الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

«مروان» المنياوي أحد رجال القائد الشهيد أحمد منسي في حوار لـ«البوابة نيوز»: شاركت مع الكتيبة 103 في مداهمات وتمشيط منطقة البرث 2017

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وَثَّقَ مسلسلُ الاختيار، الذى تمت إذاعته خلال شهر رمضان 1441هـ الذى تزامن مع شهرى أبريل ومايو 2020م، جانبًا مهمًا من البطولات التى يقوم بها رجال القوات المسلحة المصرية، في حماية وتطهير أرض سيناء المباركة، ذلك الجزء العزيز من أرض مصر، الغالى على المصريين.. وبعد انتهاء المسلسل.. تنفرد «البوابة» بهذا الحوار، مع البطل أحمد عبدالجواد مروان، من أبناء قرية دهروط، مركز مغاغة، محافظة المنيا، والذى كان موجودًا ضمن أبطال ملحمة البرث 2017، وكان أحد رجال الشهيد أحمد المنسى، لكن اللهَ نجاه من أيدى الطغاة، فكان ضمن المصابين، وأتم اللهُ شفاءه. خلال الحوار؛ تكلم البطل أحمد مروان، عن تفاصيل ما حدث في ملحمة كمين البرث، وجهود رجالات القوات المسلحة عامةً، وقوات الصاعقة المصرية بصفة خاصة، في مكافحة الإرهاب، ودحر التكفيريين، في سيناء الحبيبة، وحكى لنا مواقف لا تُنسى مع الشهيد أحمد المنسى، ورأيَه في مسلسل «الاختيار». وعتابَه على صُنَّاعه، وأيضًا عتابَه على السيد اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، لأنه لم يكرم أبناء المنيا الثمانية، الذين شاركوا في ملحمة البرث (7 مصابين+ شهيد)،.... إلخ.

المزيد من التفاصيل في نص الحوار التالى..


■ عايزين نتعرف على البطل أحمد مروان؟

- أنا جندى مقاتل أحمد محمد عبدالجواد مروان، من مواليد قرية دهروط، مركز مغاغة، محافظة المنيا، وحاصل على بكالوريوس التجارة، في كلية التجارة بجامعة أسيوط. التحقت بالقوات المسلحة، سلاح «الصاعقة». دفعة ١ ديسمبر ٢٠١٦، واترحلت على كتيبة ٨٣ صاعقة، برفح، بشمال سيناء، وشاركت في الكثير من المداهمات والتمشيط مع كتيبتى، وأعمل الآن محاسبًا في قطاع التمويل، بوزارة المالية، بالمقر الرئيسى للوزارة.

 

■ عملت بالكتيبة ٨٣، فما علاقتكم بالكتيبة ١٠٣ والشهيد أحمد المنسي؟

- الحكاية بدأت لما جاءتنا تعليمات للكتيبة ٨٣، بأننا سنشارك مع الكتيبة ١٠٣ بقيادة المقدم أحمد المنسى، في مداهمات وتمشيط على منطقه البرث، الموجودة أقصى جنوب رفح، وكنت في إجازة في شهر رمضان، ووصلنا الكمين بعد العيد، ونزلنا زمايلنا اللى كانوا هناك إجازة، وكنا في الكمين مقضينها، كل يوم تدريبات ورماية، واختبارات على الهجوم، وحرس سلاح وكدا.

 

وبالفعل شاركنا مع الكتيبة ١٠٣، وبعدين ابتدينا نبنى كمين، في مربع البرث، اللى هو كمين بيت راشد، ويوم الخميس اللى قبل الحادثة كان محمد عادل صاحبى بيقولى إنه هيجهز خطبة الجمعة، ونصلى بكره جماعة، ولو كده روح عرف رجالة الكتيبة ١٠٣، وأستاذن من المقدم أحمد المنسى، وفعلت ذلك.

 

وكان عددنا ١٠ أبطال، من الكتيبة ٨٣ صاعقة، وهم: الملازم أول وائل نظمى، الرقيب مصطفى سعد، الشهيد مجند أحمد العربى مصطفى، مجند توفيق محمد، مجند ممدوح السيد، مجند نور عادل، مجند محمد العجوز، مجند محمد عادل بدر، مجند أحمد محمد عبدالجواد مروان، وباقى الكمين كانوا من الكتيبة ١٠٣، وكان وقتها قائد الكمين بالكامل، الشهيد أحمد منسى، وبالفعل عرفناهم.


