الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد أزمة مستشفى "الشيخ زايد".. "البوابة نيوز" تتساءل: ما الاشتراطات والمواصفات الطبية لمستشفيات عزل مصابي فيروس كورونا؟.. وأطباء يحذرون من تواجدها وسط الأحياء السكنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار قرار جامعة القاهرة بتولي الإدارة الطبية لمستشفى "الشيخ زايد" بمنشأة ناصر التابعة لوزارة الصحة بعد التنسيق مع الوزارة، كمستشفى لعزل وعلاج أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين والطلاب بالجامعة، والحالات التي تكتشف بمستشفيات جامعة القاهرة، حال إصابتهم بفيروس "كورونا" المستجد، حالة من الجدل الكبير حول مواصفات واشتراطات مستشفيات العزل بشكل عام، خاصةً تلك الموجودة وسط الأحياء والمناطق السكنية ومدى خطورتها.


وأوضح الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه تم رفع كفاءة مستشفى الشيخ زايد طبقًا للكود الخاص بالعزل في وزارة الصحة، ورفع كفاءتها العامة، مشيرًا إلى أن لجنة الإدارة الطبية للمستشفى ستتم من خلال أطقم طبية تابعة لكلية طب قصر العيني ومستشفيات جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة هالة صلاح الدين عميد كلية الطب، طبقًا للمعايير المعمول بها بمستشفيات الجامعة ووزارة الصحة، وتجهيزها لتكون صالحة لاستقبال الحالات المصابة بفيروس "كورونا" المستجد.
إلا أن هذا القرار، لم يلق أي قبول من قبل المرضى والطواقم الطبية لمستشفى "الشيخ زايد"، الذي تقرر نقلهم إلى مستشفى "أحمد ماهر" بالسيدة زينب وتوزيع الأطباء على عدة مستشفيات أخرى أيضًا، حيث إن المستشفى بمنشأة ناصر تقدم خدماتها لأكثر من 3 ملايين مواطن من سكان مناطق "الدويقة- عزبة العرب- منشأة ناصر"، فضلًا عن تقديمها خدمات "الغسيل الكلوي" لنحو 88 حالة بشكل دوري، وكذلك الحالات الطارئة من مرضى الغسيل أيضًا، بالإضافة إلى علاج مرضى التصلب المتعدد المترددين على المستشفى بعدد نحو 1750 مريضا، وكذلك قسم الطوارئ الذي يستقبل 48 ألف مريض سنويًا.
وتواصلت "البوابة نيوز" مع الدكتور سامح عشماوى، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، حيث ذكر أن تحديد اشتراطات مستشفيات العزل من اختصاص غرفة إدارة الأزمات بوزارة الصحة، ثم تحفظ عن الرد بخصوص تبعية المستشفى لأمانة المراكز وليس المستشفيات الجامعية فضلا عن تواجد مستشفى الشيخ زايد بمنطقة سكنية، وذكر "عشماوى"، أنه غير مصرح له الإدلاء بأية تصريحات صحفية دون تصريح.



"أطباء" يوضحون اشتراطات اختيار مستشفيات العزل الطبي لمصابي فيروس "كوفيد 19"
من ناحيته، يقول الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن وزارة الصحة لم تحدد الاشتراطات اللازمة لمستشفيات العزل الطبي لمرضى ومصابي فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، واختيارها والأماكن الموجود بها هذه المستشفيات، متسائلًا: "هل الأفضل أن تكون وسط الأحياء والمناطق السكانية أم لا"، مشيرًا إلى أنه الأطباء لا يستطيعون الإجابة بطريقة علمية دقيقة، خاصةً بعد أزمة مستشفى الشيخ زايد بمنشأة ناصر وتخصيصها لعزل المصابين التابعين لجامعة القاهرة، وهل هذا الأمر صحيح أم خطأ؟
ويتابع الطاهر، أنه في حالة تفشي فيروس "كورونا" المستجد في مصر ستحتاج البلاد إلى كافة المستشفيات على مستوى أنحاء الجمهورية، لتكون مستشفيات عزل طبي، لافتًا إلى أن معظم المستشفيات المصرية موجودة وسط مناطق سكانية، وبشكل عام الاشتراطات الصحية في أي مستشفى لا بد من الاهتمام باستمرار بالتطهير والتعقيم للمستشفى، فهذا أمر ضروري جدًا، للحد من انتشار الفيروس وانتقاله من شخص لآخر داخل المستشفى، كما أنه مهم بدلًا من التركيز عن مكان وجود المستشفى سواء وسط الأحياء السكانية أو بعيد عنها.
ويؤكد، أن الاشتراطات الخاصة باختيار مستشفيات العزل لمرضى "كوفيد 19" عالميًا لم يتم الالتفات إليها كثيرًا ومن ضمنها أماكن تواجدها بالقرب من الأحياء السكانية، نظرًا لتزايد نسب الإصابة بالفيروس في عدد كبير من دول العالم، موضحًا أن هذه الدول استخدمت جميع مستشفياتها للعزل الطبي للمصابين وعلاجهم أيضًا.


ويضيف الدكتور محمد عز العرب، استشارى الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، أنه من الناحية العلمية فإن انتشار فيروس "كورونا" المستجد عن طريق الهواء وضع من قبل بعض المراكز الطبية ضمن احتمال طرق انتقال الفيروس، مشيرًا إلى أن الشخص المصاب في حال تواجده في منطقة ما من الممكن أن يتواجد الفيروس في هذه المنطقة فترة معينة، وينتقل عن طريق الهواء لمسافات محددة، فإن احتمالية الإصابة تنتقل عن طريق رذاذ المصاب أو سقوط هذا الرذاذ على جسم صلب يُنقل العدوى أيضًا.
ويستكمل عز العرب، أنه في حالة ثبوت بشكل مؤكد انتقال الفيروس عن طريق الهواء في هذه الحالة يفضل أن تكون مستشفيات العزل بعيدة نسبيًا عن التجمعات السكانية، وليس وسط الكثافة السكانية لعدم وقوع كارثة وتفشي الفيروس بها، موضحًا أن مستشفيات الصدر على سبيل المثال كان يتم اختيارها على أطراف المدن ومناطق نائية مثل مستشفى صدر 23 يوليو في محافظة القليبوبية أو مستشفى صدر العباسية قبل العمران كانت تعتبر هذه المنطقة خالية نسبيًا، فكان هناك مواصفات معينة لاختيار مستشفيات الصدر، نتيجة الانتقال عن طريق الهواء، ولذلك كان يتم اختيارها بعيدًا عن الإسكان للالتزام بالناحية الصحية الجيدة للمرضى من التلوث وما شابه، ولعمل حماية مجتمعية لاحتمالية نقل العدوى في الهواء المحيط.
ويؤكد، أنه فيما يخص فيروس "كوفيد 19" لا يمكن الجزم بهذه الطريقة في الانتقال "طريقة انتقاله من خلال الهواء"، فإن الفيروس هاجم عددا كبيرا من دول العالم بشكل مفاجئ دون الاستعداد الطبي الجيد له، وبالتالي يتم استغلال الموارد الطبية المتاحة لدى كل دولة، لافتًا إلى أن نظرًا لهذا الأمر ودراسة وبائيات المرض غير المعروفة 100% واحتمالية انتقاله عن طريق الهواء، فمن الممكن اختيار مستشفيات قد يكون بعضها داخل الكتل السكانية، ولكن من المهم أن تكون هذه المستشفيات تمتلك المواصفات اللازمة لإجراءات العزل لكل المرضى، فإن مرضى "كورونا" المستجد تتضمن حالات بسيطة ومتوسطة وأخرى شديدة قد تستدعي توفر الرعاية المركزة من خلال أجهزة التنفس الصناعي، وأحيانًا هناك مرضى يتم عمل غسيل كلوي نتيجة فشل الأداء الوظيفي للكلى لديهم.
ويوضح، أنه فيما يخص المواصفات اللازمة لمستشفى العزل لا بد أن يكون هناك ممرات أمنة وارتفاع الأسوار المحيطة بها، وأن يكون هناك فرق بين "آسرة المرضى" والغرف أيضًا، وتجهيزات لمكافحة العدوى وفقًا لمعايير الجودة وإجراءات التطهير الذاتي والمستمر على مدى 24 ساعة، مضيفًا أنه يُفضل أن تكون هذه المستشفيات بعيدة عن الكتلة السكانية، ولكن في حالة عدم وجود إمكانيات وتوافر مستشفى يمكن تجهيزها في خلال يوم أو اثنين على الأكثر كمسشتفى عزل بالإمكانيات الخاصة بها، فهذا أمر مقبول نسبيًا، خاصةً أن انتقال الفيروس عن طريق الهواء أمر غير متفق عليه حتى الآن عالميًا، وكذلك في حالة تزايد نسب الإصابة الفيروس أيضًا مع تطبيق معايير الجودة بالكامل داخل جميع أقسام هذه المستشفيات مع توافر كافة الإمكانيات من استقبال جميع الحالات المصابة.


