الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلاش باك.. 1953.. حكومة "مصدق" تصطدم بالاحتلال البريطاني

رئيس الوزراء الإيراني
رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتكرت الشركات البريطانية منذ بداية القرن العشرين، إنتاج النفط الإيرانى حتى تصدر محمد مصدق المعارضة الإيرانية التى طالبت بضرورة تأميم النفط، وهو القرار الذى اتخذ فى مايو من عام ١٩٥١ بعد أقل من شهر من انتخاب «مصدق» رئيسا للوزراء.
وإلى جانب عداوة بريطانيا وأمريكا، كان الشاه محمد رضا بهلوى يضمر العداء لمحمد مصدق، نظرا لمعارضة الأخير تولى «بهلوي» السلطة فى إيران، فاجتمع الثلاثة على الإطاحة بـ«مصدق».
وبدأ تجييش الرأى العام ضد مصدق، يقول الصحفى الأمريكى «ستيفن كينرز» فى كتابه «أتباع الشاه»: «مع حلول شهر أغسطس، كانت إيران تضطرم بنار الفتنة، حيث نظم الغوغاء الذين يعملون لحساب المخابرات الأمريكية، احتجاجات ضد مصدق ومسيرات فى الشوارع، حاملين صور الشاه ومرددين شعارات الملكية، وقدم العملاء الأجانب رشوة لأعضاء البرلمان وكل الأشخاص الآخرين الذين رأوهم ذوى نفع، ووصل هجوم الصحافة على مصدق إلى مستويات غير مسبوقة من الحدة والعنف، فقد اتهم فى المقالات الصحفية بأن لديه ميولا شيوعية ومخططات ضد مصلحة العرش، واتهم أيضا بانحداره من أصول يهودية، وبتعاطفه سرا مع البريطانيين».
ويواصل «كينرز» رواية وقائع الإطاحة بمصدق «كانت طهران تغط فى نوم عميق، انطلقت قافلة سيارات غريبة فى الظلام قبيل منتصف الليل، وذلك فى الخامس عشر من أغسطس ١٩٥٣، ففى المقدمة انطلقت سيارة مصفحة تحمل شارات عسكرية، وخلفها سياراتان من طراز جيب، وشاحنات عسكرية عديدة محملة بالجنود.. كانت تلك الليلة هى المثلى لإسقاط الحكومة، جلس العقيد نعمت الله نصيري، قائد الحرس الملكى فى السيارة المصفحة شديد الثقة، فقد حمل فى جيبه مرسوما من شاه إيران بإقالة رئيس الوزراء محمد مصدق، وكان فى طريقه لتقديم ذلك المرسوم لمصدق والقبض عليه إذا لزم الأمر».
طلب نصيرى من رجاله التقدم نحو منزل مصدق ولم يكن يعلم أن قافلة عسكرية أخرى فى طريقها إلى هناك، لقد علم رئيس أركان الجيش الإيرانى بالمؤامرة، وأرسل قوات لإفسادها، وكان مستقبل الحكم فى إيران يعتمد على قافلة الجنود التى تتمكن من الوصول إلى منزل مصدق أولا، وهو ما تمكن منه الجنرال رياحى الذى قبض على نصيرى وسجنه، وبعد ساعات ظهر مصدق على التليفزيون، معلنا إحباط محاولة الإطاحة به التى تمت بتدبير من الشاه وبعض العناصر الأجنبية، وهرب الشاه إلى العراق، ولكن قبل مغادرته وقع مرسوما بتعيين الجنرال فضل الله زاهدى رئيسا للوزراء ليقوم بقصف منزل مصدق فى مثل هذا اليوم التاسع عشر من أغسطس ١٩٥٣.
انتشرت الفوضى فى إيران وأحرقت المساجد، وسقط نحو ٣٠٠ قتيل جراء أعمال العنف إلى أن سيطر الجيش على الأوضاع، وألقى القبض على مصدق، وتمت محاكمته فى سبتمبر من نفس العام، وحكم عليه بالإعدام، وتم تخفيف الحكم إلى حبس انفرادى ثلاث سنوات، وبقى منفيا فى شمال إيران حتى وفاته فى مارس من عام ١٩٦٧.