الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشهادة.. وثبة من الرقود في اللحود إلى الجنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكونوا يعلمون أن هذا الإفطار الذي يعدونه لن يتناولوا منه لقمة عيش واحدة، وأن هناك مأدبة إفطار أعدت لهم في السماء مع من سبقوهم من شهداء أحياء عند ربهم، ربما كانت لهم دعوة سبقتهم وفتحت لها أبواب السماء ووصلت إلى مستقرها، وجاء إليهم الرد أنتم اليوم في ضيافة الرحمن.
وداع الحياة أمر حتمي، لكن كيف السبيل لأن تودعها بطلا مرفوع المهمة مكتوب اسمك في صفحة الشهداء لا في صفحة الوفيات؟!، كيف السبيل لأن تترك أثرا وذكرى تدوم طيلة الدهر إلا بأن تكون شهيدا! كيف تنتقي ميتتك وأنت على قيد الحياة وتقاتل لتحصل عليها وتحظى بها وبمفازة أن يناديك أهل الجنة بلقب شهيد!.
لست أحزن على من يعرجون إلى السماء من أرض الطهر وموطئ الأنبياء ومكان تجلي الله بل أغبطهم على هذا الصعود على درج من نور إلى حيث اللقاء بالأنبياء والصديقين.
اختيار في عالم يسير مجبرا لحتفه ووثبة من الرقود في اللحود إلى العيش في جنان من النعيم، اصطفاء وانتقاء وسباق لا يربحه إلا من تمناه بصدق وإخلاص، مسك الختام لدنيا ستفنى وإن طالت، شفاعة ودعوة مفتوحة لاستضافة أهل صبروا على الابتلاء وقدموا أبنائهم فداء لأجل أن تظل كلمة الله هي العليا.
فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، فموضع كل قطرة دم ينبت شهيد ليس في قلبه كلمة غير النصر أو الشهادة.
وأخيرا كل الصفات تتبع الموصوف لفعل قد سبق إلا صفة خير أجناد الأرض جاءت تزكية إلاهية لأهل مصر قبل الفعل ثم تأكدت قدسيتها بتأكيد استمرارها حتى يوم الدين بأنهم في رباط.. هذا الاختيار والتأكيد والانتقاء والذكر على مسامع كل الأمم في كل العصور يجبر كل مصري في أن يتهئ ليكون شهيدا.
الله أكبر.. وعاشت مصر.