الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عبدالرحيم علي يقدم للعالم روشتة مكافحة الإرهاب: الربيع العربي خدعة والإسلامي غير المسلم.. المتطرفون استفادوا من تناقضات الغرب.. والدولة الفرنسية مقصرة في مواجهة الجمعيات الإخوانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، كلمة مهمة في ندوة المركز بباريس، اليوم السبت، على هامش انعقاد قمة الدول الصناعية السبع في منتجع «بياريتز»، بإقليم الباسك جنوب غربي فرنسا، والتي يحضرها لأول مرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أن هناك 3 خطوات مهمة يجب تنفيذها لمكافحة الإرهاب، وإلا سنكون أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر فى وجه العالم، فى أي لحظة.
♦ خدعة الربيع العربي
كشف الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، استراتيجية التنظيمات الإرهابية للانتشار في دول العالم خلال الوقت الراهن، التي تعتمد على المناطق الرخوة واستغلال الثغرات الأمنية.
وتحدث «علي» في الإفطار الشهري للمركز، عن حقوق الإنسان ومحاولات الجماعات الإرهابية توظيفها سياسيًا لصالحها، واستخدامها كذريعة في وسائل الإعلام الغربية، لضرب استقرار الدول، وتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، قائلا إن الإرهابيين يستغلون فقدان أي دولة لسيطرتها الأمنية على منطقة ما ووجود فوضى سياسية وأمنية في تلك المنطقة للتمركز فيها واعتبارها نقطة انطلاق للتخطيط لعملياتها الإرهابية، مستشهدا بالعراق وليبيا.
وتابع: للأسف الشديد، عندما بدأ ما أسماه البعض بثورات الربيع العربي، وتحمس الأوروبيون له، وقلنا لهم آنذاك إن المقصود من هذا الربيع هو صناعة مناطق واسعة تعج بالفوضى لتصبح بيئة صالحة لنمو الجماعات الإرهابية، وسيطرة الإسلاميين على السلطة بما يعطي قوة وزخما لأفكار الكراهية والتمييز العنصري.
واستطرد: طلبنا منهم أن يتريثوا قليلًا في الحكم على تلك الظاهرة ودعمها، إلا أنهم كانوا متشبعين برؤية بعض الكُتاب الغربيين، الذين كانوا يعتبرون القوى المسيطرة على الربيع العربى آنذاك مناضلين من أجل الحرية، وبالفعل ظهر تنظيم داعش الإرهابي كنتيجة طبيعية لذلك الربيع العربي وتوغل فى المنطقة العربية، واستهدف بعد ذلك عددًا كبيرًا من المدن الأوروبية، وكبّدها خسائر فادحة.

♦ الإخوان والبرلمانات الأوروبية
وأضاف الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، أن قضية التعاون والتنسيق والحوار الدائم والمتصل بين الدول الصناعية السبع وبين دول أفريقيا بل وآسيا حول القضايا والمشكلات المشتركة وفي مقدمتها كيفية مواجهة الإرهاب، أمر بات ضروريًا.
وأضاف: الإرهابيون وممولوهم استفادوا كثيرًا من التناقضات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين المحاور الدولية العالمية والإقليمية فى عالمنا المعاصر، مستشهدا بما عانى منه الوطن العربي من انتشار العمليات الإرهابية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والتى كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط فى مصر، في الوقت الذي كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا تعتبر هؤلاء الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية وفى أقل التوصيفات "معارضة مسلحة"، ما يفتح لهم مجال اللجوء السياسي، وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من أجلهم جلسات الاستماع فى المجالس النيابية المنتخبة، ومجلس العموم البريطاني مثال صارخ على ذلك، كما تجرى معهم الحوارات الصحفية والتليفزيونية ليقدموا وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيًا أو عقائديًا.
وأضاف: إلى الآن، للأسف الشديد، ما زالت بعض الوسائط الإعلامية الكبرى، مثل قناة BBC، تطلق على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية فى سيناء، مصطلح (المسلحون) فى تغطيتها الصحفية للأحداث، بينما لو قام إرهابي واحد بطعن مواطن بريطاني فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون عليه مسمى (الإرهابي)، فى تناقض واضح تستغله الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ.
وأردف: "على الجانب الآخر من الصورة، يدعو البعض إلى قمع المرأة وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيًا ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، وهي كلها أولويات وضعتها قمة الدول السبع لمناقشة كيفية مكافحتها، كما أنها تعتبر ضمن جرائم الكراهية والتمييز العنصري في كل أوروبا، وبالرغم من ذلك نجد كُتابًا كبارا فى كبريات الصحف الأوروبية، يعتبرون قادة التنظيم الدولي للإخوان والتنظيم نفسه الذي يؤمن بمجمل تلك الأفكار العنصرية، مناضلين من أجل الحرية، وتفتح لهم أبواب البرلمانات والمراكز الحقوقية ليعرضوا بضاعتهم تلك أمامها".
وطالب "علي"، بنبذ التناقضات السياسية، قائلًا: "توحيد المفاهيم في هذا الإطار بات ضروريا بين دول أوروبا القوية والبلاد الأفريقية حتى نمنع الإرهابيين ودعاة الأفكار العنصرية وناشري الكراهية من الاستفادة من تلك التناقضات".

