بصوتها الأخاذ أثرت القلوب في لبنان بلدها الأم، وامتد تأثيرها للعالم العربى وصولا لمسرح «نوتردام دو بارى» في فرنسا إلى أن جابت العالم بالمسرح الغنائي، إنها الفنانة اللبنانية هبة طوجى التى تخوض تجربتها الدرامية الأولى في السباق الرمضانى الحالى من خلال مسلسل «هوس» الذى تجسد بطولته أمام الفنان عابد فهد.
تحدثت «هبة» في حوار خاص لـ«البوابة» عن تحضيرها لبطولة «هوس» الذى تؤدى به شخصيتين، وكواليس تعاونها مع الفنان عابد فهد، وإمكانية خضوعها لعملية تجميل، وإقامة حفل «أون لاين» وخططها المقبلة بعد انتهاء أزمة كورونا والكثير من التفاصيل، وإلى نص الحوار:
< مسلسل «هوس» أول عمل درامى لك في رمضان هذا العام.. فلماذا تأخرتى في العمل الدرامى؟
- منذ بداياتى بمسيرتى الفنية عام ٢٠٠٧ تقريبا وإلى اليوم عرض على كثيرا المشاركة في أعمال درامية وبأدوار بطولة بمسلسلات عربية، ولكننى لم أشعر بوجود الفرصة والعمل المناسب أو الوقت المناسب حتى أقبل خوض تلك التجربة، علما بأننى مغنية وممثلة ومخرجة، فإلى جانب الغناء درست التمثيل والإخراج في الجامعة اليسوعية بلبنان لمدة أربع سنوات وحصلت على شهادة بهم.
وبعدها سافرت على أمريكا مرتين، وشاركت بعدد كبير من دورات التمثيل المكثفة في نيويورك، فلدى الخلفية التى تتعلق بالتمثيل والإخراج من جهة الدراسة والخبرة العملية، فخبرتى بالتمثيل اكتسبتها من المسرح وتحديدا المسرح الرحباني، وقدمت مع الرحابنة حتى الآن، بطولة أربع مسرحيات غنائية.
< كيف جاء ترشيحك لبطولة مسلسل «هوس»؟
- طوال الوقت بمسيرتى الفنية كنت أركز على الغناء في الحفلات والألبومات والمسرح الغنائي، وعندما عرض على مسلسل «هوس» قبلت خوض تلك التجربة، لأننى شعرت أن بها كل العناصر التى تجذبنى، فالنص فكرته جديدة وغنية، وفكرة تقديمى دورين بالمسلسل مختلفين تماما بالشكل والمضمون كان تحدىًا أحببت خوضه، لأنها شخصيات مركبة تعطينى مساحة كبيرة للتعبير والأداء بالمسلسل، والعمل مع المخرج محمد لطفى والنجم الكبير عابد فهد الذى يشاركنى البطولة وموسيقى تصويرية للموسيقار أسامة الرحبانى والإنتاج، كل هذه العناصر جذبتنى لخوض تجربة أول عمل درامي، وكانت تجربة حلوة كثيرًا على الصعيد الفنى والإنساني.
< تقدمين دورين بالعمل.. كيف حضرت لهما؟
- أقدم دورين بالعمل وهما راما ولانا، هما امرأتان لا يشبهان بعضهما أبدا لا شكلا ولا مضمونا، «راما» متزوجة من جراح تجميل مشهور اسمه دكتور زياد الذى يؤدى دوره الفنان عابد فهد، تربطها علاقة حب قوية مع زوجها مبنية على الحب والتفاهم والاحترام والصداقة، هى شخص ناضج رقيق ناعم هادئ وقوية وقوتها بهدوئها واستيعابها للأمور، وهى من عائلة ارستقراطية معلمة مثقفة.
