الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد إيقافها لأول مرة.. "الجمعة" الفريضة الغائبة في زمن كورونا.. أعظم أيام الأسبوع.. وأًمر الله المسلمين بتلبية ندائها.. ورجال الدين: الشريعة تقدم حفظ مصالح العباد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تخيم حالة من الحزن والأسى على عموم المسلمين، في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية الاستثنائية لمواجهة تفشي وانتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، والتي أضفت بظلالها على انعقاد العيد الأسبوعي والمؤتمر العام للمسلمين الذي يتجدد كل 7 أيام منذ أن فرضت الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


فضل الجمعة
ولقد اختار الله عز وجل هذا اليوم ليكون أعظم الأيام عنده جل وعلا، واختصه بأحداث عظام، ومزايا كبار، كانت سببا لوجوب تعظيم هذا اليوم عند المسلمين، واتخاذه عيدًا من أعيادهم التي شرع الله فيها من المناسك ما لم يشرع في غيرها، يقول صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي رواه أبي هُِرَيْرَةَ رضي الله عنه: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ"، وفي رواية: "سَيِّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ".
ويقول كعب الأحبار: ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين.
ولقد رغب المولى عز وجل عباده المؤمنين على تلبية نداء المؤذن في ظهيرة هذا اليوم وإن كانت التلبية على حساب أشغالهم وأعمالهم حيث يقول:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.. وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ". والإمام ابن القيم رحمه الله:"صلاة الجمعة خصت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا توجد في غيرها، من الاجتماع، والعدد المخصوص، واشتراط الإقامة، والاستيطان، والجهر بالقراءة".
وحذر النبي من يتهاون في تركها دونما سبب أو عذر مشروع، فعن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عباس وابن عمر يحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على أعواد منبره:"لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من الغافلين".
وفي يوم الجمعة ساعة إجابة أخبر عنها النبي، حيث روى أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا. 
وللجمعة سنن عدة رويت عن النبي منها التطيب، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة، ويتطهَّر ما استطاع من طُهرٍ، ويدَّهن مِن دُهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرِّق بين اثنين، ثم يصلى ما كُتب له، ثم يُنصت إذا تكلم الإمام، إلا غُفر له ما بينه، وبين الجمعة الأخرى"، وكذلك ارتداء لبس جيد، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "على كل مسلم الغسل يوم الجمعة، ويلبس من صالح ثيابه، وإن كان له طيب مس منه"، إلى غير ذلك من السنن كالتبكير إلى المسجد وقراءة سورة الكهف خلافه.
وبالرغم من تعرض المسلمين لكثير من النوازل والأمراض والأوبئة ومن بينها طاعون عمواس، إلا أنه ليس هناك أي رواية صحت في تركهم الجمعة.
ومع ما سبق بيانه في فضلها وفرضيتها إلا أن المؤسسات الدينية قد بينت بأدلة ثبوتية إمكانية تركها للضرر والمفسدة التي قد تترتب على اجتماع الناس وفق تحذيرات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية.

يقول الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن من شروط إقامتها توفر الأمن لإقامتها، ومفهوم الأمن هو الأمن الشامل وفي مقدمته الأمن على حياة الناس، وبما أن الأمن الصحي لإقامة الجمعة غير متوفر في معظم دول العالم بما يُخْشى معه خشية حقيقية على حياة الناس، فإن الجمعة تصلى ظهرًا في البيوت أو الرحال حيث يكون الإنسان.
وشدد الوزير على عدم جواز إقامة الجمعة بالمنازل لأنها لا تنعقد بالمنزل، كما لا يجوز إقامتها في أي مكان بالمخالفة الشرعية والقانونية لما يقتضيه الوضع القائم من عدم إقامتها للحفاظ على حياة الناس، كما أن الجمعة لا تنعقد خلف المذياع أو التلفاز أو عبر الإنترنت أو نحو ذلك، مؤكدا أنه لا يجوز في الظروف الحالية أن تقام أي جماعة في الأماكن العامة أو أمام المساجد أو في الحدائق أو في الطرقات أو على الأرصفة أو أمام المولات بما يعد تحايلا على المقصد الشرعي الأسمى، وهو الحفاظ على حياة الناس من مخاطر التجمع.
بينما قالت لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر الشريف في حكم صلاة الجمعة أو الجماعات خارج المسجد في ظل قرار الإغلاق المؤقت للمساجد، بأن المقصد العام من تشريع الأحكام الشرعية هو تحقيق مصالح الناس في العاجل والآجل معًا، فإذا كان حضور الجُمع والجماعات من شعائر الإسلام الظاهرة، فإن تحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد عنهم هو أساس إرسال الرسل وتشريع الأحكام التي أرسلوا بها مما يعني أنها مُقدمة على تلك الشعائر.
كما أن البعض حمل قال إن تركها للضرر والمفسدة والتزم بصلاة الظهر أربعا، فله أجر صلاة الجمعة لن ينقص منه شيء، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث.