قالت أسماء عامر، والدة الطفلتين الضحيتين "جنة وأماني"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، خلال تواجدها اليوم الأحد بقاعة المحكمة، إن والدتها بريئة ولم تقم بقتل وتعذيب "جنة"، ولا تعذيب "أمانى"، مشيرة إلى أن والدتها المتهمة كانت تقوم برعايتها ورعاية أطفالها، ولم تقم بتعذيبهما، معلنة أنها ترغب في التنازل عن القضية، لإخراج والدتها من محبسها لأنها "كفيفة" ووالدتها هي التي تقوم برعايتها.
وكانت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار نسيم بيومي، وعضوية المستشارين فاروق محمد فخرى وأمير السيد أحمد، وممثلا النيابة محمد فتحى الشاورى ويوسف عبدالعزيز، وأمانة سر أحمد الحنفى أحمد، قد استأنفت القضية رقم ١٤١٦٧ لسنة ٢٠١٩ جنايات شربين والمقيدة برقم ١١٤٨ لسنة ٢٠١٩ كلى شمال الدقهلية، والمتهمة فيها "صفاء عبد الفتاح عبد العزيز الزغبى"، بتعذيب حفيدتها الطفلة "جنة محمد سمير"، ذات الـ5 سنوات، والتي توفيت متأثرة بإصابتها نتيجة التعذيب.
وقال عبد الله العجمي، محامي الدفاع عن صفاء عبد الفتاح عبد العزيز الزغبى، أمام المحكمة، إن شقيقة الطفلة المتوفية "أماني" شهدت في بداية التحقيقات بأن جدتها لم تقم بتعذيبها، وشقيقتها "جنة" أصيبت إثر سقوطها في الزيت أثناء لهوها.
وأشار إلى أن السبب في تحويل القضية إلى قضية تعذيب وقتل هو "السوشيال ميديا"، مضيفا أن التقرير الطبي أكد أن هناك سحجات طولية وحروق حول مناطق الأعضاء التناسلية بسبب الزيت الذي وقعت فيه الفتاة أثناء لهوها وليس تعذيبًا، وهنا يمكن أن تعاقب الجدة بسبب إهمالها لأنها لم تذهب بها إلى الطبيب على الفور، ولكن الجهل والفقر وعدم العلم وراء عدم قيامها بذلك.
وأوضح أن الدليل على ذلك أيضا هو عدم وجود الأدوات التى جاءت في أمر الإحالة وتقرير الطب الشرعى، والتى استخدمت في التعذيب، ولكن التحريات التى ذكرها ضابط ضبط الواقعة غير حقيقية، مضيفا أن الطفلة أمانى شقيقة المتوفية عرضت على أكثر من طبيب ولم يذكر أيا منهم ما جاء في التحريات بوجود آثار ربط للقدم واليدين.
وكانت المتهمة قد حضرت من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية عقب كتابة تقرير بحالتها بناء على طلب المحكمة، اليوم الأحد، وحرصت المحكمة على تواجدها خارج القفص في قاعة المحاكمة وسط حراسة أمنية، وبدأت الجلسة بقيام أمين السر بتلاوة أمر الإحالة الخاص بالقضية على المتهمة في وجود هيئة المحكمة، وبسؤال رئيس هيئة المحكمة المتهمة هل قامت بما جاء بأمر الإحالة ردت بالنفى، فيما قام ممثل النيابة العامة بإلقاء مرافعة النيابة، والتى أكد خلالها أن الجريمة مكتملة الأركان، مطالبا أن يكون الحكم قصاص عادل يعيد الحق لأصحابه، ويأخذ الظالم بظلمه، وطالب من المحكمة ألا تأخذهم بالمتهمة شفقة ولا رحمة فهى لم ترحم حتى ترحم.
وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء سيد سلطان، مدير المباحث الجنائية، يفيد ورود إشارة لمأمور مركز شرطة شربين من مستشفى شربين بوصول الطفلة، ومقيمة بقرية بساط كريم الدين التابعة للمركز، مصابة بحروق في أعضائها التناسلية، بالإضافة إلى كدمات وتورم شديد بالمنطقة الحساسة، وتم نقلها لمستشفى المنصورة الدولي.
وبانتقال ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وبسؤال جدها لوالدها اتهم جدتها لوالدتها وتدعى "صفاء عبد الفتاح عبد العزيز الزغبي"، بالقيام بذلك والتعدي على حفيدتها عن طريق تسخين آلة حادة وكيها في المنطقة الحساسة "أعضاءها التناسلية"، وتبين من التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين وانفصلا منذ أربع سنوات وانتقلا إلى حضانة الجدة للأم بحكم قضائي لصالحها العام الماضي.
وبتقنين الإجراءات تم ضبط الجدة المتهمة، كما تبين من التقرير الطبي المبدئي للطفلة فور وصولها للمستشفى أنها تعانى من جلطة بالطرف السفلي، ويوجد آثار سحجات واعتداء بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة وتبين أيضا إصابتها بغرغرينا في القدم، إثر كسر في الساق وتركها طوال 10 أيام دون علاج مما أدى إلى ضرورة بتر القدم وتم إجراء العملية ووضعها بالعناية المركزة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