ويرى محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هناك مستشفيات للعزل الطبي وأخرى مخصصة للحجر، وهم ضمن إستراتيجية مكافحة الأمراض أو الأوبئة أو الفيروسات شديدة العدوى، فإن مستشفيات العزل الطبي يتم استخدامها لعزل المصابين بمرض معدي عن جميع أنواع الحركة التي من الممكن يقوموا بها لمنع تسببهم في العدوى لغيرهم، وفي الوقت ذاته يتم تقديم الرعاية الطبية الفائقة داخل المنشآت، وخاصةً أن تكون بعيدة عن الأماكن السكانية الماهولة وفي الأماكن التي بها تجديد للهواء بشكل أو بأخر، وتتضمن أطباء مختصين جدًا ولديهم دراسات في العدوى وكيفية انتقالها وغيرها.
وأردف فؤاد، أن الموجودين داخل مستشفيات العزل جميعهم تم التأكد من إصابتهم بالفيروس، ولكن الحجر الطبي يستخدم في حالة الشك في مجموعة من الأشخاص كونهم مصابين وحاملين للفيروس أم لا، وبالتالي يتم حجرهم ويتم توفير كافة الرعاية الطبية لهم، باعتبارهم "مرضى حتى يثبت العكس"، فهناك حجر قصير المدى يكون في المنزل على مستوى العالم، ومن الممكن منعهم من السفر، لأنه من الممكن أن يكون هناك احتمال 1% أن هذا الشخص مصاب بالعدوى، ويسافر ويجلس وسط تجمعات أخرى وبالتالي ينقل العدوى، مما يستدعي تقييد حركته في التنقل، لافتًا إلى أنه ضمن شروط العزل أو الحجر ألا يكون هناك تجمعات سكانية وأن يكون هناك مكان مغلق معروف الدخول والخروج منه، مما يساعد في رصد الحالات المصابة، وبالتالي لا يمكن أن يكون العزل في مستشفى مفتوح يستقبل المرضى باستمرار على مدى اليوم.
ويشير إلى أن أول مستشفى عزل في مصر تمت في مكان بعيد تمامًا عن التجمعات السكانية وسط أجواء مفتوحة ومنطقة أمان، وكان هذا تصرف جيد جدًا من قبل الدولة، فلا يمكن عمل مستشفيات للعزل وسط الأحياء السكانية، فإن العزل يتم للمصابين بالأمراض المعدية، حيث أوضحت وزيرة الصحة أن فيروس "كورونا" المستجد ضمن الأمراض المعدية، لأنه من الممكن أن يؤثر على حياة البشر بشكل هائل، مؤكدًا أن عزل المرضى في أماكن هادئة يؤثر على سلامته وكذلك الطبيب يكون لديه ملابس وقائية طبية خاصة للتعامل مع المرضى، وتغذية محددة للجميع.
ويوضح، أنه في الدول الكبرى هناك مراحل للعزل، فهناك "عزل صارم" والذي يشمل عدم خروج أي شخص منه سواء مريض أو طبيب معالج، وأن يكون بينه وبين الآخرين مسافات كبيرة جدًا، وهناك "عزل الاتصال" وهو عدم التواصل مع الآخرين، و"عزل الجهاز التنفسي" والذي يشمل عزل الجهاز التنفسي عن الأعضاء من خلال الجهاز، والذي يحطاط العالم لهذه الاشتراطات، مشيرًا إلى أنه في محافظة المنصورة على سبيل المثال تم اختيار مستشفى للعزل بعيد تمامًا عن المحافظة وفي منطقة لا يوجد بها كثافة سكانية، وبالتالي فإن عمل مستشفى للعزل لا يمكن أن يتم في مكان مكتظ بالسكان مثل منشأة ناصر، فإن هذه المنطقة تم تصنيفها ضمن أفقر الأحياء السكانية في العالم، والذي يستقبل مرضى للغسيل الكلوي المعرضين للوفاة سريعًا.