الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مقتل «شهد» على يد والدها بمدينة نصر.. الجيران: عاشت حياة قاسية.. والأب قتلها بسبب «الشراب».. الشاهد: لم تحظ بفرصة الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تقترف «شهد» الطفلة صاحبة الـ ١٣ ربيعًا، ذنبًا أو ترتكب جُرمًا، حتى تقتل على يد والدها، في واقعة مؤسفة دارت أحداثها على مرأى ومسمع سكان منطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، إذ انفصلت والدتها عن أبيها، بعد زواج شفهى دون تحرير وثيقة زواج شرعى منذ ما يقرب من ١٤ عامًا، وتسللت المشكلات تباعًا إلى عش الزوجية التى حولت حياتهما إلى نيران ملتهبة.


وروى الشاب «محمد» أحد قاطنى العقار الذى شهد الجريمة، تفاصيل الواقعة لـ«البوابة»، مشيرًا إلى أن المجنى عليها، حكم عليها أن تقضى طفولة تعيسة، عاشت خلالها الصغيرة، لحظات قاسية في غياب الأبوين، بعدما تنصل منها الوالدان هربًا من المسئولية، فكل منهما قرر أن يعيش على طريقته بحثًا عن حياة هادئة تنسيه مرارة فشل زيجته الأولى، دون التفكير في صاحبة الخطوات الصغيرة، تاركين إياها تصارع أهوال الحياة بمفردها.
وأضاف الشاهد: بعد فشل المحاولات لإسناد شئون الطفلة لأحد الأبوين، قررت السيدة «رضا» شقيقة الوالد أن تتكفل برعايتها، وقامت بنقلها للعيش معها، داخل شقة بسيطة تقع في الطابق الثالث، مفضلة عدم الاختلاط ببقية الجيران، ورغم عدم بخل «عمتها» عليها وتوفير جميع متطلباتها فإن الحزن لم يفارق تفاصيل وجهها، كانت كغيرها من الفتيات الصغار تحلم أن تعيش في جو أسرى ممتلئ بالدفء والحنان، لكنها لم تعلم أن قدرها سوف يسقطها في براثن «أب وأم» تحجرت قلوبهما وأصبحت الرحمة لا تعرف طريقا له، فلم تجد «أبا» يحنو عليها ويمنحها العطف والحنان، أو «أما» تجفف دموعها عند بكائها من قسوة الظلم والحرمان.


واستطرد الشاهد: لم تحظ المجنى عليها بفرصة الالتحاق بالمدرسة، كباقى الأطفال في عمرها، بسبب وجودها على قيد الحياة دون أوراق ثبوتية، تؤهلها للتعليم، لتقدم لها الحياة صفعة جديدة تضاف لسجل القهر والظلم، مشيرًا إلى أن الضحية قضت ما يقرب من ١٣ سنة مع «عمتها».
وعن تفاصيل الحادث، أوضح الشاهد: صباح الأحد الماضي، تبدلت الأجواء هنا داخل الحى الشعبى ١٨٠ درجة، بعد إطلاق صرخات من إحدى السيدات، تجمع على إثرها قاطنو العقارات القريبة، لاكتشاف مصدرها، فكانت الطامة الكبرى التى أصابت الحضور بصمت ممزوج بذهول من هول المشهد، إذ وجدنا الضحية ملقاة على الأرض، تنزف الدماء من رأسها، وبخطوات حثيثة حاول بعض الجيران الوقوف على ملابسات الواقعة، إلا أن أحدا لم يخبرهم بما جرى، وعلى الجانب الآخر قام البعض بنقل المجنى عليها إلى المستشفى أملًا في إبقائها على قيد الحياة، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة بعد وصولها بفترة وجيزة متأثرًة بإصابتها التى أفقدتها كمية كبيرة من دمائها.


وبعد مرور دقائق وصل ضباط مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر إلى مسرح الجريمة، وبسؤال شقيقها اتهم «والد المجنى عليها» محمد م، ٣٠ سنة، عامل والمطلوب التنفيذ عليه في القضية رقم ٢٣٧٠٨ لسنة ٢٠١٦م مدينة نصر «سرقة» بالتعدى على المجنى عليها مما أدى إلى حدوث إصابتها والتى أدت لوفاتها، وبعمل التحريات تبين صحة الواقعة، وأن المشكو في حقه وراء ارتكابها، وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده أمكن ضبطه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، ويوم الواقعة وحال تردد المجنى عليها على الشقة سكنه الكائنة بجوار شقة شقيقته، طلب من المجنى عليها إحضار بعض المتعلقات الشخصية خاصته «شراب الحذاء» فلم تدر الطفلة الصغيرة أن حكم الإعدام سينفذ فيها على يد والدها، فلم يتركها وشأنها تصارع بقاءها على قيد الحياة، دون عائل يتحمل مسئوليتها، فقرر أن ينهى حياتها لرفضها البحث له عن «الشراب»، الأمر الذى دفعه بالاعتداء عليها برطم رأسها في الحائط، ما أسفر عن إصابتها إصابات بالغة لم يتحملها جسدها النحيف، لتلقى مصرعها عقب وصولها للمستشفى.