تدفق رسميا للأشقاء في السودان "نور مصر" ليساهم في تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين وتحقيق التنمية هناك، وليكون بوابة مصر لأفريقيا وتنفيذا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحويل مصر لمركز اقليمى للطاقة.
ومن المتوقع خلال الأيام القادمة بدء طرح مناقصات تنفيذ الربط مع السعودية تمهيدا لتوقيع عقود التنفيذ نهاية مايو القادم، كما بدأ العمل لتقوية الربط مع الاردن واستكمال أعمال الاستشارى للربط مع قبرص واليونان لتكون بوابة للربط بين مصر وأفريقيا وأوروبا.
وكان مجلس الوزراء، قد أعلن، اليوم السبت، أنه تم أمس الجمعة الثالث من أبريل 2020 بدء التشغيل الفعلى لخط الربط الكهربائى بين مصر والسودان جهد 220 ك.ف، وذلك تلبية لرغبة الجانب السودانى.
وسبق أن تم الانتهاء من أعمال إنشاء الخط الكهربائى لربط البلدين في أبريل 2019، ويبلغ طوله بالجانب المصرى نحو 100 كم، وبالجانب السودانى نحو 70 كم.
وأشار مجلس الوزراء إلى أنه طبقا لما هو مخطط فإن المرحلة التي بدأت حيز التنفيذ الفعلى، أمس، هي المرحلة الأولى من الربط والتى تهدف إلى إمداد الجانب السودانى بقدرات على مدى الساعة تصل إلى 70 ميجاوات، وذلك لحين استكمال تركيب بعض الأجهزة اللازمة بمحطات الجانب السودانى والجارى التنسيق بشأنها حاليا بين الجانبين المصرى والسودانى، وبإنهاء هذه الأعمال تأتى المرحلة الثانية من الربط، والتي تستهدف إمداد السودان الشقيق بقدرة تصل إلى 300 ميجاوات.
وفى هذا السياق، فإن جمهورية مصر العربية تؤكد دوما على عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين شعبى وادى النيل.
محور لشبكات كهرباء العالم
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تشغيل الربط المصرى السودانى هو الحلقة الأولى من رؤية الرئيس السيسي لتكون مصر محورا لشبكات كهرباء العالم حيث وضعت الحكومة هدفًا قوميًا لتصبح مركزا محوريا لتجارة وتداول الطاقة وتم تشكيل لجنة عليا لإدارة هذا الملف بهدف الاستفادةِ المثلى من المقوماتِ التي تتوافر بمصرَ خاصة الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط كبارَ منتجي ومستهلكي الطاقةِ في العالم وامتلاكها الفرص الاستثمارية لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة وتدعيم وتحديث شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، ولها امتداد آسيوي وتشارك في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا وغربًا مع كل من الأردن وليبيا.
رفع القدرات المتبادلة
واكد المهندس صلاح عزت العضو المنتدب للمنطقة الجنوبية بشركة نقل الكهرباء ان المرحلة الثانية لزيادة قدرات الربط مع السودان ومرحلة رفع كفاءة خطوط النقل على جهد 500 كيلوفولت تستغرق عدة شهور وانة تم شحن مهمات ومعدات الاتصال وتوسيع محطة محولات توشكى وغيرها من الإجراءات لرفع القدرات المتبادلة إلى 300 ميجاوات ويبلغ طول الخط في الاراضى المصرية نحو 100 كيلومتر تم التنفيذ على مرحلتين بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ نحو 6،7 مليون دولار. وانة تم تدريب نحو 5219 مهندس من الكوادر السودانية من خلال برامج بروتوكوليه.
أشار "عزت"، إلى الجهود التى يقوم بها القطاع لتقوية شبكة كهرباء جنوب الوادى بما يتوافق والسياسة المصرية للربط الاقليمى مع دول أفريقيا وان القطاع بدا تشغيل محطة محولات بنى سويف العملاقة طاقة 500 ميجافولت واستكمال تنفيذ الخط العملاق جهد 500 ميجافولت من بنى سويف وأسيوط وسوهاج ونجع حمادى ضمن برنامج تقوية الشبكة الكهربائية بجنوب الوادى وتاهيلها لمشروع الربط الكهربائى مع السودان ودول أفريقيا.
مشروع الربط المصرى السعودى
وفي ذات السياق قالت المهندسة صباح مشالى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء ان الفترة القادمة سوف تشهد بدء طرح مناقصات مشروع الربط المصرى السعودى وبتنفيذ هذا المشروع واستكمال خطوط الربط مع السعودية تكون شبكات كهرباء دول الشرق الاوسط قد ارتبطت معا وانة سيتم خلال مايو القادم توقيع عقود التنفيذ وأن مصر والسعودية ستختاران إحدى سفن المسح العالمية في مايو المقبل،لتحديد نقاط الربط الخاصة بمسار الخط الجديد بعد تغير ما تم اختياره منذ ما يقرب من 3 سنوات، وسيتم تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في 2023 بقدرة 1500 ميجا وات، وباقى القدرات يتدخل تباعا إلى أن تصل إلى 3 الاف ميجا وات.
الربط مع قبرص واليونان
ومن جانبه صرح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء، ان الاستشارى العالمى الذى تم اختيارة يقوم حاليا بالعمل على استكمال ما تبقى من دراسات للبدء في تنفيذ الربط مع قبرص واليونان وانه تم بالفعل توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالًا مع البلدين وقارة أوروبا لتعبر الكهرباء المصرية المتوسط وأن الربط الكهربائى بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة النظيفة، مشيرا إلى ان قدرات الشبكة تصل إلى نحو 70 الف ميجاوات وبها قدرات احتياطية وفائضة تقدر بأكثر من 25 % توفر متطلبات الدول المرتبطة بالشبكة المصرية حاليا في المشرق والمغرب العربى والدول الجارى الارتباط معها في أفريقيا خاصة دول الجوار.
وأضاف انة تم مراجعة الدراسات التى قامت بها احدى الشركات العالمية لربط شبكتى كهرباء مصر وقبرص واليونان المرتبطان بالشبكة الاوربية لتنفيذ المشروع والذى سيكون الاضخم والأكثر اهمية وسط مشروعات الربط الاقليمى لاسباب متعددة اهمها امكانية نقل قدرات تتراوح بين 3 إلى 6 الاف ميجاوات من جنوب المتوسط إلى أوروبا التى تتزايد اهتماماتها حاليا بالطاقة النظيفة في أفريقيا خاصة طاقتى الشمس والرياح.
جدير بالذكر أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالًا مع قبرص واليونان في قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركزًا محوريًا للربط الكهربائي بين ثلاث قارات (أفريقيا ـ آسيا ـ أوروبا). حيث تقوم شركة Euro-Africa interconnector القبرصية بإجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية لمشروع إنشاء خط ربط كهربائي بحري بين مصر – قبرص – اليونان.
وقد قدمت الشركة دراسة جدوى فنية واقتصادية لتنفيذ المرحلة الأولى - سعة 1000 ميجاوات - من مشروع خط الربط الكهربائي المصري / القبرصي / اليوناني مرورًا بجزيرة كريت لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذي التيار المستمر High Voltage Direct Current (HVDC.
