الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"فينيسيا السينمائي 76".. دورة الأمجاد والأزمات

مهرجان فينيسيا
مهرجان فينيسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنطلق فعاليات الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي يُعد أقدم المهرجانات السينمائية وأكثرها عراقة في العالم. وتشهد الدورة التي تقام في الفترة من 28 أغسطس – 7 سبتمبر، مشاركة نخبة من كبار صُناع السينما العالميين ولا سيما نجوم هوليوود الذين يحرصون على التواجد سنويًا، نظرًا لقيمة المهرجان الفنية وبإعتباره بوابة كبرى للأفلام المرشحة لخوض سباق جوائز الأوسكار. وعلى الرغم من تباهي "فينيسيا" بالأعمال السينمائية المميزة ورفيعة المستوى، إلا أن الدروة المقبلة تشهد الكثير من التحديات والقضايا الشائكة، ويأتي في مقدمتها قضية ضعف التمثيل النسائي بأفلام المهرجان، والتي لا تزال تشكل عائقًا بين المنظمات النسوية وإدارة المهرجان وتدار حولها الكثير من النقاشات سنويًا. هذا بالإضافة إلى مشاركة المخرجين رومان بولانسكي ونات باركر بالمهرجان، والذين أثيرا عنهما الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية بسبب قضايا التحرش الجنسي اللذين اتهما بها. وللعام الثاني على التوالي أخذت منصة "نيتفليكس" الرقمية نصيبها من الجدل والصراع، بسبب أن البعض يرى أنه لا يجب أن يكون لأفلامها مكان في المهرجان.







صراع هوليوودي أوروبي على «الأسد الذهبي».. الجوكر ووثائق بنما وأوديسا براد بيت «الأكثر ترقبًا».
السينما المصرية «خارج الخدمة».. ورومان بولانسكي رهن الاعتقال.
كتب: هيثم مفيد
يفتتح المخرج الياباني الشهير هيروكازو كوري إيدا، الفائز بسعفة كان الذهبية العام الماضي عن فيلم "Shoplifters"، فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بعرض فيلمه الجديد "The Truth". تدور أحداث الفيلم الذي تلعب فيه النجمتان كاترين دينوف وجولييت بينوش، أدوار البطولة، عن نجمة سينمائية فرنسية مشهورة محاطة باهتمام ومحبة الجمهور، تنشر مذكراتها. وتتصاعد الأحداث في الفيلم بعد زيارة ابنتها لها قادمة من نيويورك إلى باريس، لتبدأ الصراعات العائلية بتفاصيلها اليومية. يشارك في البطولة أيضًا الممثل الأمريكي المخضرم إيثان هوك، ويُعد الفيلم أولى أعمال "إيدا" التي يوجهها خارج اليابان.
وعلى مدار أيام المهرجان، سيُعرض 20 فيلمًا داخل المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى فيلم الإفتتاح. ولعل جمهور "فينيسيا" يترقب على أحر من الجمر العرض العالمي الأول لفيلم "Joker" للنجم خواكين فينيكس، وهو من أكثر الأعمال السينمائية ترقبًا لهذا العام. تدور أحداث الفيلم الذي قام بتوجيهه المخرج تود فيليبس، حول بدايات شخصية "الجوكر" وتتبع القصة حياة ممثل كوميدي فاشل يقاد للجنون ويصبح قاتلًا مختل عقليا. وكشف المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، في حوار سابق، أن الفيلم هو واحد من المشاريع الأكثر إثارة للدهشة التي حصل عليها المهرجان، فهو مظلم ومروع وعنيف ولديه طموح مذهل. وتوقع " باربيرا" أن يذهب الفيلم مباشرة لمنافسات الأوسكار العام المقبل.
على جانب آخر، يخوض النجم براد بيت، مغامرة فضائية جامحة في فيلم "Ad Astra" للمخرج جيمس جراي، الذي يعود لمنافسات فينيسيا السينمائي بعد 25 عامًا منذ فيلمه الشهير "Little Odessa" الفائز بجائزة الأسد الفضي. تدور أحداث الفيلم حول رائد الفضاء روي ماكبرايد (براد بيت)، الذي يقرر الذهاب في مهمة فضائية طموحة لمعرفة ما حدث لوالده، الذي انطلق في رحلة إلى نبتون للبحث عن دلائل على وجود حياة خارج الأرض ولكنه لم يعد مطلقًا، وبعد أن يجد والده المفقود يكشف لغزًا يهدد بقاء كوكبنا. وتُعد مشاركة "بيت" في فينيسيا هى الثانية له بمهرجان سينمائي هذا العام، حيث شارك في مايو الماضي بمهرجان كان السينمائي بفيلم "Once Upon a Time in Hollywood" للمخرج كوينتن تارانتينو.