■ وماذا حدث بعدها؟

- طلع محمد عادل الخدمة من ٣:١١ بالليل، وأنا كنت بحب أطلع أقعد معاه أنا والمندوب صبرى، وكان اللى هيستلم من محمد عادل الخدمة، هو الشهيد موميا، اللى من عادته إنه مبيطلعش في ميعاده خالص، كان لازم يتأخر على محمد نصف ساعة، وسبحان الله، اليوم ده الوحيد اللى موميا طلع في ميعاده بالضبط، بس محمد عادل مرضيش ينزل ويسيبه، وقعد معاه لحد الساعه٣.٢٠.

 

وبعدين نزل ويدوب دخل الغرفة اللى انا كنت نايم فيها ولسه بيركن سلاحه ع الحيطة وسمع حرس سلاح، والتعامل اشتغل، وراح خابطنى في رجلى، وهو يردد «حرس سلااااااااااااااااح». قمت زى مانا، لبست الفيست والخوزة، وأخدت سلاحى و٤ خزن متزخرين (جاهزين)، وطلعت أجرى لحد الفراندة، ووقفت ورا الحيطة، وقعدت أتعامل مع التكفيريين، على ضوء اللهب اللى طالع من الأسلحة، لأن كان الجو ضلمة بالليل.

 

■ وماذا حصل في ملحمة البرث؟

- حصل هجوم على الكمين، بعربيتين مفخختين، وعدد كبير من العربيات الكروز، محمل عليها أسلحة ثقيلة ملتفة حول الكمين، من كل اتجاه (دائرة)، وعدد كبير من الأفراد التكفيريين، المنتشرين على الأرض، وكانت معهم أسلحة شخصية.

 

ووقتها كان رجالنا، اللى كان ده وقت خدمتهم، شادين، وأول ما لمحوا العربيات ابتدوا يرددوا «حرس سلاح». ويتعاملوا في الوقت ده، وكلنا كنا جاهزين للتعامل، وبالفعل اتعاملنا مع الهجوم.

 

بس الهجوم كان بالليل؛ فكنا بنضرب عليهم عشوائيًا، لأننا بنضرب على ضوء اللهب، اللى خارج من أسلحتهم؛ لكن هما كانوا بيضربوا على الكمين كله، كهدف ليهم.

 

وأنا بتعامل مع التكفيريين؛ جالى الضابط وائل، واطمن إن مفيش حد مننا استُشهِد، ولا اتصاب، لحد اللحظة اللى جاء فيها، وقعد يتعامل معانا، مكانش لابس خوزته، فقلت له: خد خوزتى يا افندم البسها، لأنى كنت خايف عليه من شدة التعامل، وهو بيتعامل من الباب، وأنا باتعامل معاهم من الشباك، فرد عليا، وقال: هو أنت أحسن منى في إيه؟، خليك لابسها يابطل، هنموتهم كلهم إن شاء الله.

 

وقاللى غطى على البيت يا أحمد، وأنا هاخد حد يغطى معايا، ونطلع الخدمة، جه طالع هو، وتوفيق، راح توفيق اتصاب في رجله، رجع بيه الضابط وائل، جوه البيت، وبعدين راح ممدوح اتصاب، وكمان نور عادل، وهو رايح يشغل العربية، اتصاب بطلقة في كتفه، واتأكدنا كمان أن أحمد العربى، اللى كان واقف على الخدمة، استُشهِد، ومحمد عادل، والعجوز شغالين، بيتعاملوا بالسلاح النص بوصة بره، واتضرب عليهم صاروخ حرارى سببلهم إصابات كده، ومفضلش في البيت بتاعنا غير ٤.


■ وكيف حدثت إصابتك؟ وما حجمها؟

- أنا كنت باضرب من الشباك، والضابط من الباب، والرقيب من الشباك، وأحمد عبدالفتاح من شباك فاتح على بيت ١٠٣، اللى فيه المنسى، لقينا أربجيهات بتضرب علينا، جمعنا كل المصابين في مكان واحد، والدم بينزف منهم، مالى الأرض.

