الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صوت الناس.. "مكتبة الموت" بالغربية.. إهمال في النهار ووكر لتعاطي المخدرات في الليل

أحمد الطفل الضحية
أحمد الطفل الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الجدل شهدتها قرية محلة أبو على التابعة لمركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية، بعد مصرع طفل في عمر الزهور نتيجة لسقوطه من على سور مكتبة الطفل والشباب الثقافية.
وتعانى المكتبة الأهمال وغياب الرقبة عليها، ما جعلها تحولت من مصدر تعليمى وتثقيفى وترفيهى للأطفال إلى مصدر للموت والإصابات، حيث تحيط القمامة المكتبة من كل مكان، ويعلو أصوات البائعين في أرجاء المكتبة، وفى الليل تصبح وكرًا لمتعاطى المخدرات والأعمال المخالفة للقانون، ما يؤدى إلى وجود حالة خوف ورعب بين السكان والمارة كما وصفها أهالى القرية.
وقال «محمد المجدوب» والد أحمد الطفل الضحية، إنه كان في عمله عندما فوجئ باتصال من زوجته تقول لهُ إن ابنهما موجود في المستشفى نتيجة لسقوطه من على سور المكتبة، فذهب الأب إلى المستشفى الموجود داخل القرية مسرعًا، فوجد نجله في حالة إغماء.
وأضاف: «نظرًا لأن المستشفى موجود داخل قرية فلم يكن هناك إمكانيات داخل المكان، وتم نقل الطفل من خلال عربية إسعاف إلى مستشفى المحلة العام، وفى بداية الأمر كان الأطباء يقولون إنُه بخير لتخفيف الضغط علينا وما لبث جزء من الوقت حتى علمنا بخبر وفاة أحمد»..
وأشار إلى أنه كان لديه ثلاثة أطفال بنتين وأحمد الذى توفى وعمره ١١ سنة، مؤكدًا أن عدم الرقابة والمتابعة من المسئولين على المكتبة المسئولة عن تثقيف وتنوير الأطفال بشكل مستمر هو السبب في وفاة نجله عندما سقط أثناء صعوده عبر السلم الحديدى المخالف إلى سطح المكتبة في غفلة منهم، ولم يكن هذا الحادث الوحيد بنفس الطريقة، وعندما اشتكى إلى المسئولين فوجئ بعدم مبالاة ونفوا سقوطه من على سطح المكتبة ليبرءوا أنفسهم.
وقال جد الطفل أحمد، إن المكتبة تعانى إهمالا كبيرا، سواء من وجود كابلات مكشوفة بالقرب من الأرض في متناول الأطفال، وعدم وجود تأمين وفتحات واسعة من البوابة الحديدية يستطيع اختراقها أى شخص، وسلم حديدى بجوار المبنى الإدارى يقوم الأطفال بالصعود عليه والتسلق على سطح المبنى في غياب الرقابة، ما يؤدى إلى تعرض الأطفال للحوادث.
ولم يكن أحمد هو الطفل الوحيد الذى أصابه إهمال المكتبة، فقبل سبعة أشهر من تاريخ مصرع أحمد، حدث نفس الحادث مع طفل آخر، ولكن العناية الإلهية كانت السبب في نجاة الطفل، ويقول «هشام محمد» والد الطفل الذى نجا قبل ذلك، إنه كان في منزله عندما فوجئ بأهالى القرية يحملون ابنه بين أيديهم، ويقولون إنه سقط من الدور الثالث الخاص بالمكتبة الموجود بالقرية إلى الدور الثاني، فذهبت به سريعًا إلى المستشفى، وقال الأطباء لى إن لديه كسر بالكوع الشمال وشرخ بالحوض، وظل يمكث في الجبس أربعين يومًا، وظل يعالج ابنه مما حدث له فترة كبيرة.
وأشار «هشام»، إلى أن نجله في الصف الخامس، وبعد انتهاء وقت المدرسة يذهب إلى المكتبة ليلعب هو وأصدقاؤه، ولكن المكتبة أصبحت بالنسبة لهم عزرائيل الموت، مؤكدًا أن المكتبة لا يوجد بها أمن ولا حتى رقابة، فهى قريبة جدًا من المدرسة والوحدة المحلية الخاص بالقرية، ويحيطها سوق مليء بالباعة الجائلين.
وأضاف: «مر على الحادث ما يقارب السبعة أشهر، ولم يحاسب أحد على الإهمال الذى يعرض أولادنا للموت».
وقال الطفل أحمد هشام، إنه خرج من المدرسة إلى المكتبة هو وأصدقاؤه يلعبون مثل كل يوم، فوجد مكانا فارغا، وقال في مخيلته إنه لو قفز من هذا المكان لن يحدث له شيء. 
وقال «باسم سامى» أحد أهالى القرية، إن المكتبة في الليل تصبح وكرًا لتعاطى المخدرات وجميع الأعمال المخالفة للقانون، وتسبب حالة من الخوف والرعب بين السكان والمارة، حيث إنه لا يستطيع أحد المرور من أمامها ليلًا خوفا من أن يتعرض للسرقة أو التحرش من المختبئين فيها بسبب عدم وجود تأمين كافى مع وجود فتحات في البوابة الرئيسية، يستطيع أى شخص الدخول والخروج منها بسهولة دون اعتراض له من أى أحد.
وبعد مرور أسبوع من وقوع الحادث وجه اللواء «حاتم البيه» رئيس مركز ومدينة المحلة الكبرى، بسد الفتحات الخاصة بالبوابة الحديدية وسرعة إنهاء إجراءات بناء سور للمكتبة..
وذلك عقب زيارته للمكتبة والوحدة المحلية بقرية محلة أبو على بصورة مفاجئة، وتبين ترك أربعة عشر موظفًا للعمل دون أذن قانونى وبناءً عليه قرر تحويلهم للتحقيق وإيقاف رئيس الوحدة والسكرتيرة عن العمل.