الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

قصور مصر|| قصر الأمير عمر طوسون في انتظار الترميم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، إذا كشفت الحفريات في مدينة تل العمرانة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطى، والقبطى، والإسلامى، وحتى الدولة العلوية، فبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية، وفى هذه السلسلة من الحلقات والتى تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.
عندما تتبع سيرة أحد القصور الملكية وتعرف أن هذا القصر قد تحول في فترة من الفترات إلى مدرسة، تستطيع بكل بساطة أن تعرف المصير الذى آلت إليه أوضاع هذا القصر، وفى هذه الحلقة نتتبع سيرة أحد القصور الملكية، إنه قصر الأمير عمر باشا طوسون، والذى بناه في عام ١٨٩٢، والذى يقع بشارع ابن فضل الله العمرى «طوسون سابقًا». 
وتمت مصادرة القصر عقب الثورة، وبعدها ببضع سنوات قد تحول إلى مدرسة ثانوية، وفى منتصف السبعينيات تعرض القصر إلى حريق ضخم أتى على سقف غرفتين بالكامل، وألحق أضرارًا بالغة به، وبعد أن تم تسجيله كأثر إسلامى، تم إلغاؤه كمدرسة في عام ١٩٨٢. 
وقد تقلصت مساحة القصر الذى كان قد أقيم على ٢٠٠٠ متر مربع، شاملة المبنى والحديقة، وقد تأسست في حديقته أربع مدارس هى مدرسة نجيب محفوظ الإعدادية، ومدرسة شبرا الثانوية، ومدرسة روض الفرج، ومدرسة قاسم أمين الإعدادية. 
وتعود أهمية القصر إلى قيمة تصميمه المعمارى، فله أربع واجهات تأخذ الاتجاهات الأصلية الأربعة، وللقصر مدخلان رئيسيان، أحدهما بالواجهة الشرقية، والآخر بالواجهة الغربية، إلى جانب عدة مداخل فرعية، ويغلق على كل مدخل من المداخل باب خشبى ذو مصراعين تعلوهما شراعة نصف دائرية يغشيها حجاب معدنى مشغول. 
والقصر يتكون من بدروم وطابقين، الطابق الأرضى يتكون من صالة البهو الرئيسى ومجموعة من الغرف والحمامات ذات المساحات المتفاوتة، ويبلغ ارتفاعه نحو ٦.٦ متر، أما الأرضيات فمعظمها تم تبليطها بترابيع رخام حرارية، باللون الأبيض والبعض الآخر مبلط بألواح خشبية، كما استخدم في البهو أعمدة على الطراز الأيوبى مصنوعة من الحديد الزهر. 
أما الطابق العلوى فيبلغ ارتفاعه ٦.٩٠م يتم الوصول إليه عن طريق سلم صاعد ذى قلبات من الرخام الأبيض وله درابزين تزينه برامق رخامية تأخذ شكل القلة، وقد اندثر هذا السلم تمامًا الآن، ولم تبق منه سوى درجات بالية، وهذا الطابق به عدة غرف مختلفة المساحات تحصر فيما بينها بهوًا كبيرًا، ومن بين هذه الغرف هى غرفة تقع بالركن الشمالى الشرقي، تزين سقفها زخارف نباتية مورقة، وملحق بهذه الغرفة حمام، مما تشير إلى أنها غرفة الأمير، كما يوجد بالقرب منها سلم مروحى «حلزوونى» من الخشب ذو درابزينين.