الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الطيور المهاجرة".. خطر يهدد الثروة الداجنة في مصر.. 600 ألف طائر تهرب من شتاء أوروبا سنويا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة في الخريف وأخرى في الربيع، تأتي فيها الطيور المهاجرة، في أسراب متعددة، إلى مصر هربًا من برد الشتاء في دول أوروبا ما يجعل من المحروسة أحد المسارات الرئيسية لها مرتين في كُل عام، ورغم أهمية الطيور المهاجرة التي تُساعد الباحثين في مصر على دراستها ورصد الأنواع المهددة منها بالانقراض، إلا أنها أيضًا تُشكل خطرًا حقيقيًا، خاصة في موسم الشتاء، لما تحمله من بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية والجرثومية والطفيليات الخطيرة، التي قد تنتقل بدورها إلى مزارع الطيور المحلية والدواجن بأنواعها.
وفي إطار اتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة أمراض الدواجن أعلن الدكتور محمد عطية، مدير الطب الوقائي بالهيئة العامة لخدمات الطب البيطري، أن الهيئة تواصل سحب العينات من طيور التربية المنزلية التي تقع في مسار الطيور المهاجرة من خلال 45 موقعًا، مؤكدًا أن الهيئة نفذت عدة حملات تحصين نحو 1.122 مليون طائر في 12 محافظة لحماية الدواجن من الأمراض الوبائية لموسم الشتاء.
وأضاف عطية، أن المحافظات الواقعة بمنطقة الطيور المهاجرة هي؛ دمياط وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة والفيوم وأسوان وكفر الشيخ والشرقية وجنوب سيناء، مُشيرًا إلى أن الهيئة العامة لخدمات الطب البيطري كلفت لجانًا من الأطباء والمتخصصين؛ لاتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة أمراض الدواجن.
وبحسب دراسة للدكتور عبدالعليم المنشاوي، أستاذ مساعد علم الحيوان الزراعي بكلية زراعة جامعة سوهاج، بعنوان "الطيور المهاجرة في مصر، المنافع والأضرار"، فإن مصر تشكل أحد المسارات الرئيسية للطيور المهاجرة في هجرتها من أوروبا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر إلى المناطق الدافئة وعودتها مرة أخرى في نهاية الربع الأول من العام، حيث تم تحذير مصر من قبل الخبراء الدوليين من أنها من بين الدول التي تعبرها الطيور المهاجرة، وقد حظرت المنظمات العلمية من صيدها، وهي تحط على معظم السواحل الشمالية خاصة عند البحيرات؛ المنزلة بدمياط، وبورسعيد والبردويل في شمال سيناء والريان بالفيوم.
وأشار المنشاوي، إلى أن البحيرات المصرية تُعد من أهم المناطق الجاذبة للطيور المهاجرة في مصر، إضافة لوادي النيل والبحر الأحمر، وجزيرة كولون، وجزيرة الزبرجد، وجبل علبة وسانت كاترين، وجبل مغارة، ووادي الريان، ووادي النطرون، وصحراء القصر، ورأس محمد، ووادي الجمال، والعين السخن، حيث تعتبر من أهم المناطق في العالم ويرد إليها سنويًا أكثر من 600 ألف طائر من قارات مختلفة شتاءً هربًا من صعوبة الحصول على الغذاء في موسم الشتاء في أماكن تكاثرها بدول أوروبا الباردة، وهي تربط القارات الثلاث.
ونوّه المنشاوي، إلى أن الطيور المهاجرة تمثل تهديدًا لسلامة الملاحة الجوية وحركة الطيران، حيث تزداد خطورتها عندما تستوطن وتعيش بالقرب من المطارات، وفي أوقات أخرى داخل تلك المطارات باعتبار الأراضي الواسعة للمطارات أو حولها التي قد تصبح بيئة آمنة لهذه الطيور، مشيرًا إلى أن سلامة العمليات الجوية تكون أكثر عرضة للتهديد من الطيور المهاجرة أثناء الإقلاع أو الهبوط لعدم تواكب سرعة الطيور مع سرعة الطيران للطائرات ما قد يتسبب في تخريب وتدمير محركات الطائرات تصل خسائرها إلى ملايين الدولارات.
وعن المخاطر البيئية والصحية للطيور المهاجرة يقول شعبان درويش، مدير عام الإدارة البيطرية بشمال الجيزة سابقًا، إن انتشار بعض الأمراض الفيروسية، وعلى رأسها أنفلونزا الطيور، يكون عادة بسبب الطيور المهاجرة، وهو سبب رئيسي جعل الكثير من الدول في اتخاذ إجراءات خلال السنوات الأخيرة من محاولة منعها أو منع اصطيادها، حيث إن عملية قتل هذه الطيور، ونقلها للسوق ثم عمليات تنظيفها وبيعها ثم أكلها، كل هذا يُسهل انتشار الأمراض التي تنتقل عبر الطيور إلى البشر، وعلى رأسها انفلونزا الطيور.
ويُتابع درويش في تصريحات لـ"البوابة نيوز": "تزداد أمراض الدواجن والطيور مع اقتراب موسم الشتاء نتيجة لتغير المناخ وعدم استقرار دراجات الحرارة وبالتالي تنشط الأمراض الفيروسية والبكتيرية والجرثومية في تلك الفترة، وتتزايد الخطورة بوفود الطيور المهاجرة إلى مصر وما قد تحمله من أنواع فيروسات وأمراض قد يصعب التغلب عليها، لذلك فإن محاولة منع انتقال تلك الطيور من مدينة إلى أخرى إضافة للتشديد على عدم اصطيادها هو خير وسيلة في مواجهتها والوقاية مما قد تحمله من فيروسات وأمراض أتت عبر آلاف الأميال".