 

رجعت أكمل تعامل، جاتلى طلقة نصف بوصة، في كتفى، قطعت العضل والعصب، راح الضابط وائل، لقى التكفيريين اللى أنا كنت باضرب عليهم، جايين، قاللى اضرب يا أحمد، كنت أنا مُصاب، الصف ضابط ربط لى دراعى، ومعرفتش أمسك السلاح، بس قعدت ازخر لهم الخُزَن، لحد ما الضابط وائل أخد الأربيجيه، وقعد يضرب عليهم من بره البيت.

 

■ وكيف كان القائد المنسى وقتها؟

- عرفنا إن فيه ناس عايشه مع المقدم أحمد المنسى، لما قال: «الله أكبر عليك يا وائل». كان يقصدنا احنا، وبعدين الضابط وائل، لقى الدم عمال ينزف مننا، بقى يقول لنا اخلوا، واحنا نقوله لا، لحد ما جه واحد سواق، بيزحف من الكتيبة ١٠٣، قال إن كل اللى معاه استُشهِدوا، وجالنا، لما لقانا بنتعامل الضابط وائل، غطى عليه، وخلاه يشغل العربية.

 

وقتها التكفيريين شافوا الدورية بتتحرك، ركزوا عليها جامد، وكان طلع النهار، والطيران جه، وكان التكفيريين الكلاب ابتدوا يخلوا، وعرفنا بعدها أن الدعم كله اتضرب، واستشهد منه ناس كتير، والباقى اتصاب.

 

■ مَنْ استشهد ومن أصيب من قوات الدعم الخاص بالكتيبة ٨٣؟

- من شهداء ومصابى (الدعم) الخاص بكتيبه٨٣: الشهيد أحمد أبوطالب عبدالفتاح، الشهيد النقيب خالد مغربى دبابة، الجندى مُصاب عصام محمود فهمى، الجندى مُصاب أحمد جابر، الجندى مصاب حسين أحمد، الجندى مصاب حسام المنوفى، والجندى مصاب محمود منصور.


■ ما تعقيبك على مسلسل الاختيار، الذى تم عرضه خلال شهر رمضان؟

- المسلسل جميل، ورائع، ومهم لأنه وثق لحظة من أهم وأبرز اللحظات في حياة القوات المسلحة المصرية، ويكفى أنه نجح في لم الأسرة المصرية، حول التليفزيون، لكن عتابنا على صُنَّاع المسلسل أنهم لم يسلطوا الضوء إلا على الكتيبة ١٠٣، وبيت الشهيد أحمد المنسى، ولم يذكروا أحدًا من أبطال الكتيبة ٨٣، سوى اسم الضابط وائل فقط، وكان لا بد من ذكر دور رجال الكتيبة ٨٣، اللى كانوا في البيت المجاور لبيت الشهيد أحمد المنسى، لأنهم كانوا أبطالًا بمعنى الكلمة، وظلوا يقاتلون التكفيريين بضراوة، حتى النهاية.

 

كما آخذ على صُنَّاع المسلسل، أنهم لم يتصلوا بأى واحد من أبطال الكتيبة ٨٣ صاعقة، لأخذ أى معلومات عن ملحمة كمين البرث، سوى الضابط وائل، في الوقت الذى تواصلوا فيه مع أغلب أصحابنا المجندين، من الكتيبة ١٠٣، مع أننا كنا معًا يدًا واحدة، من البداية وحتى النهاية.

 

وعتابنا على صُنَّاع مسلسل الاختيار، أيضًا أنهم لم يسلطوا الضوء على أبطال الكتيبة ٨٣ صاعقة، الذين كانوا في ملحمة البرث، واستُشهِد منهم أحمد العربى، وأُصيب باقى أفراد المنزل من الأبطال، ومن (قوة الدعم) استُشهِد أحمد أبوطالب عبدالفتاح، والنقيب خالد مغربى دبابة، وأُصيب عصام محمود فهمى، وأحمد جابر، ومحمود منصور، وحسين أحمد.

 

وسؤالى لهم: لماذا لم يتم تسليط الضوء علينا نحن رجال الكتيبة ٨٣، رغم أننا ظللنا نتعامل لآخر نفس فينا، والحمد لله صمدنا للنهاية، ومنعنا التكفيريين من أنهم يرفعوا رايتهم على الكمين، وكنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، وكنا مستنيين نُستَشهَد فداءً للوطن الغالي؟.

