الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ماذا تفعل لو امتد هذا الكابوس طويلًا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤال مهم لم تتطرق فيه أذهاننا إلى البحث عن إجابة له.. ولكن أصبحت حياتنا الجديدة واقع.. يغلب على ظننا أن الوضع القائم زائل يوما.. وبينما تمتد الأيام وتمر الشهور بدأت أمورنا تأخذ مسارا جديدا نتألم منه ونعتاد عليه.. نتمنى أن ينتهى بينما نتأقلم مع معطياته الجديدة.. نستشعر محاسنه في حين تزيد مخاوفنا.. نتقبل العادات الجديدة ونضيق ذرعا بالقيود الحتمية المفروضة.. تدق داخلنا أجراس الرعب.. بينما تبددها ساعات الأيام المتتالية في أمل وخلاص.. تتنازعنا أشياء كثيرة تفرض علينا هواجس وتزيدنا ارتباكا وحيرة.. لا يستطيع أحد منا أن يضع في رأسه فكرة مؤكدة عن التشكيل الجديد لمعطيات الحياة القادمة بعد كورونا.. الجميع مستغرق في الخلاص وليس شيء آخر.. ولكن أيا كانت هذه الحياة.. فعلينا فقط أن نتذكر أن ذلك الحدث الأكبر قد أعاد ٱلينا أشياء كثيرة افتقدناها وتمنينا بل يأسنا أن تعود إلى مفردات حياتنا اليومية.. فإذا شاء الله أن يطول أمد هذا الكابوس.. علينا أن نتعايش مع هذا الوافد الجديد.. وأن نحسب أنه باق معنا إلى حين.. وأن نتفائل ونضحك ونؤدى كل ماهو مطلوب.. وأن نقوى جهاز المناعة النفسية.. علينا أن نتحدث مع بعضنا كما لو يكن هذا الوافد الجديد بيننا.. علينا أن نعيش ونمارس طقوسنا بمفردات جديدة.. علينا أن نتعامل مع الكورونا بواقعية وبثبات.. علينا أن نعى عالمنا الجديد من بعد الوافد الجديد بيننا..ولكن "بهدوء".
نعم.. فنحن أحوج للهدوء.. فهو تثبيت جيد وتقوية طبيعية للمناعة النفسية التى تعيننا في تلك الأيام المتبقية على هزيمة الخصم العنيد.. لم يتبق إلا أمتار قليلة على نهاية النزال.. في تلك النهايات وبعد أن أعيانا المجهود النفسى الشاق المضنى.. الخصم يضغط بشدة وبلغ هجومه الذروة وفى هذه اللحظات يتغلب الصمود على التراجع.. والدفاع الصلد على تفكك الخطوط.. والإرادة المتماسكة على الانكسار.. لحظات الشراسة والذروة التى نعيشها معه الأن.. فإذا لم نصمد ونتماسك سيتفشى ويصول ويجول.. لم يعد يفصلنا عن النصر إلا أياما قليلة.. ذلك الصمود الناجح فقط يحتاج إلى إرادة قوية تتخطى اللحظات الحاسمة وتحسم المعركة..تجعلنا نحتفل بصبرنا وصمودنا ومجهودنا..عليك أن تكون إكثر حرصا.. عليك أن تحب نفسك وتحب الحياة وتتشبث بأطرافها.. وتقبض على بقائك.. ليس من أجلك فقط.. ولكن من أجل من تحبهم.. اصمد.. تمركز.. تحصن.. من يضحك أخيرا.. يضحك كثيرا.. نحن جميعا نبحث عن البسمة الغائبة.. وقد تعبنا كثيرا من أجلها.. وهاهى على بعد خطوات قليلة.. تعالوا لنبتسم.. فإنها إرادة الله.. ونحن لها منصاعون.