الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. محمد صفاء عامر: أكتب عن الصعيد من الداخل بصفتي من أهله

محمد صفاء عامر
محمد صفاء عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضمن برامج الإذاعة المصرية حل الكاتب المصرى محمد صفاء عامر ضيفًا، قائلًا: الصعيد كان دومًا يلعب دور الملهم فى حكاياتي، فدوما أستوحى من مجتمعه خيوط حبكتى الدرامية التى لاقت إعجابا شديدا لدى الجمهور العربي، التى بدأتها بفيلم «صعيدى رايح جاي»، عام ٢٠٠١، فعندما أكتب عن الصعيد، أشعر بإحساس غريب، وكأننى أكتب عنه من الداخل بصفتى صعيديا، موضحا علاقة القضاء بالأدب فى حياته، مشيرا إلى أنه كان يعمل قاضيًا وترك القضاء من أجل الكتابة، وقال يثير غضبى وصفى بعلاقة القضاء بكتابتى وهذا ليس صحيحًا بالضبط، لكن الذى يحدث أن الشرارة الأولى تنبع من خبرات الإنسان سواء كانت محسوسة أم غير محسوسة، فالعمل الإبداعى ليس خيالا بحتًا وليس أيضًا عملًا تسجيليًا، وإنما هو واقع عماده الخيال، ربما يشعر الكاتب بهؤلاء الناس وأنهم عاشوا معها بالفعل، وذلك حدث فى الضوء الشارد»، فكانت الأحداث قريبة جدًا أكاد أشعر أنى رأيت هؤلاء الأشخاص بالفعل، لكن أين وكيف ومتى؟ لا أعرف فلا أستطيع القول إن هذه الشخصيات نقلتها من الواقع، وإنما هى جاءت من خبرات وتجارب ونماذج بشرية عديدة مررت بها وعشت معها وتعايشت معها.
فالروائى لديه موهبة من عند الله ويجسدها بحكمة، ويكون لديه قدرات كذلك، لأن أى عمل يجسده يكون نابعًا من داخله، أما السيناريست فهو حكاء، ويمكن أن يتعلم كيف يكتب الرواية مثل الملحن والموزع، وذلك له دور بارز فى تحويل الأعمال الأدبية، لأن الناس فى بلادى لا يجيدون أرقى أنواع الفنون وهى فن قراءة الرواية والقصة، وذلك يشكل خطرًا كبيرًا تجاه الأعمال الأدبية، وأنا حولتها لسيناريو لأن حلمى أن تصل للناس كلها والشاشة الصغيرة تلبى تلك الرغبة عندي، وعندما فشلت فى توصيلها إلى القارئ عن طريق النشر، قررت تحويلها إلى سيناريو لكى تصل إلى الجماهير من خلال التليفزيون، فمثلا رواية «الغريق فى بئر الذهب» وهى سيرة ذاتية لإسماعيل صديق المفتش ووزير مالية الخديوى إسماعيل وصاحب فكرة الديون وأمه كانت مرضعة الخديو، ووصل إلى مرحلة من الثراء ضخمة جدًا لذلك سميته «غريق فى بئر الذهب».
وهناك رواية أخرى تم نشرها منذ مدة بعيدة هى «الحب والثمن»، ولم أحولها إلى سيناريو لأن تكلفتها غالية جدًا وكبيرة لذلك لا يمكن تحويلها، وللأسف إذا سألت عن أحدهما أحدا فيجيبك هما مين اللى كتبهم؟ موضحا دوره ككاتب فى اختيار أبطال الأعمال، فكاتب العمل الفنى هو الذى يقوم برسم ملامح الشخصيات، وبالطبع من حقه أن يشارك فى اختيار شخوص العمل الدرامي، ونادرًا ما تتعارض اختياراتى مع اختيارات المخرج، خاصة أن كاتب النص هو الذى يعرف الشخصية جدًا، ويعيش معها وتتطور على يديه، وفى الواقع يقوم المؤلف بالترشيح، ولكن الحق الأول والأخير فى اختيار الأبطال يكون للمخرج، أنا لا أقبل أن يتدخل أحد فى تغيير شيء ضمن النص المكتوب، ولكن أحيانًا يكون هناك نقاش حول جزئية معينة، وإذا اقتنعت أقوم بالتغيير أو التعديل، وهذا يكون قبل بداية التصوير، أما بعد ذلك لا أقبل، النجاح مرتبط بالاتفاق والتوافق بين المؤلف والمخرج وفريق العمل، ولكن المسئولية تقع على الكاتب، وإذا اتسم العمل بالضعف، ولم يجذب اهتمام المشاهد من الصعب أن ينجح مهما اجتهد المخرج والأبطال، الممثلون المصريون تعالوا علينا، وأصبحت لهم تطلعات كبيرة، يريدون القيام بالتعديلات فى السيناريوهات حسب رؤيتهم، بالإضافة إلى الأجور المتضاعفة والعالية التى يطلبونها، ولكن رؤيتنا كمؤلفين ورؤية المخرجين تختلف عن ذلك، لأن هدفنا يكون هو إخراج عمل ناجح، وهذا لا يتعلق بممثل سورى أو مصرى المهم من يقدم العمل جيدًا، وهناك تدنٍ فى مستوى الدراما، وبدأت فى العد التنازلى بسبب سيطرة النجم، ما يتيح له إملاء شروطه على العمل الدرامي، خاصة بعد تسويق المسلسل باسمه، كما أن النجم يطلب أجرًا مبالغًا فيه ويضطر المنتج لأن يقوم بإعطاء معظم الميزانية المخصصة للعمل له، ويتم تقليص باقى عناصر العمل، ومن هنا يأتى العمل فقيرًا للغاية لأنه اعتمد على عنصر واحد، مضيفا أهمية أن يتمتع بالموهبة ويكون عنده ثقافة، ويعرف كيف يجسد الفكرة وليدة اللحظة، وينفذها بالشكل الصحيح، وعن أقرب المخرجين لشخصي، قال إسماعيل عبدالحافظ ومجدى أبوعميرة وجمال عبدالحميد.