الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه || أحمد فؤاد سليم.. 25 عامًا من ذاكرة "مجمع الفنون"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبًا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة الرابعة والعشرون من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثانى، حول فنان تشكيلى بنى حياته بنفسه، حتى قضى من عمره أكثر من ٢٥ عامًا مديرًا لمجمع الفنون «قصر عائشة فهمى بالزمالك». 
وأخرج منه صرحًا فنيًا هائلًا، يسعى الفنانون من كل العالم للمُشاركة بمعرض فيه، هو الفنان التشكيلى أحمد فؤاد عبد الفتاح يوسف سليم والشهير بـ«أحمد فؤاد سليم».
وُلد «سليم» بدمياط في الخامس من يناير لعام ١٩٣٦، وبعد إتمامه مراحل دراسته الأساسية حتى المرحلة الثانوية، لم تكن الفنون الجميلة هى اختياره الأول، فالتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ودرس القانون حتى حصل على الليسانس منها، ومن بعدها اتجه لدراسة الفن من خلال التحاقه بالدراسات الحرة في معهد ليوناردو دافنشى لمدة بلغت ثلاث سنوات. 
بدأت الحياة العملية للفنان كموظف، حتى جاءت النقلة الكبيرة ونقطة التحول في حياته بتعيينه المستشار الثقافى بالمركز الثقافى التشيكى، وفى آخر السبعينيات، وبالتحديد في ١٩٧٦، بدأت أعمال «أحمد فؤاد سليم» الإنشائية والإبداعية في الظهور، فكان أول مدير لمجمع الفنون «قصر عائشة فهمى».
عمل «سليم» مديرًا لمجمع الفنون لمُدة تزيد على ٢٥ عامًا، فكان دائمًا ما يجتمع بالفنانين به ويُشجع الجميع على إقامة معارض فنية خاصة بهم من خلال قاعاته، وكانت هذه المرحلة بمثابة العلامة الفارقة وأكثر المراحل قربًا للفنان.
وعن مدى أهمية هذا المكان عند الفنان، قالت أستاذ البيانو مارسيل ماتا «زوجته». 
في حوار لها مع «البوابة». «أهم شىء لدى «سليم» هو مجمع الفنون، لأنه ظل به أكثر من ٢٥ سنة، وهو بالفعل من اهتم به، لأنه تابع لوزارة الثقافة، وفى السبعينيات تحول إلى جاليرى، ومنذ ذلك الوقت كان أول مدير لهذا المكان حتى سنة ٢٠٠٠؛ حيث تم غلقه للتجديد، وبعدها ذهب إلى متحف الفن الحديث في دار الأوبرا المصرية».
وواصل الفنان بعد غلق مجمع الفنون للتجديد، الإشراف عليه حتى عام ٢٠٠٥، ثم عمل مُشرفًا عامًا على متحف الفن المصرى الحديث في مارس من عام ٢٠٠٥، هذا بالإضافة إلى عمله بقطاع الفنون التشكيلية كمُستشار لرئيس القطاع، ورئيسًا للقسم المصرى للاتحاد الدولى لنقاد الفن بباريس «الإيكا المصرية». هذا إلى جانب عمله محاضرًا في تاريخ فلسفة الفن بكلية التربية النوعية للفنون والموسيقى منذ عام ١٩٩٢.
ترجع فكرة إنشاء بينالى القاهرة الدولى إلى الفنان أحمد فؤاد سليم، فانضم عضوًا بلجنته العُليا، ولا يزال هذا البينالى يُحقق قبولا وإقبالا من الفنانين حول العالم، ويُعتبر علامة مُضيئة في الحركة التشكيلية المصرية. قال الفنان التشكيلى الدكتور أحمد نوار عن «سليم». «إنه من الفنانين المعاصرين الذين أسهموا بفكرهم وإبداعهم في إثراء وتدعيم الحركة الفنية المصرية، والفنان نموذج فريد حيث ترى فيه المفكر والمثقف والمنظر، وهو من الفنانين القلائل الذين يحملون على أكتافهم مسئولية التصدى لقضايا مهمة ذات التفاعل الاجتماعي، رغبة في مد جسور الإبداع التشكيلى إلى أرجاء وأعماق المجتمع، وذلك خلال فترة تزيد على ثلاثين عاما».
وبعد رحلة مليئة بالفن، حيث امتزجت الموسيقى التى تخصص فيها ولعبتها زوجته، مع الفن التشكيلى الذى برع فيه «سليم». فارق الفنان التشكيلى أحمد فؤاد سليم الحياة في الثانى من أكتوبر لعام ٢٠٠٩، وذلك عن عُمر يُناهز ٧٣ عامًا.