الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

لماذا دافع طه حسين عن الشعر المرسل؟

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دافع عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين، قبل أكثر من خمسين عامًا على انتشار قصيدة النثر، عن الشعر المرسل، ووصفه بأنه «لا بأس به إذا ارتقى إلى درجة الشعر إذا كان فيه الموسيقى والصور الشعرية الكافية لنسميه شعرًا، ومن حق الأدباء أن يكتبوا شعرًا مرسلًا متى شاءوا، بشرط أن يصلوا إلى درجة الشعر، ولم أنكر حق الشعراء في أن يغيروا أوزان الشعر، وأن يتركوا الأوزان القديمة إلى الشعر المرسل أو المنثور كما يقولون عنه».
ما قاله عميد الأدب العربي خلال ذلك اللقاء الذي جمعه في بداية الستينيات من القرن الماضي بالعديد من رموز الثقافة المصرية وأدارته المذيعة ليلى رستم، قد اتفق مع ما كتبته سوزان برنارد في كتابها الأشهر «قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا» الصادر بالفرنسية في نهاية الخمسينيات، والذي ذكرت فيه قواعد قصيدة النثر، ومنها التحرر من نظام العروض، ما قرّب المسافة الفاصلة بين الخطابين النثري والشعري؛ على عكس الهجوم الذي لاقته قصيدة النثر بعد ذلك بعقود من العديد من الشعراء منهم أحمد عبدالمعطي حجازي، والذي وصف قصيدة النثر بأنها «نص وحيد الخلية»، مُشبهًا إياها بكائن الأميبا.
وانتقد عميد الأدب العربي «العبقريات» التي كتبها الأديب الكبير عباس العقاد قائلا: «أعترف أني لم أفهم عبقرية عمر ولا عبقرية الصديق، وتعجبت عندما قرأت عبقرية محمد، لأنه وازن بين موقعة بدر ومعارك نابليون، ولم أجد علاقة بين جيشين لم يتعد كلاهما الألف، وبين جيوش نابليون والجيوش التي واجهها نابليون»، مُشيرًا إلى أنها اتبعت المنهج الفلسفي في التحليل والكتابة وليس المنهج الأدبي.
وأشار الدكتور طه حسين في حديثه مع الكاتب أنيس منصور، خلال اللقاء الذي جمعهما مع نخبة من كبار المثقفين في برنامج بالتليفزيون المصري أدارته المذيعة ليلى رستم، إلى أن هناك فارقا كبيرا بين الكتابة التاريخية والعمل الأدبي حتى لو اعتمد على وقائع تاريخية «فعندما كتبت الفتنة الكبرى، والشيخان، ومرآة الإسلام، كنت مؤرخًا، ولكن عندما كتبت على هامش السيرة كان ذلك عملًا أدبيًا نثريًا استندت فيه إلى نصوص تاريخية، وكذلك كتاب الوعد الحق، الذى بدأ بالخيال وانتهى إلى التاريخ».