الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيف يعوض القطاع السياحي خسائره؟.. شركات ترحب بإعلان الحكومة دراسة لعودة الرحلات الداخلية تدريجيا.. وخبراء: الحجوزات شهدت نموا بنسبة 73% قبل جائحة كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لن نعود إلى حياتنا الطبيعية كما كان الماضي" جملة تتردد كثيرا بين أحاديث البشر اليومية بعد أزمة كورونا بل أن هناك افتراضات تم تناولها عن تأثر قطاعات خدمية واستهلاكية بشكل سلبي وهناك بعض المهن قد تندثر، ولم يسلم قطاع السياحة والسفر من تلك التنبؤات في ظل عدم وضوح الرؤية لتحرير حركة السفر والطيران في ظل انتشار الفيروس سريعا خاصة إنه بلغ عدد السائحين في عام 2019 حسب تقرير منظمة السياحة العالمية 1.3 مليار سائح حول العالم وتوقع خبراء بانخفاض هذا الرقم إلى أدني مستوياته؛ أما في مصر فكان الوضع مستقرا حتى مطلع مارس الماضي قبل قرار الحكومة بغلق الحدود الدولية وإغلاق الموانئ وظل قطاع السياحة والطيران نشطا حتى إجراءات مجلس الوزراء بضرورة تقييد حركة السفر حفاظا على أرواح المصريين وسلامتهم.

وتشهد الفترة الحالية بدء مواسم الإجازات والأعياد وأيضا النشاطات الدينية الموسمية والاستعداد لإطلاق باقات العطلات السنوية الصيفية وبعد إجراءات حظر السفر تأثرت كافة المنشآت السياحية المصرية واضطرت لإلغاء كافة حجوزات المصريين والأجانب داخل مصر وخارجها ورد القيمة للحاجزين وهو ما سيؤثر سلبا على الناتج المحلى الخاص بقطاع السياحة ويبشر بتدني إيراداته خلال السنة المالية التي تبدا في يوليو 2020 بعد أن كان مرتفعا إلى أعلى مستوى في ناتج الربع الأول من عام 2020 رغم إجراءات الغلق في بداية مارس حيث وصلت إلى 4.2 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام المالي 2019/2020، مقارنة ب 3.9 مليار دولار بنهاية الربع المقارن من العام المالي السابق بقيمة زيادة بلغت 300 مليون دولار.

ساندت الحكومة المصرية قطاع السياحة والطيران الخاص للخروج من الأزمة ببعض الإجراءات والقرارات المصرفية الداعمة لاستمرار صمود العاملين به حتى مرور الأزمة وتوقع عدد من الشركات العاملة بقطاع السياحة والسفر تحسن للأداء وعودة قوية بعد رفع حظر الطيران خاصة بعد الإشادة الدولية لإدارة الحكومة المصرية في منع تفشي المرض.

وقالت احدى الشركات إنه برغم قيود السفر التي طبقت على معظم دول العالم إلا نشاطا ملحوظا ظهر على منصتها خلال الشهر الحالي بزيادة 30% عن شهر مارس المنقضي وهو يحمل عدة تفسيرات أهمها أن بشهر أبريل يعتاد المصريون بدء عطلاتهم خاصة مع حلول إجازات عيد القيامة وأعياد الربيع إضافة لبدء حجز المصريين بالخارج لرحلات العودة إلى مصر ولكن مع قرار الحكومة بغلق أماكن التنزه والمصايف تراجعت الحجوزات ولكنه مؤشر جيد لدينا يؤكد رؤية قادة القطاع أنه سيكون أول المتعافين من أزمة كورونا بعد رفع إجراءات الحظر.

وأضافت أنها أعلنت التزامها بكافة قرارات الحكومة الخاصة بتقييد السفر ووقف النشاط السياحي فضلا عن تطبيقها كافة الإجراءات الاحترازية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا لحفظ صحة وسلامة موظفيها اتباعا لإرشادات وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية وقامت بتنظيم معظم أعمالها من المنزل

وعن الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاع السياحة، وخاصة التسهيلات المصرفية ودعم غرفة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للشركات بالقطاع أكد نهي محسن أن هذه القرارات سيكون لها تأثيرًا إيجابيًا خاصة عند عودة النشاط السياحي من جديد فمصر ليست بعيدة عن العالم وقطاع السياحة الذى يمثل 10% من الناتج العام العالمي بالتأكيد يمثل رقما فاصلا في الناتج المحلى المصري، كما أن هذا الدعم سيشجع كل الشركات السياحية على بذل أقصى جهد ممكن من أجل جذب السائحين مرة أخرى لزيارة مصر، كما نقوم حاليا بالتجهيز لمبادرة ستنفذ مباشرة عقب عودة القطاع السياحي للعمل مرة أخرى بعنوان "كنوز مصر" لتعريف المواطنين بالأماكن السياحية بالداخل، بالإضافة إلى عمل برنامج سياحي يشمل هذه الأماكن وبأسعار مخفضة لدعم السياحة الداخلية في مصر في ظل تقييد السفر الدولي.

كما رحبت الشركة بإعلان الحكومة دراستها عودة السياحة الداخلية مرة أخرى تدريجيًا مع الالتزام بكافة القرارات الاحترازية للحفاظ على سلامة المواطنين والعاملين، مؤكدة أن هذا القرار سيسهم في استعادة قطاع السياحة توازنه مرة أخرى بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في الفترة الماضية.

وأشارت إلى أن هناك خطة موضوعة من قبل الشركة في حال استئناف رحلات الطيران الداخلية، كما وعدت الحكومة في أحدث تصريحاتها حيث قمنا بعمل شراكات وبروتوكولات تعاون مع بعض شركات الطيران تهدف إلى تجهيز طائرات خصيصا لنقل عملاء الشركة بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى إمكانية تقسيط تكاليف الرحلة شاملة التذاكر والإقامة من خلال بعض البنوك والتطبيقات الإلكترونية، وهذه العروض سارية أيضًا على الرحلات الخارجية ولكن الأمر متعلق بالظروف الصحية والأمنية لكل دولة.


 وعن مستقبل السياحة المصرية في ظل التحول الرقمي قالت "محسن "إن مصر أصبحت من أكثر الوجهات السياحية إقبالا في السنوات الثلاث الماضية ويرجع الفضل في ذلك إلى حسن استخدام التطبيقات الرقمية عبر الإنترنت والهواتف الذكية للترويج إلى معالمها السياحية وسبل السفر والإقامة بها، فعلى سبيل المثال في عام 2019، تم تحميل طلبات الحجز 50٪ من المسافرين عبر تطبيقات السفر والطيران كما أن 92% من العلامات التجارية للسفر وضعت الهواتف الذكية ضمن خطة إدارة عمليات الحجز لرحلات الطيران وغرف الفنادق حول العالم واتجاه المسافرين لحجز وجهاتهم عبر تلك التطبيقات وهو تطور كبير ليس لقطاع التجارة الإلكترونية فحسب إحصائيات البنك الدولي مؤخرا والتي أشارت إلى أن 80% من سائحي الاتحاد الأوروبي يستخدمون خدمات السياحة الإلكترونية، و40% من الحجوزات والأنشطة الترفيهية وقضاء الإجازات تتم إلكترونيا عبر منصات الخدمات الإلكترونية للشركات عالميا، كما نحو 148 مليون سائح يستخدمون الإنترنت من أجل الحجز لقضاء إجازاتهم في مناطق متعددة بالعالم، وقد نمت إيرادات الحجز «أونلاين» بـ73% خلال لسنوات الخمس الماضية، وما يقارب 90% لمنظمي الرحلات السياحية.

وحول خطط المسافرين لقضاء إجازتهم وأكدت هناك ضرورة لتحسين منتجنا السياحي ليتناسب مع الرغبات المستحدثة للسائحين بعد أزمة كورونا فما نراه ليس سوى نصف الصورة فقد غيّر الإنترنت والأدوات الرقمية الجديدة تمامًا الطريقة التي يسعى بها المسافرون إلى التخطيط لعطلاتهم وإدارتها ومع ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في ظل ظروف العزل المنزلي عالميا فهناك فرصة سانحة للبدء في الترويج لمعالمنا السياحية ومناطق الإقامة وسبل الطيران عبر منصات مصر الرسمية وغيرها ولذلك نشيد بتجربة وزارة السياحة المصرية لعرض معالم مصر وعزمها افتتاح المتحف الكبير افتراضيا، أضافت أن الأدوات الرقمية للأفراد لتخطيط وتنظيم إجازاتهم بأنفسهم أصبحت متاحة مجانا وهو ما دفع الإحصائيات الخاصة بمؤشرات طلب السفر أن تنحاز نحو التحول الرقمي فعلى سبيل المثال يخطط أكثر من 66% من السائحين لعطلاتهم عبر الإنترنت و19% من خلال شخص يعرفونه و15% عبر الهاتف.