وعلى الرغم من الإنتقادات الحادة التي وجهها الاتحاد الدولى للسينما "UNIC" لإدارة المهرجان، حصلت خدمات البث الرقمي على نصيبًا لا بأس به، حيث يشارك في المسابقة الرسمية فيلمان من إنتاج شبكة "نيتفليكس"، الأول بعنوان " The Laundromat" للمخرج ستيفن سودربرج، وتدور أحداثه حول وثائق بنما السرية وتتبع القصة أرملة - تقوم بتجسيدها النجمة ميريل ستريب - تحقق في الاحتيال في مجال التأمين في جميع أنحاء العالم، ويؤدي تحقيقها إلى شبكة مالية غامضة مقرها مدينة بنما يديرها المحامين يورجن موساك ورامون فونسيكا. أما الفيلم الثاني فهو يحمل أسم " Marriage Story"، ومن أهم الأفلام المنتظر هذا العام للمخرج نوح بومباك، الذي يشارك في فينيسيا للمرة الأولى. تدور أحداث الفيلم حول مخرج مسرحي وزوجته الممثلة يكافحان عقب أن قررا الإنفصال مما يدفعهم هذا القرار لتحسين حياتهما الشخصية والإبداعية. ويشارك في بطولته النجمة سكارليت جوهانسن. أما خارج المسابقة الرسمية فيعرض عملاق البث الرقمي فيلم "The King" للمخرج ديفيد ميشود، وتُمثل شبكة "أمازون" بفيلم "Seberg" للنجمة كريستين ستيوارت. 
وبعيدًا عن أسوار هوليوود، يطل علينا المخرج الفرنسي الشهير أوليفييه أسايس بفيلمه الجديد "Wasp Network" وهو إنتاج فرنسي – برازيلي - إسباني مشترك، ويروي قصة خمسة سجناء سياسيين كوبيين سجنتهم الولايات المتحدة منذ أواخر التسعينيات بتهمة التجسس والقتل. ويضم الفيلم نخبة من نجوم السينما اللاتينية أبرزهم: بينلوبي كروز، آنا دي أرماس، إدجر راميريز، فاجنر مورا، جايل جارسيا برنال. ويتعاون النجم جوني ديب مع المخرج الكولومبي جيرو سيرا في فيلم "Waiting for the Barbarians" المقتبس من رواية للكاتب الجنوب إفريقي جيه ام كويتزي. ترتكز دراما الفيلم على أزمة الضمير لشخصية تعرف بإسم القاضي (مارك ريلانس)، وهو خادم مخلص لـ "الإمبراطورية" يعمل في بلدة حدودية صغيرة، يتم تعيين ضابط أمر بالإمبراطورية (روبرت باتينسون) ليحل محل القاضي بعد اتهامه بالخيانة والتواطؤ مع البرابرة. وفي الوقت نفسه، يلعب "ديب" دور العقيد شول، الذي يقود حملة استكشافية تابعة للقوات الخاصة وراء الحدود، حيث أسر البرابرة الذين قاموا بتعذيبهم علانية في وقت لاحق.
ويعود المخرج السويدي المخضرم روي أندرسون، بعد غياب دام 5 سنوات منذ فيلمه الأخير "A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence" الفائز بالأسد الذهبي. ويضيف أندرسون، في فيلمه الجديد "About Endlessness"، بتفكيره حول الحياة الإنسانية بكل ما لديه من جمال ووحشية وروعة وفخامة. ويصور المخرج البرتغالي تياجو جيديس، تاريخ عائلة برتغالية تمتلك واحدة من أكبر العقارات في أوروبا من خلال فيلمه "A Herdade"، والذي يرصد الحياة التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البرتغال، منذ الأربعينيات وحتى هذه الأيام. 
