الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مثقفون يضعون روشتة نجاح معرض القاهرة للكتاب بدورته الـ51.. توفير الكتاب "الإفرنجي".. استعادة القوى الناعمة لتأثيرها.. تنظيم ندوات ومناظرات جادة.. مراعاة أسعار الكتب.. والاحتفاء بشخصيات المعرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت الدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكان للمثقفين بعض المطالب التي أكدوا أنها ضرورة للغاية ليؤتى معرض الكتاب ثماره، موضحين أنه يجب توفير الكتب المترجمة ومطبوعات عن الثقافة السنغالية وإعطاء جمال حمدان حقه النقدى.
ومن المقرر أن تستمر الدورة الحالية من معرض الكتاب بعنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، حتى 4 فبراير المقبل، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.


في البداية قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق: إننى أتمنى أن تنجح الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بحيث نكون في مصاف معارض الكتب العالمية، وأن ينجح المعرض في وضع القارئ أمام أصناف عالمية من الكتب المعروضة.
وأكد عصفور أن المعارض الدولية تخصص أجنحة لمشاركات دور النشر الأجنبية، وإننى في إحدى دورات معرض القاهرة للكتاب السابقة حصلت على كتاب في النقد الأدبى من المطبوعات الأجنبية وإلى الآن في مكتبتى وفي غاية الأهمية.
وعبّر وزير الثقافة الأسبق عن استيائه من صعوبة حصول القارئ على الكتاب الأجنبى قائلا: القارئ لا يجد أمامه كتابًا إفرنجيًا، ونحن لا يجب أن نختصر على الثقافة العربية فقط، فنحن في عصر العولمة ولابد أن يكون الكتاب لدينا بكل لغات العالم.
وحذر من زيادة عزلتنا كمجتمع عربى عن بقية العالم طالما ظلت الكتب الأجنبية غائبة عن أجنحة المعرض أو قليلة.
وأشار «عصفور» إلى مراعاة أسعار الكتب، ذلك لأن النسبة بين مطبوعات الدولة متمثلة في الثقافة الجماهيرية وهيئة الكتاب وبين دور النشر الخاصة عالية جدا خاصة في الأسعار، حتى بات الأمر شيئا لا يحتمل.
وأوضح أنه في زمن سابق كنا نركز على مطبوعات وزارة الثقافة، الآن أمامها دور النشر الخاصة، فالكتاب الذى يباع في الوزارة بـ٥ جنيهات يباع بـ٥٠ جنيها في دور النشر، ومن حق دور النشر أن تربح أموالها، لكن من الصعب أن يكونوا سفاحين للفقراء. 
وطالب وزير الثقافة الأسبق أن يضم معرض الكتاب في كل دورة شخصية دولية من كبار الأدباء والمفكرين، تكون موجودة ويتم الإعلان عن هذه الشخصية بشكل مسبق، مؤكدا أن معرض الكتاب استضاف في وقت سابق للكاتب أوهان باموق عقب حصوله على جائزة نوبل في الآداب، كما أنه يمكن دعوة كل الحاصلين على نوبل بحيث يكون المعرض العربى بالمستوى العالمى.
وشدد «عصفور» على دور المعرض في إظهار صورة حقيقية عن الدولة وعن إمكانية ربطها بالثقافات العالمية المجاورة لنا بحيث نقضى تماما على فكرة العزلة التى نسقط فيها، فيسهل للحاصلين على نوبل أن يلقوا محاضرة يتم ترجمتها على الفور كما يمكن نشرها والاستفادة منها. 


من جهته، أكد الناقد الأدبى الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، أن الأسماء التى يتم إعلانها كشخصية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تُظلم كثيرا، وأتمنى أن يكون حظ جمال حمدان أفضل كثيرا من حظ الدكتور ثروت عكاشة شخصية المعرض في العام الماضى.
وأضاف وزير الثقافة الأسبق، أن المعرض معنى بتنظيم ندوات جادة، ومناقشة قضايا حقيقية، وتنظيم مناظرات مثلما حدث قديمًا، وذلك بعيدا عن الندوات الشكلية، بحيث تكون قضايا تهم الوطن، هذه القضايا تسبب حيوية وانتباها كبيرا للمواطنين.
وتابع، أنه من المطلوب إقامة حوار ثقافى مصرى عربى دولى حقيقي، كما أتمنى استضافة شخصية ثقافية عالمية.


وأكد الناقد الدكتور يسرى عبدالله، أستاذ النقد الأدبى بجامعة حلوان: «يمكن أن يكون معرض الكتاب نواة أساسية لاستعادة القوة الناعمة المصرية في محيطيها العربى والعالمى، وهذا لن يتأتى إلا عبر محاور مغايرة تدرك معنى التنوع الخلاق للثقافة وقيم التعدد والموزاييك الحضارى المصرى وروافده الفكرية المختلفة، ويمثل اختيار جمال حمدان ليكون شخصية المعرض، اختيارا دالا في هذا السياق.
وأضاف عبدالله، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن المعرض في ثوبه الجديد يتسم بمظهر متحضر، ويجب في مكانه الجديد أن تستعاد الحالة الكرنفالية التى ميزته دوما، والكرنفال هنا لا يعنى التخلى عن المعنى ولكن يعنى الاحتفال الفعلى بالثقافة، والاحتفاء بها أيضا، والذى سيرتبط بحراك النشر ودعمه المستمر داخل المعرض وخارجه، والفعاليات الثقافية المختفية بقيم التقدم، والأفكار الطليعية، والأدب الحقيقى، والموسيقى والمسرح والسينما وكل مظاهر الفعل الثقافى.


من جانبه أعرب الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، ورئيس تحرير سلسلة كتابات أدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، عن أمله أن يكون هناك تنظيم ثقافى يليق بالأيقونتين الكبيرتين في الدورة الـ٥١ لمعرض الكتاب: «جمال حمدان»، «دولة السنغال».
وأضاف حمودة، أنه فيما يخص العالم الدكتور جمال حمدان، فأتمنى أن تعقد سلسلة من الندوات تتضمن مناقشة أعماله وأهم أفكاره وتطوراته، والبحث عن كيفية العناية بما يستحق عنايته الآن، من خلال هذه الأفكار والتطورات بعد طرحها منذ عقود، مما لا يزال مهما لإستراتيجية مصر، ولتنميتها ولحضورها بين بلدان العالم. 
وتابع: بالنسبة لدولة السنغال، أتمنى أن يتم توفير المطبوعات التى تعنى بالثقافة السنغالية، وهى ثقافة متنوعة وغنية، وإعادة نشر أرشيف مطبوعات منظمة التضامن الأفرو آسيوى، التي كانت تعني الثقافات الأفريقية، وأن ينجح المعرض في مد جسور الثقافة مع بلدان أفريقيا ومنها السنغال، وإنعقاد اتفاقيات حول ترجمة الأدب السنغالي للعربية والعكس أيضا.