الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناريوهات هوليودية لنهاية الوباء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سمعت كما سمعتم خلال الشهور الأخيرة الكثير من السيناريوهات الهوليودية التى تنبأت بالحالة الوبائية التى يحياها العالم الآن بتفاصيلها. أبكانى البعض منها بقسوة تخيل نهايته، وأسعدنى البعض لأنه فتح الباب لأمل جميل خلف نهاية ليلها. إلا أنها جميعًا كانت مكتوبة بناءً على معطيات ظروف عالمية متاحة. لا يستطيع أحدنا أن ينكر أن البحث عن الفراغ الذى أرق العالم الفرنسى "باسكال"، فقد الكثير من صعوبته اليوم. فقد أمضى باسكال وقتًا طويلًا يبحث عن الفراغ المساوى للعدم الذي لا توجد فيه كائنات على الإطلاق. حمله خياله ودراساته، إلى أن الفضاء يبدأ بعد انتهاء حدود أغلفة الأرض حيث تفقد الأشياء وزنها بفقدان وجود الهواء والجاذبية. يتجه العالم الآن للتأكد من أنه لا دليل على وجود العدم على الإطلاق، وكل ثانية تمر تزيد فيها المخلوقات حولك فى كل مكان، واكتشاف الميكروبات والماء المتجمد على بعض الكواكب وأجزاء النيازك كان مؤشرًا على أن الفراغ فى كل مكان قد يشتمل على كائنات كثيرة. إن وجود الكائنات من عدمه مرتبط إلى حد بعيد بقدرتنا على رؤيتها، وربما على الارتباط بفكرة وجودها قبل كل شىء.
إن بداية التفكير فى توقعات سينما هوليود لما نحن فيه الآن تجعلنى حين أدلى بدلو أفكار فى بئر الأزمة أتخيل بدورى سيناريوهات خيالية تعتمد على خط سير هوليود. أردت أن أشارككم فيها، وإن كان بعضها خياليًا جدَا. 
(1)
خرجت علينا وكالة الفضاء الأوروبية فى الأيام الأخيرة بخبر يفيد أن ثقبًا للأوزون ظهر نتيجة تغيير مناخى أعلى القطب الشمالي. تعودت البشرية على ثقبها الذى عاشرته وعاشرها منذ سبعينيات القرن الماضى فوق القطب الجنوبى. تسببت الدوامات القطبية التى تتحرك فيها الرياح بقوة وسرعة فى ظهور ثقب أعلى القطب الشمالى بسبب أن هذه الدوامات الأبريلية مع ارتفاع حرارة الجو عن المتعارف عليه، ومع ازدياد الحرارة الواردة من الشمس عن المعتاد، تسببت فى ثقب للأوزون، إلا أن ذات الوكالة أكدت أن هذا الثقب فى طريقه للانغلاق فى منتصف أبريل مع نهايات دوامات بداية الربيع. إذ أن ثقب الأوزون هو عبارة عن ترقق فى الغلاف الجوى الأرضى وليس ثقبًا بمعنى الثقب، حين يغيب سببه تعود سماكته، وفي الربيع تقل سماكة الأوزون فى كل غلاف الأرض عمومًا كل عام. ترد إلينا هذه الأخبار، مع أخبار انخفاض مستوى التلوث فى الأرض بنسبة 34% بعد توقف الحياة فى كثير من مناحى العمل. يجعلنى ذلك أتخيل صوت عالم من علماء ناسا يظهر خلال الأسبوع الجارى يخبرنا ببيان: "فوجئ العالم خلال الساعات القليلة الماضية باختفاء الفيروس فى كل أنحاء الأرض، بداية من الصين، فى ظاهرة هى الأولى من نوعها فى التاريخ، إذ أتم ثقب الأوزون انغلاقه بشكل تام فى بداية الأسبوع الجارى مما زاد من تأمين الأرض وحماية من نوع من أنواع الأشعة الضارة يتولد عن الأشعة فوق البنفسجية الضارة التى كانت تأتي إلينا مضاعفة عبر ثقب الأوزون، شكرًا للأرض، حماكم الله من كل شر".
(2)
يمكن أن نتخيل مراسم تأبين أخرى لهذا الوباء تأتى على طريقة الصدفة، التى تؤكد "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منها سالمين". كأن يضرب العالم وباء قديمًا معروف علاجه، كأحد أنواع الحمى التى تأتى كل فترة لأهل المتوسط أو أهل أفريقيا أيًا كان مسماها، لترفع درجة حرارة أجزاء فى الجسم مثلًا، فتتسبب بمستوى تعرق عالٍ، يختفى الفيروس، فيتفاجأ العالم بذلك كما ذهل لويس باستور بانتحار الميكروبات حين برد عينته فجأة. حينها يمكننا أن نوجه الشكر للفيروسات التى سمحت لنا بأن نعرف كيف نقتلها.
(3)
أختم االسيناريوهات بالقصة المتوقعة، التى استهلكتها مئات الأفلام. ننتظر هذا البيان من كل وزارة صحة على الأرض: "تتوجه الأمة بأسمى آيات الشرف والعرفان التاريخى بالجميل للطبيب الشاب الذى تمكن من إيجاد الدواء الشافي للفيروس، واللقاح الواقى منه معًا. لن تنسى البشرية أبدًا مشهد خروج التجمعات البشرية حاملات لافتات الشكر له للمرة الأولى منذ شهور دون خوف، ودون قناعات وجه، ودون قفازات واقية، اليوم نهدى للأجيال القادمة اختراعًا قضى على الفيروس الشرس".
حفظكم الله وحفظ مصر وكل بلاد العالم من كل شر.