بالمقابل شخصية «لانا» أصغر في العمر عانت كل طفولتها بسبب انفصال أهلها وأثر ذلك عليها بشكل سلبى عاشت بدون أمها وأبوها لديها نقمة على الحياة وغضب وانفعال تتحدث بانفعال وعصبية لديها مرارة بقلبها تأتى من الحزن الذى عاشت به وهذا الضعف والنقص العاطفى الذى عانت منه كل حياتها شكل نوعا من العقد والاضطرابات النفسية، وأيضا لا تتقبل نفسها وتطمح أن تفتح صفحة جديدة وتغير شكلها حتى تتخلص من الماضي، دور لانا متعب كثيرا لأنه مركب وتمر بتحولات وتطورات بالمسلسل من الناحية النفسية، ف«لانا» ما قبل التحول لا تشبه أبدا «لانا» بعد التحول.
حضرت للدورين من خلال تحليل النص والتمرين والقراءات التى جمعتنى بالممثل عابد فهد والمخرج محمد لطفى وهذا كله ساعدنى حتى أبنى هذه الأدوار.
وعملنا على مستوى الشكل، راما طبيعية وناعمة، لانا بمرحلة ما شكلها مشوه، وبعد التحول هى امرأة خضعت للتجميل واستخدمنا الميك آب و«الاسبيشيال ايفيكت»، أى مساحيق التجميل والمؤثرات الخاصة، وصوت راما لا يشبه صوت لانا، حتى طريقة لفظ الكلمات، ومشيتها وشخصيتها مختلفين.
< ما أجواء التمثيل مع الفنان عابد فهد؟
- التمثيل مع عابد فهد كان من أحلى التجارب كان به تفاهم وتواصل واحترام كبير لبعضنا، كنا نجلس قبل المشاهد سويا نفكك ونحلل المشاهد، كان هناك اتفاق على كل شيء، وطريقة تفكير واحدة و«كيميا» بشكل كبير، بالطبع أثرت بشكل إيجابى على الأداء أمام الكاميرا، وكان هناك احتراف كبير، وفعلا كانت تجربة حلوة كثيرًا فنيًا وإنسانيًا.
< كيف تقضى هبة وقتها في الحجر الصحى المنزلي؟
- أشغل وقتى بالرياضة ومتابعة المسلسلات «أون لاين» والأخبار، أتواصل مع الأصدقاء والأحبة والعائلة من خلال التليفون والفيديو "call"، وأتعلم بعض الطبخات من الوالدة، وأحاول خلق بعض الأفكار لها علاقة بعملي. أهم شيء أحاول أن أشغل نفسي، ولابد أن يكون لدينا الوعى والإيمان والأمل وتوخى الحذر حتى نحمى نفسنا ومن نحبهم.
< ما الأشياء التى اشتقت إليها ومنعك عنها فيروس كورونا؟
- كورونا منعنى من لقاء أشخاص أحبهم كثيرا من عائلتى وأصدقائي، وهذا أهم شيء أن نستطيع لقاء من نحبهم، وبعده أثر على عمل ومشاريع كل الناس، وتم تأجيل عدد كبير من الحفلات منهم حفل كبير مع الموسيقار أسامة الرحبانى واوركسترا كبير في سوريا بأوبرا دمشق لأجل غير مسمى حتى تنتهى أزمة كورونا، وكانت لدى حفلات بالجولة العالمية لمسرحية «نوتردام دو باري» كان من المقرر أن أسافر لكندا، وفى نيويورك بمسارح «برودواي» أيضا تم تأجيلهم، فحبى للمسرح وللجمهور وتواجدى معهم تأثر بوجود الفيروس، وأكثر ما نعانى منه عدم القدرة على التلاقى مع أحبائنا.
< ما أصعب المشاهد التى تقدمينها في «هوس»؟
- لا أستطيع تسمية مشهد معين، كونى أقدم بالمسلسل دورين، ودور «لانا» بحد ذاته شخصيتين فهذا تحد، فهو دور مركب كثيرا فكل مشاهد «لانا» بها عمق وصعوبة.
