر ولون أخضر مائل للزرقة، ويتم تجميعها في جوالات ثم العودة بها لمدينة الخارجة.
ولفت إلى أنه نفذ متحفًا للتراث داخل مدرسة نجيب محفوظ للثانوية بنات بمدينة الخارجة، يجسد تاريخ الواحات وأهم عادات سكانها، كما أنه فنان تلقائى وليس أكاديميًا، حيث يجسد الطبيعة المحيطة والبيئة وتفاصيلها وحياة الإنسان بها، والتى تتمثل في كل مظاهر الحياة من زراعة وروابط اجتماعية.
ويقول «عيد»: تمثال «عم حمدي» شيال الهموم، له حكاية معى شخصيًا وهى أننى كنت أسير في أحد شوارع مدينة الخارجة، ووجدت رجلًا كبيرًا يحمل جوالًا من الأسمنت، ثم توقف لفترة زمنية طويلة دون تحرك، فاقتربت منه متسائلًا عن سر توقفه وهو يحمل فوق كتفه جوال الأسمنت، فرد على قائلا: معلش يا ابنى شايل هموم نسيت حملى فوق كتفي»، فخطرت لى فكرة نحت تمثال لهذه الشخصية، واستغرق إنتاج التمثال ٧ أيام، مصنوعا من الطفلة أو الصلصال الواحاتي، والمغطى بمواد الأكسيد، بعد علاجه بمواد الأكسيد حتى يصل إلى اللون النحاسى، والذى يعطى انطباعًا صناعة التمثال من معدن النحاس.
وأشار الفنان الواحاتى إلى أنه شارك في العديد من المعارض الداخلية التابعة لوزارة الثقافة والخارجية بالتنسيق مع عدة سفارات وقنصليات داخل مصر، وأبرزها معارض السفارة الإيطالية بالقاهرة، بواقع ٧ مشاركات من عام ٢٠٠٨، حتى عام ٢٠١٤، بالإضافة لمعارض قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وملتقى الفخار الدولي، بمشاركة تونس والبرازيل وألمانيا وإيطاليا، ودول عربية وملتقى «حكاية نخلة»، وهو كان ملتقى لنحت أخشاب النخيل.
وأضاف: «مديرية الثقافة بالمحافظة بقيادة محسن حسب، تحرص على دعمى ودعم كل الفنانين بالمحافظة بشكل مالى ومعنوي، وتتولى تسفيرنا لدول الخارج لتمثيل المحافظة والجمهورية في عدة معارض».
وأكمل: «بدأت تشكيل فرقة للهواة بمركز الخارجة من خلال تقديم تابلوهات فنية فلكلورية، حققت مراكز متقدمة في عدة مسابقات كان آخرها معسكر «إبداع» واتحاد شباب المدن بمحافظة الإسكندرية، خلال الشهرين الماضيين، حيث حصدت مركز أول، وهى موهبة إضافية أخرى في الغناء الشعبي».
يختتم «عيد» حديثه قائلًا: «أصعب الفترات التى مرت عليا هى تعرض أعماله الفنية للكسر بعد مشاركته في معرض روسي، عام ٢٠٠٩، والذى حققت فيه مبيعات ومكاسب مالية كبيرة من بيع تماثيل لي، إلا أن أعمالى تعرضت للكسر بسبب نقلها داخل كراتين بعد انتهاء المعرض، وبمجرد رؤيتى لأعمالى مكسورة نزلت الدموع من عينى وبكيت».