تعيش قرية ميت العطار، التابعة لمركز ومدينة بنها بمحافظة القليوبية، حالة من الذهول عقب الجريمة التي أصبحت حديث الجميع، والتي أعادت للأذهان مرة أخرى، وقائع القتل والدمار، التي اشتهرت بها القرية.
وشهدت القرية، أحداثا مؤسفة، لقي خلالها عاطل مصرعه، وأصيب آخر في مشاجرة مع مسجل خطر، بسبب تجارة المخدرات، ما دفع أهالي المجني عليهم وأعوانهم، للقيام بحرق منزل الجاني، وإشعال النيران فيه، انتقامًا منه.
وسيطرت قوات الأمن والحماية المدنية على الموقف، وإخماد النيران والدفع بتشكيلات أمنية والسيطرة على طرفي الخلاف، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
يقول "عامر محمود"، أحد أهالي القرية: إن الواقعة بدأت عندما عادت الخلافات تدب بين أحد تاجري المخدرات بالقرية، وهما المتهم "فتحي.ح.ط"، والمجني عليه "محمد.أ.ج"، بسبب بيع المخدرات، وغضب المتهم من المجني عليه بسبب قيامه بسرقة زبائنه، رغم أنه هو صاحب الفضل عليه في دخوله تلك التجارة.
وأضاف "محمود فكري"، أحد أهالي القرية، أن الوضع تأزم بين المتهم والمجني عليه، فقام المتهم بنصب كمين للمجني عليه بطريق "الشياخة"، والتي يتكون معظمها من أراضي زراعية، وتقع في الطريق الواصل بين قريتي ميت العطار وطحلة، وقف خلالها المتهم، بحوزته سلاح ناري ينتظر المجني عليه، وفور قدومه على دراجة نارية استوقفه المتهم بقوة السلاح ليعاتبه على سرقة زبائنه منه، فحدثت بينهما مشادة كلامية، أمطر خلالها المتهم، المجني عليه، بوابل من الرصاص، ولقي مصرعه في الحال.
وتابع "أشرف متولي"، أن الخبر وصل على الفور لأسرة القتيل، إذ هرول أفرادها إلى مسرح الجريمة، وعثروا على نجلهم داخل حقل الذرة، ملقى على ظهره داخل بركة من الدماء، حاولوا إسعافه لكنه فارق الحياة متأثرًا بطلقات اخترقت جسده، موضحًا أن أسرة القتيل، توجهت إلى منزل المتهم بمنطقة الجزيرة، وأطلقوا أعيرة نارية بشكل عشوائي، وأشعلوا النيران في المنزل انتقامًا من القاتل.
وتلقى اللواء طارق عجيز مدير أمن القليوبية، إخطارًا من عمليات النجدة بنشوب مشاجرة وقتيل ومصاب واشتعال النيران في منزل بقرية ميت العطار، وانتقل اللواء هشام سليم مدير إدارة البحث الجنائي والعميد خالد محمدي مفتش المباحث والمقدم أحمد كمال رئيس مباحث مركز بنها، وجرى السيطرة على الموقف والدفع بسيارات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق ومنع امتداده للمنازل المجاورة.
وكشفت التحريات والمعاينة، أن مشاجرة نشبت بين طرف أول "فتحي. ح" الشهير "بسأتلة" مسجل خطر مخدرات، وطرف ثان، محمود. ج، المصاب بطلق ناري، و"محمد أ. ج" لقي مصرعه إثر طلق ناري، وتشاجر الطرفان بسبب الخلافات وتجارة المخدرات.
وعقب ذلك حضر أهالي الطرف الثاني وأطلقوا أعيرة نارية بكثافة، وأشعلوا النيران بمنزل الطرف الأول وأعوانه ثأرًا للمجني عليهم، وتمكنت أجهزة الأمن من السيطرة على الموقف.
جرى نقل الجثة والمصاب للمستشفى، وتولت النيابة التحقيق وأمرت بطلب تحريات المباحث والتصريح بدفن الجثة عقب مناظرة الطب الشرعي، وجرى تعيين الخدمات الأمنية لملاحظة الحالة بالقرية ومنع تجدد الخلافات.