< هل يقلقك عرض المسلسل عبر منصة إلكترونية؟
- العمل الجيد يصل إلى الجمهور بغض النظر عن مكان عرضه، فطريقة متابعة مسلسل «هوس» سهلة كثيرا عن طريق تحميل التطبيق ومشاهدته، مع ميزة أنهم يمكنهم مشاهدته في أى وقت يناسبهم، وفى زمننا الجمهور تعود على مشاهدة المسلسلات «أون لاين» وبعد فترة «إن الله راد» سيتم عرض «هوس» على شاشة التليفزيون ليتمكن الجمهور من متابعته.
< ماذا كانت مخاوفك عندما عرض عليك بطولة «هوس» أول عمل درامى لك؟
- الخلفية المسرحية لى بمسرح الرحابنة وأيضا بدراستى التمثيل والإخراج قدموا لى كل الأدوات التى احتاجها حتى أخوض تلك التجربة الدرامية بثقة، لأننى خضت الأصعب، فخضت تجربة مسلسل «هوس» بثقة كبيرة، ولا شك أن كل تجربة جديدة أخوضها تحمل معها رهبة لأننى احترم نفسى وفنى والجمهور الذى يتابعنى وأحب أن أقدم أحلى ما لدى فأتعب وأشقى كثيرا لإنجاح تجربة معينة، فكل تجربة لها رهبتها ومسئوليتها لأننى أحب تقديم كل عمل جديد على نفس المستوى بل أفضل من السابق فتكون هناك رهبة إيجابية تحمل الكثير من الحماس والثقة والجهد.
< هل تقدمين خلال المسلسل أغاني بصوتك؟
- أقدم بالمسلسل أغنية التتر التى تحمل اسم «لحظة يا ريت» من أشعار غدى الرحباني، موسيقى أسامة الرحباني، والفيديو كليب الخاص بها من إخراجي، وضمن أحداث المسلسل بالموسيقى التصويرية بعض الأحيان صوتى متواجد بها بمقاطع أشبه بـ«دندنة».
< ما المسلسلات التى ستشاهدها هبة في رمضان هذا العام؟
- ليس هناك مسلسل معين، شاهدت عدة مسلسلات من خلال الإعلانات الخاصة بهم، وبهم أعمال رائعة تجذب المشاهد، سأحاول متابعتها كلها وأتمنى النجاح للجميع.
< هل تفكرين في طرق أبواب السينما؟
- بالطبع ففى الأساس درست التمثيل والإخراج السينمائى بالجامعة، وأخرجت عددا من الفيديو كليبات لى من ضمنها أغنية «حلم، عالبال يا وطنا، بغنيلك يا وطني، لحظة يا ريت» واعتبر الكليبات حقل تجارب بالإخراج وبالطبع الهدف الأساسى إخراجيا أو بالتمثيل هو السينما، السينما حلم من أحلامى أتمنى أن يتحقق قريبا.
< هل ستقدمين لجمهورك حفل «أون لاين» لتعويضهم عن غيابك بالحفلات بسبب كورونا؟
- فكرة حلوة، ممكن، لكن حاليا أنا موجودة مع الناس من خلال مسلسل «هوس» الذى أدعو الكل لمتابعته عبر منصة "جوى TV"، و«إن شاء الله يحبوه أد ما تعبنا عليه».
< بعد «هوس»، ماذا تحضر هبة لجمهورها خلال الفترة المقبلة؟
- هناك أغان جديدة يتم تأليفها مع الموسيقار أسامة الرحباني، وهناك حفلات كان محدد تاريخ إقامتها وتم تأجيلها، فبعد أن تنتهى أزمة كورونا ستكون هناك حفلات جديدة من ضمنها حفل في سوريا، واستكمال الجولة العالمية لحفلات مسرحية «نوتردام دو بارى».