 

■ ما المواقف التى لا تنسى مع الشهيد أحمد المنسي؟

- من المواقف التى لا تُنسى مع الشهيد أحمد المنسى، أنه كان دايمًا ينبه على عسكرى الميس (المطعم)، إنه يوكل العساكر الأول، وبعدين يوكل الضباط، وهو كان دايمًا ياكل معانا، من نفس الأكل، دون أى تفضيل، وفى التدريبات كان بيقول للضباط اللى معاه: أنا معنديش عسكرى يرقد أو يتهان أو يتهزأ.

 

وفى مرة كان في ضابط شادد علينا، في ميدان الرماية، في الكمين، راح قال له: ادى الرجالة التعليمات والتلقين، بدون تكدير، علشان يتعلموا صح، وفى يوم الخميس اللى قبل الحادثة، رحت له أستأذن منه، علشان نصلى الجمعة، قال لي: ماشى، ونبه على الرجالة كلهم، بأنه أثناء الصلاة كل اللى عليه خدمة يركز في الخدمة.

 

ومرة ثانية كنت طالع تأمين مع الشهيد خالد مغربى، وقعد يحكى معايا عن حياته الشخصية، وقال لى إنه كان قبل في كلية الشرطة والكلية الحربية، وإنه منتظر مولود جاى في الطريق، وفضل يحفز فيا، بصراحة كان أكتر من أخ ليا، ربنا يرحمه.

 

أما الشهيد أحمد العربى مصطفى، هو والشهيد أحمد أبوطالب عبدالفتاح، فكانا من أقرب الناس لى، في الكتيبة، واكلين شاربين نايمين مع بعض، كل حاجة عارفينها عن بعض، وكنا في سرية الطوارئ مع بعض، وشاركنا مع بعض في كل المداهمات والتمشيط.

 

وكان الشهيد أحمد أبوطالب، بيصلى بينا في الكتيبة، وبيخطب لنا في صلاة الجمعة، وكان لسه هايخطب، راح استشهد، والشهيد أحمد العربى كان ناوى يعزمنا عنده في البلد، وقال لي: احنا هنا اخوات، يعنى لو أنا استُشهِدت انت اللى هاتشيلنى، ولو انت استُشهِدت أنا اللى هشيلك، وأجيب لك حقك.


■ وماذا تقول للواء أسامة القاضى، محافظ المنيا؟

- لنا كلمة عتاب على سيادة اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، لأنه لم يقم بتكريم أى بطل من أبناء محافظة المنيا، الذين شاركوا في ملحمة كمين البرث، سواء الأحياء منهم، والذين أصيبوا في الملحمة، وهم: أحمد محمد عبدالجواد مروان (من مغاغة)، ومحمد عادل بدر (من سمالوط)، ونور عادل يعقوب (من مركز المنيا)، وعصام محمود فهمى (من ديرمواس)، وممدوح سيد (من أبوقرقاص)، أو الاحتفال باسم الشهيد فراج (من أبو قرقاص)، وهو الشهيد الوحيد من محافظة المنيا، ممن شاركوا في ملحمة البرث.

 

وعتابنا زاد، عندما علمنا أن اللواء أركان حرب شريف فهمى بشارة، محافظ الإسماعيلية، كرم ابن الإسماعيلية زميلنا البطل إبراهيم فتحى محمد إبراهيم عميرة، وشهرته «إبراهيم عميرة». أحد الجنود البواسل، الناجين من الحادث الإرهابى الغاشم الذى تعرض له كمين البرث، عام ٢٠١٧، وهو أحد أبطال الكتيبة ١٠٣، بقيادة الشهيد البطل أحمد المنسى، بشمال سيناء، ونجح في قتل عدد كبير من التكفيريين والإرهابيين في معركة كمين البرث، بعد تعرضه لإطلاق نار في قدمه وتعرضه للإصابة، وعودته للخدمة بعد تماثله للشفاء، ليكمل فترة تجنيده وخدمته العسكرية.

 

■ في نهاية الحوار، لمن تتوجه بالشكر؟

- أتوجه بكل الشكر لكل من القائد العظيم، العقيد خالد محمد هانى، قائد الكتيبة ٨٣ صاعقة، والمقدم عادل لاشين، رئيس عمليات الكتيبة ٨٣ صاعقة، والنقيب وائل نظمى، وكل رجال الكتيبة ٨٣ صاعقة، ورجال المجموعة ١٢٩ صاعقة.