الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فضفضة حول القومية العربية 3.. الوحدة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكن الوحدة العربية فكرة حديثة ظهرت على السطح مع ظهور القوميين العرب، لكنها ظهرت وتأصلت مع الفتح الإسلامى وتكوين الخلافة الإسلامية، والتى ضمت المشرق والمغرب العربى والوحدة العربية أمل لكل العرب على اختلاف مشاربهم لا يرفضها أو يتجاهلها إلا كل عميل وخائن لوطنه الأكبر، وهو محتل عن بعد من الغرب، لا يملك تقرير مصيره، معتقدا زوال ملكه الزائف بدخوله في الوحدة العربية، ولا يرفضها إلا الأغنياء الأغبياء من العرب المختطفين من قبل الدول الكبرى، والتحديات الراهنة التى تتعرض لها الدول العربية، تكشف عن محاولات حثيثة لتقسيمه وتفكيكه، خاصة بعد أن بات معظم الدول العربية عاجزا عن تحقيق التقدم وفرض نفسه ضمن معادلات النظام العالمى.. من هنا باتت مواجهة مخططات ومشروعات إعادة التقسيم ضرورة، وذلك من خلال استراتيجية عربية متكاملة للنهوض السياسى والاقتصادى والعسكرى والاجتماعي، وكذلك بالعمل العربى المشترك في إعادة التوحيد بعد مواجهة موجات الانفراط، وإعادة التوافق العربى على أجندة عمل عربية ذات أولويات محددة: يأتى على رأس أولوياتها الدفاع عن وحدة وتماسك الدول العربية، إضافة لتحقيق تكامل عربى اقتصادى وسياسى، لجعل المصالح العربية المشتركة الأساس لجمع العرب وتوحيد كلمتهم، وخلق إرادة عربية واحدة ومتوازنة وثابتة بديلا عن تعدد الإرادات المتناثرة والمتعارضة في حل القضايا والمشكلات التى تتعرض لها المنطقة العربية.
وما نشاهده اليوم أيضا على الساحة العربية من تفتيت وتشتيت لبعض الشعوب العربية والاحتلال المستمر لبعض الأراضى العربية لهو جدير بعودة الاتجاه إلى الوحدة العربية، فهى الملاذ الأخير والوحيد للخلاص من أى أطماع أو بلطجة تحدث لأى من الدول الأعضاء، ومع هذا ما زال الرافضون على تعنتهم لا يأبهون بالإخطار المحدقة، ويظنون أنهم بعيدون كل البعد عن هذه الإخطار؛ لأنهم على علاقة خاصة بالقوى الكبرى، مهما يشوب هذه العلاقة من الخزى والتبعية والذل والمهانة، فهم فخورون بها، ولكن عندما يتحدثون في العلاقات العربية العربية، تجدهم كالأسود تطبيقًا للمثل القائل: «أسد علىّ وفى الحروب نعامة»، ولعل المخرج من هذا المأزق الجاسم على صدر الوحدة العربية ويمنع خروجها إلى النور هو التخلص من هؤلاء العملاء الخونة، لقد حاول عبد الناصر مرارا ومريرا أن يوحد كلمة العرب ليواجه غطرسة دول الاحتلال، فلم يواجه إلا بالمؤامرات ضده من الغرب، والعمل على تحطيمه ككيان يعمل على النهوض والاعتماد على النفس، والتخلى عن التبعية، فإنشاء نهضة صناعية في مصر في الخمسينيات والستينيات، حتى إذا دخلت أى منزل مصرى تجد أن كل الأجهزة الموجودة صناعة مصرية سواء بالكامل أو بالمشاركة في التصنيع، وكان بالتوازى يقوم بالتصنيع الحربى، واتجه لتصنيع الطائرة القاهرة ٣٠٠ بخبرات ألمانية وإنتاج هندى مصرى مشترك، وهى طائرة ضعف سرعة الصوت، ولو تم تصنيع هذه الطائرة لوفرت لمصر التفوق المطلق في ميزان القوى بالمنطقة، ولكن الغرب لم يسمحوا له بذلك فتعاونوا على هدمه، فكانت حرب ٦٧، والتى اشتركت فيها كل القوى الاستعمارية لهدم عبد الناصر، كما اشتركوا من قبل لهدم محمد على باشا في القرن ١٨.. وللحديث بقية.