وفي ظل هذه الإنتعاشة الفنية الكبرى التي يشهدها المهرجان، إلا أن التشكيلة الرسمية للأفلام لم تلقى قبولًا لدى المنظمات النسوية، إذ تشارك مخرجتين فقط من أصل 21 فيلمًا فى المسابقة الرسمية، هما السعودية هيفاء المنصور، بفيلم "The Perfect Candidate" والأسترالية شانون ميرفى بفيلم "Babyteeth". ونفى "باربيرا" وجود اي نية لدى المهرجان لخفض التمثيل النسائي، حيث بلغت النسبة هذه الدورة 24% مقارنة بالعام الماضى الذي سجل 20%، أما بمسابقات الأفلام القصيرة فبلغت النسبة 50%، وكذلك قسم الواقع الافتراضى بنسبة 68%. 
وألقت حوادث التحرش الأخيرة في هوليوود بظلالها على المشهد في فينيسيا، هذا العام، حيث طالت إدارة المهرجان إنتقادات واسعة عقب اختيار المخرج رومان بولانسكي ضمن التشكيلة الرسمية بفيلم "An Officer and a Spy"، بسبب إدانته بعدد من قضايا التحرش الجنسي. وتكاد تكون فرص "بولانسكي" لحضور العرض الخاص لفيلمه، معدومة، وذلك بسبب معاهدة تسليم المجرمين بين إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعله رهن الإعتقال فور تواجده هناك.
ووسط غياب تام للسينما المصرية، تشهد السينما العربية مشاركة تاريخية في أقسام مهرجان فينيسيا، إذ تشاك المخرجة السعودية الممثلة العربية الوحيدة في المسابقة الرسمية بفيلم "The Perfect Candidate" ويشارك المخرج التونسي مهدي برساوي بفيلم "الأبن" ضمن قسم "أفاق". كما يشارك الفيلم السوداني "You Will Die at 20 / ستموت في سن العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، والفيلم التونسي "Arab Blue" للمخرجة منال العبيدى، ضمن عروض مسابقة "أيام فينيسيا". أما عن مسابقة أسبوع النقاد فقد ضمت هى الأخرى فيلمان عربيان ضمن مسابقتها الرسمية هما، الفيلم اللبناني "جدار الصوت" للمخرج أحمد غصين، والفيلم السعودي الإماراتي العراقي المشترك "سيدة البحر" للمخرجة شهد أمين.





تنافس للمرة الأولى بالمسابقة الرسمية..
السينما السعودية تنتفض عالميًا وتركز على قضايا المرأة
تشهد السينما السعودية مشاركة تاريخية خلال فعاليات الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي هذا العام، حيث تخوض مخرجتان سعوديتان غمار المنافسة في واحد من أعرق المهرجانات السينمائية العالمية. وتشارك المخرجة هيفاء المنصور في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم "The Perfect Candidate" أو "المرشحة المثالية" للمرة الأولى في تاريخ السينما السعودية، بينما تشارك المخرجة الشابة شهد أمين ضمن مسابقة أسبوع النقاد بفيلم "Scales" أو "سيدة البحر".
ولعل القاسم المشترك في الفيلمين المشاركين بالمهرجان العريق هو انهما اتخذا من المرأة محورًا لموضوعهم، فالفيلمين تدور أحداثهما حول حضور ودور المرأة في الحياة العامة في ظل التغييرات الاجتماعية التي تشهدها السعودية خلال الوقت الحالي. البداية مع فيلم "المرشحة المثالية" للمخرجة المخضرمة هيفاء المنصور، التي تعود لأحضان فينيسيا السينمائي بعد غياب 7 سنوات، تدور أحداث الفيلم حول طبيبة سعودية شابة تقرر الترشح لمنصب في الانتخابات البلدية، يعمل والدها ضمن الفرقة الموسيقية الوطنية التي أُعيد تأسيسها في المملكة، بعد أن ظلت محظورة لفترات طويلة، ويتطرق الفيلم إلى مجموعة من التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المملكة، بالإضافة إلى الطموحات السياسية لدى المرأة السعودية.
الفيلم يُعد المشروع السينمائي الأول في المملكة الذي يحصل على دعم من المجلس السعودي للأفلام، ويشارك في بطولته ميلا الزهراني، نورا العواض، وضاحي الهلالي، من تأليف براد نيمن وهيفاء المنصور، وتم تصويره بالكامل داخل المملكة العربية السعودية.
