قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة موضوعا تثقيفيا عن مظاهر الاحتفال بالعيد عند المصريين للباحثة شيماء الطويل ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي أطلقتها تحت شعار خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك.
قالت الباحثة شيماء الطويل في مقدمة البحث:"يا كحك العيد ياحنا يا بسكويت ياحنا.. يا شرباتات ياحنا.. في كوبيات ياحنا"، يعتبر هذا هو مطلع إحدى أغنيات التراث المصري بمناسبة الاحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك، فالمصريون يختلفون عن غيرهم من شعوب الدنيا في مظاهر الاحتفال بالمناسبات المختلفة، وأهمها عيد الفطر الذي يعقب شهر رمضان الكريم.
ذكرت الطويل ان المثل الشعبي:" أوله مرق ووسطه خَلَق وآخره حلق"يعد هو أحد أهم ما قيل عن الشهر الكريم (فالمرق) هو الشوربة حيث يهتم المصريون بصنع أكلات دسمة تعويضا عن صيام يوم طويل، وعند انتصاف الشهر الكريم يبدأ الاهتمام بشراء ملابس العيد (الخلق) وفي أواخر تبدأ الاستعدادات لعمل الكحك (الحلق).
أوضحت الطويل ان كعك العيد له أصول قديمة في مصر، فيحكي لنا أحمد صلاح خطاب الباحث المتخصص في العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية والذي أكّد أن الكعك ظهر في عصور ما قبل الإسلام ومنذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة أيام قدماء المصريين، حيث اكتُشفت صور في مقابر طيبة ومنف لصناعة كعك العيد تفصيليًا، تشرح كيف كان يُخلط عسل النحل بالسمن على نار ساخن ثم يُضاف إليه الدقيق، وكانوا أحيانا يحشونه بالتمر أو التين ويزينونه بالفواكه المجففة وأطلقوا عليه اسم القرص، حيث شكلوه على شكل أقراص نفس شكل تميمة الإلهة (ست) كما ورد في أسطورة (إيزيس وأوزوريس).
كما اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة حراس الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرته، كما كانوا يرسمونه بمختلف الأشكال الهندسية مثل المخروطي واللولبي والمستطيل.