من اللحظة الأولى التى ظهرت فيها على الساحة الفنية من خلال فيلم «مذكرات مراهقة»، برهنت هند صبرى فيها على حبها وولعها الشديد بشخصية كليوباترا، ومدى انتمائها الكبير لملكات العصر الفرعوني، وحبها لتجسيد تلك الشخصيات، ورغم تقديمها العديد من الشخصيات الأخرى التى تألقت فيها وأصبحت من أهم فنانات جيلها، إلا أنها مازالت محافظة على الشغف الكبير للعصر الفرعوني، معتبرة أنه الحصان الرابح بالنسبة لها، ووش السعد عليها، فقررت بعد مرور أكثر من 18 عامًا على تقديمها شخصية كليوباترا، أن تطل على جمهورها بشخصية حتشبسوت التى أبهرت بها الجميع من خلال الجزء الأول لفيلم «الكنز»، لتعود وتستكمل تلك النجاحات من خلال تقديمها بالجزء الثاني.
حيث قالت: «هذا الدور أنا أعتبره من أهم أدوارى لأننى من البداية من أشد المعجبين بهذه الملكة العظيمة، وقد قرأت عنها وحاولت الوصول إلى روحها فلقاء ملكة مثلها وتقديمها فى عمل ليس سهلا، وقد شعرت بالفخر من ردود أفعال الجمهور على أدائى فى الجزء الأول».
وتابعت «إصرارى على تقديم الجزء الثانى من فيلم الكنز هو حماسى للعديد من الآراء التى أوصلتنى، وأتمنى أن يكون لقاء الجمهور هذه المرة مع الملكة مبهرا».
ومن جانبه، أكد الفنان أحمد رزق أن الجزء الثانى من الفيلم، يضع حلولًا لكل التأويلات والألغاز، التى تم تقديمها فى الجزء الأول، لذلك فإن أغلب المشاهد فى الجزء الثانى صعبة، وبها العديد من المشاعر والمفاجآت، لافتًا إلى أنه لا يوجد مشهد قدمه، إلا بعد قيامه بعمله.
وأشار إلى أن طول المدة بين عرض الجزأين، يرجع فى الأساس إلى المنتج فقط، فهو الوحيد الذى يحق له تحديد الموعد المناسب للعرض، مؤكدًا أن كل ما يهم الفنانين هو عدم عرض العمل بموسم واحد مع فيلم يحمل اسم أحد منهم، حتى لا يضعه فى منافسة مع نفسه، معلقًا: وبشكل عام الجمهور لن ينسى الأحداث، لأنها مذكورة ومرتبطة بكل مشهد فى الجزء الثاني، كما أن الفيلم يبدأ بملخص صغير لأحداث الجزء الأول.
أما الفنان محمد رمضان، فقام بالترويج للفيلم عن صورة لشخصية «على الزيبق»، الذى يقدمها ضمن أحداث الفيلم، وعلق قائلًا: «عندما تجتمع الشجاعة والذكاء فى رجل واحد، هو على الزيبق... انتظروا فيلم الكنز الجزء الثانى والأخير فى عيد الأضحى بجميع سينمات مصر» دون توضيح أى تفاصيل عن الاختلافات التى حدثت بتلك الشخصية عن الجزء الأول، والأبعاد الدرامية للعمل.
وعن مشاركة الفنانة أمينة خليل قالت: «إنها تلقت مكالمة من المخرج شريف عرفة، طلب فيها منها أن تزوره فى مكتبه، فوافقت دون تردد قبل أن تسأله عن السبب، مشيرة إلى أنها كانت متوترة فى مقابلتها الأولى معه، والتى رشحها فيها للمشاركة فى فيلم «الكنز».
تابعت «أنها كانت منبهرة أثناء تصوير الفيلم بما يفعله محمد سعد فى الشخصية التى يجسدها، حيث إنها اعتادت مشاهدته فى شخصية اللمبي، لكنها لم تتوقع أن يكون بتلك الموهبة المبهرة فى تقديم دوره بالفيلم، مشيرة إلى أنها كانت تجلس فى الكواليس لمراقبته وهو يؤدى مشاهده، غير مصدقة أداءه القوي».
كما قال الفنان محمد سعد إن شخصية «بشر باشا»، فهو رئيس القلم السياسى وأحد رموز النظام فى العصر الملكى، والتى تتسم شخصيته بالجدية الشديدة، لها أبعاد على أكثر من مستوى، فهو الرجل الذى وجد حبه بعد سنوات، وفى الوقت نفسه يتصدى لحالة الاضطراب التى تمر بها مصر قبل ثورة يوليو بفترة قصيرة، ما يجعلها شخصية تحظى بخيوط كثيرة، وفضل من الله حصلت بسببها على جائزة أفضل ممثل من جمعية الفيلم المصرى، وتابع: «إنها إحدى أصعب الشخصيات التى أداها فى مسيرته، ووجه الشكر للمخرج شريف عرفة على قدرته فى إخراجه من شخصية اللمبى بعد كل تلك السنوات».
