قال الشاعر الاماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتَّاب العرب، إن اللغة النقدية بعيدة عن اللغة المفهومة، يمكن أن نكون فى حاجة إلى وجود نظرية نقدية تناسبنا أكثر، وتكون نابعة من لغتنا ومعرفة حول كيفية تفكير كل عربى فى بلده، فنحن جميعًا عندنا لغة عربية واحدة بلا شك، ولكن لغتى أنا كإماراتى فى الكتابة تختلف عن اللغة المصرية.. وهكذا، فالبيئة لها تأثير كبير، كما أن هناك إشكالية حقيقة خاصة بالنقد، ولهذا تتبعها إشكالية أخرى وهى معرفة مَنْ مُهم؟ ومن هو أقل أهمية؟.. وهكذا.
وأضاف "الصايغ" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، قبل وفاته، "نجد الآن هناك العديد من يطلقون على أنفسهم لقب الشاعر الكبير!، والمصيبة الكبرى أن أولويات الإعلام العربى مختلة، وأولويات الإعلام الثقافى فى السنوات الأخيرة أصبحت مختلة هى أيضًا، فأنا لم أفهم مطلقًا موضوع عدم نشر النصوص فى الصحف، وللأسف أن معظم الصحف العربية تتخلى عن نشر النصوص الإبداعية، وهذا ما يجعل نشر النصوص مقتصرًا على الدوريات الثقافية التى لا يقرأها أحد!، بل يتراكم عليها الغبار، وللأسف أن الصحافة الثقافية لم يعد لها أولوية فى الإعلام العربى فى الوقت الحالي، فكان وضعه أفضل فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
وأوضح أن التجربة الإماراتية على سبيل المثال كانت الشخصيات الهامة هو المبدع والمؤلف والشاعر فى الصفحة الثقافية، أما الآن فالمسئول الذى يحضر الفاعلية الثقافية هو الشخصية الهامة، فلو افترضنا أن شاعرًا مهمًا قام بعمل أمسية شعرية ولم يحضرها شخصية مسئولة سيتم الحديث عنها على عمودين، أما إذا حضرها أحد المسئولين فستتصدر الصفحة الأولى، وهنا يكمن الخلل، فالمسئولون لهم منا كل التقدير ولكن لهم صفحاتهم، ويجب أن تكون الصفحات الثقافية للكتاب والمبدعين.
جاء ذلك وفق الحوار الأخير للشاعر الإماراتى الراحل حبيب الصايغ، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الذى رحل عن عالمنا صباح أمس الثلاثاء، الذي نشر بجريدة وموقع "البوابة نيوز".
