يحمل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة السلام بين الأديان في قلبه ومسافرا في رحلات الخارج لكي ينشرها بين جميع الطوائف والشعوب ليجمع بيننا المحبة والسلام فترك البابا تواضروس خلال زيارته إلى بلجيكا برفقته وفد كنسي على رأسه الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، وأسقف حلوان، والسفير خالد البقلي سفير مصر في بلجيكا، في البرلمان في العاصمة بروكسل في بلجيكا تاركا رسالة تحمل الآية "المحبة لا تسقط أبدا"، وقد سبق قائلا في فرنسا "من التقاليد القبطية أن نقول كلمة (أغابي) وهي تعني محبة وأشعر أن هذه المائدة هي مائدة محبة وصداقة".
وترك ببلجيكا "المحبة لا تسقط أبدا"، فهو يعني: أن المحبة هي قمة الفضائل، وأنها الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها، وعندما سئل السيد المسيح عن الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك وتحب قريبك كنفسك، وبهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء"، وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية، محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض، وهكذا قال لرسله القديسين: "بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض"، وبهذا علمنا أن نحب الله، ونحب الخير ونطيع الله من أجل محبتنا له، ومحبتنا لوصاياه، تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف إن الخوف يربى عبيدًا، أما الحب فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.