أما فيلم "سيدة البحر" للمخرجة شهد أمين، فهو يتناول دور المرأة داخل المجتمع وكيف تواجه الأساطير التي تحكم القرية التي تعيش فيها في قالب فانتازي، وتدور أحداثه حول فتاة تُدعى "حياة" وكفاحها القاسي كامرأة، التي ترفض تقاليد مجتمعها المتمثل في التضحية بالأطفال الإناث لمخلوقات بحرية غامضة تعيش في المياه المحيطة بهم. الفيلم إنتاج إماراتي سعودي عراقي جرى تصوير أحداثه في سلطنة عمان ويحمل كثيرا من الإسقاطات على المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص.
يشار إلى أن هيفاء المنصور سبق لها المشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام 2012، بفيلم "وجدة"، ضمن مسابقة "أفاق فينيسيا" ونجحت في حصد 3 جوائز مهمة، بينما تُعد مشاركة المخرجة شهد أمين هي الأولى لها في المحفل السينمائي الهام، لكنها سبق وأن شاركت في مهرجانات سينمائية أخرى مثل "تورنتو" و"ستوكهولم" و"دبي".



بيدرو ألمودوفار.. الثائر الإسباني
لا ينفك المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار عن مشاغبة جمهوره في أعماله السينمائية والتي تحملنا إلى أفاق رحبة وأفكار جريئة لم تتطرق إليها عقولنا من قبل لكنها قادرة على أسر عواطفك بلغة سينمائية استثنائية لها وجدانها الحي وحكاياتها وألوانها الفجّة ولقطاتها المتشابهة، والتي تكاد تتكرر في كل أعماله.
ألمودوفار، الذي سيتم تكريمه خلال فعاليات الدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، عاش منذ طفولته في مجتمع أمومي، حيث ولد في كالزادا دي كالاترافا بوسط إسبانيا عام 1949، والتي كانت تقع تحت حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو. غياب ورحيل الأب منذ الصغر جعل "ألمودوفار" يكتشف الدور الخفي الذي لعبته أمه في العائلة خاصة في أيام الفقر والمعاناة التي سطرت عنوان هذه المرحلة من حياته. 
ومنذ بداية انطلاقته السينمائية في الثمانينيات برزت أعمال ألمودوفار على أنها مناهضة للأفكار التقليدية وبدأ يثور بأفكاره الخلاقة على مجتمع الأسرة والكنيسة والمدرسة والدولة وسط أجواء التحرر لما بعد سقوط الديكتاتورية، عبرت أفلامه في شكل عام عن العلاقة بين المرأة والرجل، ورصدت أفلامه أيضًا سخرية الفرد من السلطة ومحاولة تمرده عليها، كما نرى في أفلامه الكثير من الرومانسية الى جانب الواقعية، والكثير من الكوميديا الى جانب المأساة، والكثير من السخرية الى جانب الميلودراما.
ولطالما كانت قضية "الهوية الجنسية" محورًا للعديد من أفلامه، خاصة وأنه عاش طفولة قاسية وسط مجتمع ريفي قاسي تنبه لمثليته منذ الصغر، لكنه تغلب عليه بفضل مساعدة أمه، التي ظهر تأثره الشديد بها في الكثير من أفلامه ويأتي على رأسها فيلمه الشهير "Talk To Her" الذي اعتبر نقلة نوعية في حياته السينمائية، وكذلك فيلم "Vlover" إنتاج عام 2006، والذي حاول من خلاله إخراج أمه من الظلمة حسبما صرح في أحد اللقاءات التلفزيونية سابقًا.
قدم بيدرو ألمودوفار خلال مسيرته السينمائية 36 فيلمًا، وترشح لجائزة الأوسكار مرتين وفاز بها مرة وحيدة عام 2003 بفئة أفضل سيناريو أصلي عن فيلم "Talk to Her"، كما ترشح لجائزة الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا السينمائي مرة وحيدة عام 1988 عن فيلم " Women on the Verge of a Nervous Breakdown"، وأطلق مؤخرًا فيلمه الجديد "Pain and Glory" خلال فعاليات الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي ونجح في حصد جائزة أفضل ممثل نالها بطل الفيلم النجم الإسباني أنطونيو بانديراس.