♦ الإعلام الغربي وحقوق الإنسان
انتقد عبدالرحيم علي، تناقض الخطاب الإعلامي الغربي في مسألة حقوق الإنسان وقصرها على حقوق دون أخرى، قائلا: «نجتمع اليوم بمقر مركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الفرنسية باريس على هامش مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع الذي ينعقد هذا العام تحت شعار "مكافحة أوجه انعدام المساواة باعتبارها مسألة تتعلق بالعدالة»، وحددت فرنسا باعتبارها رئيس المجموعة في هذه الدورة خمس أولويات رئيسية مطروحة للمناقشة وهي:
١- مكافحة أوجه انعدام المساواة في المصير، من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة.
٢- تقليص أوجه انعدام المساواة البيئية من خلال حماية كوكب الأرض بفضل التمويل المخصص للأنشطة المناخية والانتقال البيئي المنصف الذي يركّز على صون التنوّع البيولوجي.
٣- اغتنام الفرص التي يتيحها المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي على نحو أخلاقي محوره الإنسان.
٤- العمل من أجل إحلال السلام ومكافحة التهديدات الأمنية والإرهابية التي تزعزع أسس مجتمعاتنا.
٥- تجديد الشراكة مع القارة الأفريقية على نحو يتّسم بقدر أكبر من الإنصاف.

♦ كيفية مكافحة الإرهاب دوليا
أكد الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، أن التعاون الدولي، وليس فقط الأوروبي- الأفريقي لمكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله، بات ضرورة قصوى في تلك المرحلة من تاريخ البشرية.
وحدد «علي»، 3 خطوات مهمة لمكافحة الإرهاب؛ وهي:
١- تعزيز التعاون الاستخباراتي فى مجال تبادل المعلومات.
٢- تعزيز التعاون الأمني والعسكري فى مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التى تستخدمها عادة في إعادة الهيكلة والانطلاق مرة أخرى.
٣- تعزيز التعاون الاقتصادي والفنى، خاصة فى مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وسيناء في مصر، وتقديم الدعم الواسع لقوى الدولة التى تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكل الوسائل، لكى تحقق انتصارا نهائيا على تلك العناصر الإرهابية وتطارد مموليها بمساعدة دول أوروبا فى جميع أنحاء العالم.
وحذر "علي" من عدم اعتماد تلك الاستراتيجية قائلا: "أعتقد أنه بدون هذه الخطوات الجادة، التي أتمنى على المجتمعين في بياريتز من قادة الدول الصناعية الكبرى وضيوف المؤتمر، من قادة العالم وأفريقيا، أن يناقشوها ويتخذوا قرارات حاسمة بشأن تنفيذها، فإننا سنكون أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر فى وجة أي دولة بالعالم، فى أي لحظة".

