الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رغم حرمانهم من الحضور.. غزاويون يصفون لـ"البوابة نيوز" شعورهم وقت فتح الأقصى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"تكبيرات وصرخات ودموع" هكذا استقبل الفلسطينيون وبالأخص المقديسيون أبواب المسجد الأقصى الشريف بعد غلق دام 69 يوما كرها وليس طوعا أمام مريديه، وعلى عكس المثل المعروف فقد أتت كورونا بما تشتهي إسرائيل، فبسبب تلك الجائحة وحفاظا على المصلين أغلق المسجد الشريف أبوابه حتى في شهر رمضان الكريم ليحرم كل محبيه من الصلاة فيه، والجميع بات يعرف أن إغلاق الاحتلال للمسجد كان خيرا يراد من ورائه باطل.
على الجانب الآخر وعلى بعد نحو 50 كيلومترا كان يقف أبناء غزة المحاصرون يتابعون المشهد عبر شاشات التليفزيون وكأنهم غرباء ليسوا من حقهم أن يذهبوا ليفرحوا مع أبناء بلدهم، مشاعر اختلطت بين فرحة الفتح وألم الحرمان.. هكذا وصف مواطنو غزة شعورهم وقت إعادة فتح المسجد الأقصى الشريف في حديثهم مع "البوابة نيوز".



"الشعور كان غريبا كنت أتابع بكل فرح لعودة الروح للأقصى من جديد وفى نفس الوقت كنت أشعر بالألم لأنى لم أره طيلة حياتى" هكذا بدأ باسل ماهر خير الدين - صحفي 30 عاما من غزة - حديثه معنا حين سألنها عن شعوره حين تابع مشهد فتح المسجد الشريف.
يقول باسل: "الكثير من أبناء غزة لم يروا المسجد الأقصى ولو مرة واحده في حياتهم، وذلك بسبب تعنت وإجراءات الاحتلال المهينة على المعابر والحواجز ورفضهم اعطاء تصاريح لنا بالعبور".
ويضيف: "في الحقيقة حينما رأيت مشاهد التكبير والتهليل من المقدسيين أثناء دخولهم المسجد كانت المشاعر مختلفة أو مختلطة في بعضها، فكنت سعيد جدا لدرجة جعلت عيونى تدمع من المشهد مع الفرحة والغضب والشوق والحسرة على حالنا ووضعنا لاننا كما ذكرت سابقا ممنوعين من الدخول للمدينة المقدسة".
"كنت وقتها أشاهد الدخول مباشرة عبر التلفاز وعيونى كان تدمع من فرحة المقدسيين بالدخول وفتح البوابات، وكنت أقول وقتها " يا رتنى كنت معهم في هذا الموقف".
وفى رد على كل مروجى الإشاعات أن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم قال باسل " المشهد الذى رأيناها جميعا وشاهده كل سكان العالم من فرحة دخول المقدسيين يؤكد وبكل صراحة انه مهما كانت هناك اشاعات من بعض المطبعين أو بعض الملعونين والصهاينه العرب أن الفلسطيني باع ارضه وخان عهده، هذه المشاهد اثبتت أن كل تلك الاقوايل ما هى الا محض إفتراءات وكذب ومهما كان السبب الفلسطيني بيحب ارضه، وخير دليل على ذلك ما رأيناه حين دخل المقديسيون إلى المسجد الشريف والقو بانفسهم على ترابه مع سجدات الفرح ودخول المسجد، كما وأعطتنا بارقة أمل ان اليوم سيأتى وسندخل المسجد الأقصى فاتحين ومحررين لكل مقدساتنا وكل بلادنا، فهذه كانت بروفة رأينا فيها كيف سيكون التحرير بإذن الله فهو قادم لا محالة".



ومن جانبه قال المهندس إبراهيم الشيخ علي، عن متابعته لهذا المشهد "أجمل شعور أحسه ابكاني وجعل قلبي يرقص فرحًا عندما رأيت منظر فتح ابواب المسجد الأقصى المبارك ‏"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، فهذه التكبيرات تحيي في قلوبنا الأمل ليوم تحريره ونصره ودخوله مكبرين مهللين.
فيما قالت الصحفية لينا الطويل من غزة "للحظات تخيلنا لو أننا كنا معهم، نركض في الساحات وصولًا للقبة الذهبية، نخر لله ساجدين نبكي مرارة السنين التي حرمتنا اللقاء، ثم نقف مبتهجين غير مصدقين أننا اليوم هنا بعد كل هذا العناء، نصلي ونبتهل إلى الله بكل الدعوات التي حملتها قلوبنا، ثم يكون اللقاء بإخوة لنا في القدس والضفة والداخل المحتلين، كنا نشاهدهم خلف الصور ونتقاسم معهم حب الوطن..
وتابعت: "ذلك كان للحظات.. كان حلمًا جميلًا استيقظنا منه على دمعة على الخد نداوي فيها جرح الشوق لكل ما حرمنا منه الاحتلال".
وذكرت الصحفية سماح سامي المبحوح من غزة "رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحرماني وسكان قطاع غزة من الصلاة بالمسجد الأقصى إلا أننا شاركنا المقدسيين فرحتهم بدخولهم لباحاته بعد إغلاق دام لأكثر من شهرين على التوالي، فكان لحظة دخولهم للمسجد الاقصى بمثابة عيد للفلسطينيين جميعا، عبر اثباتنا للاحتلال واعوانه تمسكنا بالمسجد الاقصى والمضي قدما لحمايته من تدنيسه واي اعتداء عليه بمحاولة اقتحامه من جماعات المستوطنين".
وتابعت "كماوكانت الفرحة أيضا حين أصر المقدسيون خاصة ممن اتيحت لهم الصلاة بالمسجد الاقصى من جديد على عدم منح الاحتلال الإسرائيلي فرصة استغلال أي ظرف كجائحة كورونا للعبث بالمسجد الأقصى وقطع أي فرصة عليه وعلى جماعات المستوطنين بتغييره زمانيا ومكانيا، فتوافدوا بالمئات للصلاة فيه".
وختمت: "أتمنى أن يأتي اليوم الذي أتمكن فيه وجميع سكان القطاع من الصلاة بالمسجد الأقصى ورؤيته محررا عن قريب".


فيما وصف سامر الزعانين - صحفى من غزة - شعوره وقت متابعة المشهد بأنه كان مزيجا من الألم والفرحة في وقت واحد كما هو الحال لدى باسل والكثير من أبناء غزة، وأكمل قائلا " شعورى كان خليطا بين الفرح والألم فمن الصعب أن يوصف فالفرحة كانت بمشاهدة جموع المصليين المقدسسين مكبرين مهللين ساجدين شكرًا لله على عودتهم للمسجد الأقصى، وألم لأني لا أستطيع وصوله في اي حال من الاحوال.
وعن تلك اللحظات قال الزعانين "في اليوم الذي أعلن فيه أنه سيتم فتح المسجد أمام المصلين، انتظرت اللحظة بالدقيقة والثانية، لم أنم ليلتها أبدا، حتى بدأ الفجر، فعلًا بدأت نبضبات قلبي تتسارع، وما هي الا دقائق حيث بدأت الفيديوهات المباشرة تنتشر على فيس بوك، التكبيرات والفرحة تصدح، نعم شاركتهم التكبيرات والفرحة والصلاة بدموع الفرح والألم.
وختم قائلا "يا رب يكتبلنا صلاة في المسجد الأقصى قبل موتنا، فشعوري كأن تلك اللحظة من الممكن أن تكون اللحظة المصغرة التي نحلم بها جميعا حين ندخل المسجد الأقصى ويدخل جموع الفلسطينيين بعد تحريره من دنس الاحتلال".