الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كتاب في سطور ||«مينيكه شيبر» تروى لنا مراحل تغير النظرة للجسد الأنثوى عبر التاريخ

كتاب «تلال الفردوس
كتاب «تلال الفردوس"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«لا يمكننا تغيير التاريخ، لكن يمكننا تغيير طريقتنا في النظر إلى الماضى والحاضر، هذه المقولة التى تفتتح بها الكاتبة الهولندية مينيكه شيبر كتابها الفريد «تلال الفردوس... تاريخ الجسد الأنثوى بين السلطة والعجز». الصادر ترجمته العربية عن دار صفصافة للترجمة والنشر في يناير الماضي، بالتزامن مع الدورة الـ٥١ من معرض القاهرة الدولى للكتاب. 
انطلاقا من هذه المقولة أيضًا تغوص الكاتبة داخل طبقات هذا التاريخ نفسه لتستعرض تأثير الأساطير والدين والثقافة الشائعة على الطريقة التى بدأنا بها النظر إلى أنفسنا وإلى الجنس الآخر، فنقرأ في مقدمة المترجم عبدالرحيم يوسف: «إن حجر الماضى الأسطورى الثقيل يرزح على ظهر الحاضر المعاصر. ونحن مازلنا واقعين في أسر تقاليد انتقلت عبر العصور، تقاليد تربطنا بأسلافنا على نحو أوثق مما قد ندرك. ولكى نصل إلى معنى من الحاضر، نحن بحاجة إلى فهم الماضي، وهذا الكتاب هو عن هذه المشاعر الملتبسة نحو أجزاء الجسد الأنثوى الحيوية والمرغوبة والمحسودة والمفترى عليها.
وتقول شيبر: إن تشريح الجسد الأنثوى وغموضه على الرجل والخوف من تبعية الأخير للرحم وممرّاته المظلمة ساهم في خلق الأساطير حوله لتهدئة هذه المخاوف، ما أدّى لاحقًا إلى حرمان النساء من الوصول إلى المجالات العامة بسبب «تشويه» الذكور للتشريح المؤنث، لذا فالكتاب يعد مساهمة عميقة في فهم أصول عدم المساواة بين الرجل والمرأة، والتى تكمن في المقام الأول في الاختلافات الجنسية الجسدية التى يظهرونها.
الكتاب يلقى نظرة واسعة المدى على عالمنا المليء بالقصص والأفكار عن أجزاء الجسد التى منحتها الطبيعة للنساء فقط، ويرصد كيف أثارت الاختلافات الجنسية وهذه الأجزاء الفريدة لدى النساء مواقف مشوهة ومشاعر مختلطة تتراوح بين السلطة المطلقة والعجز المطلق، بين البهجة وانعدام الأمن وانعدام الثقة والخوف.
مينيكه شيبر كاتبة وأكاديمية وروائية هولندية. درست اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة أمستردام الحرة، ودرست النظرية الأدبية والأدب المقارن في جامعة أولتريخت. بدأت حياتها العملية بتدريس اللغة الفرنسية والأدب الأفريقي وكانت أطروحتها التى تقدمت بها للحصول على درجة الدكتوراة عام ١٩٧٣ أول رسالة دكتوراة في هولندا عن الآداب الأفريقية. وهى ما زالت تحتفظ بمنصبها كباحثة في مركز جامعة لايدن للآداب والفنون في المجتمع، صدر لها في العربية عدد من الكتب التى تركز بشكل أساسى على قضية نسوية منها «المكشوف والمحجوب.. من خيط بسيط إلى بدلة بثلاث قطع» ٢٠١٧، و«ومن بعدنا الطوفان.. حكايات نهاية البشرية» ٢٠١٨ عن دار صفصافة، وكتاب إياك والزواج من كبيرة القدمين: النساء في أمثال الشعوب صدر عام ٢٠٠٤ عن دار الشروق.