الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أقباط في حرب أكتوبر.. حكاية اللواء باقي زكي وتدمير خط بارليف

اللواء باقي زكي
اللواء باقي زكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الأحد الذكرى الـ46 لنصر 6 أكتوبر المجيد عام 1973، والذي أبهر فيها الجيش المصري العالم بأدائه المذهل، بعد طرد العدو الإسرائيلي من أرض سيناء.
ونرصد في السطور المقبلة، صاحب فكرة اقتحام الساتر الترابى لخط بارليف، وهو اللواء باقي زكي يوسف، المهندس القبطي المصري الذي استطاع بفكرته العبقرية تدمير "خط بارليف".
أحد الجنود المجاهيل الذين توارواْ في الصورة، في الوقت الذي كان الروس حينها يتصورون أن أكبر مانع وساتر ترابي في العالم لا يمكن اختراقه سوى بقنبلتين نوويتين، حطمها الرجل بمضخة مياه خط بارليف، عبارة عن جبل كبير من الرمال والأتربة ويمتد بطول قناة السويس في نحو 160 كيلومتر من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابى كان من أكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور إلى سيناء، خصوصًا وأن خط بارليف كان قد أنشىء بزاوية قدرها 80 درجة لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود.
لكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف استطاع الضابط باقى زكى من تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفى المنيع.
اخترع مدفع مائى يعمل بواسطة المياة المضغوطة، ويستطيع أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أى ساتر رملى أو ترابى في زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية
.. ونرصد أصل حكاية اختراع هذا المدفع المائى، حيث جاءت عندما انتدب للعمل في مشروع السد العالى في شهر مايو عام 1964 وعُين حينها رئيسًا لفرع المركبات برتبة مقدم في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وفى هذه الفترة شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال في داخل مشروع السد العالى بمحافظة أسوان، وقد استخدم في عملية التجريف مياة مضغوطة بقوة وبالتالى استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها في مواسير من خلال مضخات لاستغلال هذا الخليط في بناء جسم السد العالى.وفي منتصف عام 1969 حينما جاءت الأوامر بعبور قناة السويس، حينها عرض المقدم "باقي" على قيادته فكرة إزالة الساتر الترابي والرملي بنفس الطريقة التي رأها في عملية بناء "السد العالي"، وكان أن أعجب قادته بالفكرة كثيرًا ومن ثم تم عرضها على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى أمر بتجربتها وفى حالة نجاحها تنفذ في الحال وقد أجريت تجربة عملية عليها في جزيرة البلاح بالإسماعيلية على ساتر ترابى أقيم ليماثل إلى حد كبير خط بارليف.
وجاءت وفاة عبد الناصر لتؤخر قليلًا من تنفيذ الحرب ومعها بالطبع تلك الفكرة، وعندما تم الاستعداد للعبور عام 1973 قام الضابط "باقى" مع بعض زملائه بتصنيع طلمبات الضغط العالى التى سوف توضع على عائمات تحملها في مياه القناة ومنها تنطلق بواسطة المدافع المائية وتصوب نحو الساتر الترابى خط بارليف. 
وقد نوقشت من قبل عدة أفكار لإزالة هذا الجبل الترابى هل يمكن إزالته بواسطة قصف مدفعى أو بواسطة صواريخ أو تفجير أجزاء منه بواسطة الديناميت وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الأغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ اختراع الضابط باقى زكى يوسف.
وقررت الدولة والحكومة ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة عميد، واعطائه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى تقديرا لإمتيازه وبطولته في 6 أكتوبر عام 1973.