♦ الجهاد والإخوان
رفض عبدالرحيم علي، بشكل قاطع إطلاق مصطلح "الجهاديين" على "الإرهابيين"، أو "المسلمين" على "الإخوان"، قائلا إن أمثال هؤلاء من المتطرفين المجرمين القتلة ليسوا جهاديين، مؤكدا أن الجهاد في الإسلام شيء أسمى وأنبل مما يفعله هؤلاء الإرهابيون.
وتابع: "الإصرار على ذكر كلمة الجهاديين، يشرف المسلم أن يكون مجاهدا، ولكن لا يشرفه أن يكون إرهابيا، وإطلاق هذه التسميات يجعلهم يفخرون بأنفسهم"، مضيفا: "إننا جميعا مسلمون لا نؤمن بالإسلاميين، فالإسلامي غير المسلم، فهو يسعى نحو الخلافة الإسلامية سواء بالعنف أو الإرهاب أو الديمقراطية".

♦ فقراء فرنسا والجمعيات المتطرفة
قال الدكتور عبدالرحيم علي: إن السبب الرئيسي وراء اعتماد المنظمات على تمثيل الإسلاميين في فرنسا، هو أن الدولة الفرنسية تخلت عن مواطنيها الفرنسيين لصالح هذه الجمعيات، لإنشاء جمعياتهم ومساجدهم والمشروعات الصغيرة الخاصة بهم. 
وأكد «علي»، أن المواطن الفرنسي الفقير الذي تخلت عنه دولته يجد تلك الجمعيات المتطرفة في وجهه تساعده في الزواج والعمل، وتقدم له الملابس بالطريقة التي يريدها، والاندماج في المجتمع الخاص بتلك الجمعيات وليس في المجتمع الفرنسي الدولي، مشيرًا إلى أنه عندما تتخلى الدولة عن مسئوليتها يلجأ الأفراد لتلك الجمعيات المتطرفة. 

♦ مبدأ الإرهابيين.. الجهاد هو قتال المختلف
وكشف الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، عن وجود 19 جمعية خاصة بجماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا تمول من تركيا وقطر، في مقابل 230 جمعية خاصة بالدولة الفرنسية، موضحًا أن تلك الجمعيات لا تفعل شيئًا سوى أنها تتلقى الأموال من قطر وتركيا هي الأخرى فلا نجد لها أي دور، ويكون الدور الفعلي للجمعيات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية. 
وأضاف: "الإخوان" تعمل على بناء الجمعيات الفرنسية التي تعمل ضد قيم الجمهورية الفرنسية، وتدعي أن الجهاد هو "قتال المختلف" إضافة إلى فصل الجنسين في المدارس تحت علم الدولة الفرنسية، موضحا أن هناك قصورًا شديدًا من الدولة الفرنسية تجاه تلك الجمعيات، إضافة إلى شراء السياسيين بالأموال التي تعطى لهم شهريًا، مضيفًا أنه ليس هناك أي إجراء يتخذ ضدهم. 

♦ أردوغان وحركة «مللي جوروش»
قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحركة "مللي جوروش" التركية من أخطر التنظيمات بعد جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرا إلى أن أول فعل ديمقراطي قام به الرئيس الإخواني محمد مرسي أثناء توليه رئاسة مصر هو قتل 11 متظاهرًا أمام قصر الاتحادية وسحل آخرين، كما قمع الأقباط ومنعهم من الوصول للجان الانتخابات بالقوة واستخدام السلاح.
شارك في الندوة «ميريام بنراد»، الباحثة المتخصصة في العنف السياسي، بمعهد دراسات وبحوث العالمين العربي والإسلامي، بوزارة التعليم العالي الفرنسية «إيرمام»، والمستشارة بوكالة التنمية الدولية، و«رولان لومباردي»، الباحث الفرنسي المعروف والمتخصص في شئون الشرق الأوسط، والكاتب الفرنسي «جواكيم فليوكاس»، ويقدم الندوة ويديرها الدكتور أحمد يوسف المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط.