الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حاربت في صدارة صفوف الميليشيات ضد نظام القذافى.. «الكراغلة» جسر استدعاء التدخل التركي بليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زال الحديث الذى طرحه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نهاية 2019، وبرر فيه تدخل بلاده في ليبيا، بوجود مليون تركى بها، يحتاجون لمساعدته، على حد قوله، يلقى بظلاله على المشهد الليبي.
وباستدعاء ورقة الليبيين أصحاب الأصل التركى، التى تستغلها أنقرة في تبرير تدخلها في ليبيا، يتضح أنها ليست وليدة المشهد الراهن، بل قديمة وتلجأ إليها كلما اقتضت الحاجة.
تعود أولى المحطات السياسية لليبيين أصحاب الأصول التركية إلى عام 2011، وتحديدًا مع وصول ما يعرف بموجات الربيع العربى إلى ليبيا؛ إذ اشتعلت نبرات عنصرية، آنذاك، تمييز القادمين من أصول تركية، والمعروفين بـ«الكراغلة» عن نظرائهم المنتمين للقبائل العربية. 
ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل زاد، حينما وقف «الكراغلة» في صدارة صفوف الميليشيات التى حاربت نظام الرئيس الراحل معمر القذافى.
ووفقًا لساسة ليبيين فدور «الكراغلة» في 2011 لم يكن اعتباطيًّا، ولا مصادفة، متوقعين أن يكون لتركيا مساهمة في تحريك هذه الفئات لتمرير مشروعها بإزاحة القذافى والسيطرة على ليبيا.
والكراغلة، هى إحدى المظلات القبلية الكبرى في ليبيا، ويندرج تحتها حوال 13 قبيلة، هم: يدر، المقاصبة، الشراكسة، الجهانات، الفراطسة، الرملة، الدرادفة، عباد، الشواهدة، المقاوبة، قرارة، الزوابي، البلابلة.
والانحدار من الأصول التركية هى السمة المجتمعة حولها قبائل الكراغلة، حتى أن اسمها ينشق عن المسمى التركى (كول أوغلي)، وكول هى صفة للجندى الانكشارى باعتباره من جنود السلطان العثماني، أما أوغلى فهى ابن باللغة التركية.
ويرى المنتمون لهذه القبائل في أنفسهم مرتبة أعلى من الليبيين العرب، إذ وصل الأمر لإطلاقهم على المنحدرين من جذور عربية «البدو».
تكون «الكراغلة» في نهاية الحكم العثمانى بليبيا، عندما تزاوج جنود الانكشارية المقيمين في مدينة مصراتة بداية من سنة 1556 ميلاديًّا، من نساء محليين فأنجبوا جيلًا مزدوج الهوية.
ومنذ ذلك الوقت يغلب المنحدرون عن هذا التزاوج هويتهم التركية، رغم انسجامهم مع المجتمع الليبى المحتضن لهم، حتى جاء عام 2015 لتدشن جمعية تنال من استقرار المجتمع الليبي، عرفت بـ«الجمعية الليبية الكورغلية».
وفى تعريفها لنفسها فور تأسيسها، أوضحت أنها كيان هدفه إحياء التراث العثمانى في شمال أفريقيا، مطالبة تركيا بالاعتراف بالكراغلة الليبيين كأتراك لهم حقوق المواطنة. ونحو مزيد من التمسك بالهوية التركية عكفت الجمعية على نشر ما تعتبره أمجاد الحكم العثمانى في ليبيا، زاعمة أن ليبيا تحت حكم الولاة العثمانيين كانت تملك جيوشا برية وبحرية قوية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ انضمت الجمعية لعضوية منظمة «Turksoy» وهى منظمة هدفها تجميع العرقيات التركية في جميع أنحاء العالم. ورغم ما لاقته الجمعية من انتقادات من قبل الليبيين، فإن القراءات لم تعطها قدرًا من الأهمية إلا بعد ما ردده الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عن أتراك يتدخل لحمايتهم.
ويقدّر الباحث في الشأن الليبي، محمد الزبيدي، في تصريح لـ«البوابة نيوز» حجم خطر الكراغلة بالكبير، مُقارنًا بينه وبين التجربة التركية في قبرص عام 1974. 
ويوضح أن تركيا دخلت في السبعينيات من القرن الماضى إلى قبرص بدعوى الدفاع عن القبارصة الأتراك، ورغم أن المنحدرين من جذور تركية لا تزيد نسبتهم على 20%، فإنها تدخلت ونفذت عملية إبادة ضد القبارصة اليونانيين.
ولفت الباحث في الشأن الليبي، إلى أن القبارصة الأتراك وقتها كانوا يلعبون نفس دور الكراغلة في ليبيا، وهو الترويج للأجندة التركية، ممهدين الطريق بذلك أمام مصالح أنقرة، مُحذرًا من التشابه بين الدور التركى في قبرص في سبعينيات القرن الماضى وبين ليبيا اليوم، محملًا الليبيين المنتمين لتركيا مسئولية تمرير التدخل التركي.