منذ عامين تم تقديم فيلم «الكنز» بجزئه الأول، وحقق نجاحا كبيرا وأثار ضجة لدى الجمهور والنقاد لما يحتويه من تجديد على مستوى الدراما التى تناولت ثلاثة عصور مختلفة، وعلى مستوى ظهور ألوان جديدة للممثلين المشاركين فى العمل، وخاصة الفنان محمد سعد، الذى تعارف عليه الجمهور من خلال الكنز وكأنه يراه للمرة الأولى، فمن المعروف أن الجمهور تعارف على محمد سعد من خلال شخصية «اللمبي» الشهيرة التى جعلته فى مصاف نجوم الشباك، وجعلت الجمهور يتعامل معه على أنه ممثل يقدم الأدوار الكوميدية فقط، وكأن هناك تصنيفا فنيا يجعل الممثل الكوميدى يقدم الكوميديا فقط وغيره من الممثلين يقدمون الأدوار التراجيدية والجادة!، ونتيجة لهذا التداخل فى مفهوم الممثل الكوميدي، كان «سعد» مفاجأة فيلم الكنز فى جزئه الأول بعدما برع فى تقديم شخصية ضابط البوليس السياسى المتجبر، وهى الشخصية الجادة التى بعدت كل البعد عن ما سبق وقدمه محمد سعد فى أفلامه، وجعلت النقاد والجمهور على حدٍ سواء يتعاملون مع «سعد» على أنه وجه جديد على السينما المصرية، خاصةً أن آخر أعمال محمد سعد السينمائية قبل الجزء الأول من الكنز كانت من خلال فيلم «تحت الطرابيزة»، وهو العمل الكوميدى الذى قدم من خلاله الشخصيات الكوميدية النمطية التى تتسم بالغباء أو الاستغباء والظهور بالمظهر غير المتسق، غير أن هذا العمل لم يُكتب له النجاح الجماهيرى ولا النقدي.
وجاء الجزء الأول من الكنز ليمحى ما قدمه «سعد» ويُنسى الجمهور ما قدمه فى هذا العمل، ليبدأ معهم صفحة فنية جديدة تُظهر موهبته الفنية الكبيرة التى ظهرت من خلال الأدوار الصغيرة، التى قدمها قبل أن يصل لنجومية شباك السينما من خلال فيلم «اللمبي».
ورغم شطارة «سعد» الفنية غير أن هذه الشطارة تحتاج لشطارة أيضًا فى اختيار نوعية الأعمال التى يقدمها، ففيما يبدو أن «سعد» لم يتعلم من الدرس ولم يستفد من نجاح الجزء الأول من الكنز وإعجاب الجماهير بشخصيته، فعاد مرة أخرى لتقديم الأعمال الكوميدية التى لا تختلف كثيرًا عما قدمه من قبل من خلال فيلم «محمد حسين»، الذى تم طرحه فى دور العرض خلال موسم عيد الفطر السينمائي، إلا أن هذا العمل لم يحالفه الحظ ولم يُكتب له التوفيق، لا على المستوى الجماهيرى ولا على مستوى إيرادات الشباك السينمائي، فأصبح فى ذيل قائمة الإيرادات خلال الموسم السينمائى الماضي، وهو ما أثار حزن جمهوره ومحبيه، ولكن فيما يبدو أن هناك عمارا بين محمد سعد وجمهوره وقبلهم بينه وبين الله يجعله مستمرًا على الخريطة السينمائية رغم فشل بطولاته المطلقة فى الفترة الأخيرة فيعود لمصالحة جمهوره من خلال الكنز 2، الذى يستمر من خلاله «سعد» فى تقديم شخصيته الجادة التى ابتعد كل البعد عن شخصياته الكوميدية النمطية، فهل سيصبح الكنز 2 تميمة الحظ لمحمد سعد، ويمحى ما حدث من إخفاق فى فيلم محمد حسين، مثلما حدث فى الجزء الأول الذى محا ما فعله؟
يشارك فيلم «الكنز 2» فى السباق السينمائى بعيد الأضحى، وطرح الفيلم بعد سنتين من طرح الجزء الأول من الفيلم عام 2017، وقد حصد الجزء الأول إيرادات قاربت على 20 مليون جنيه، ولم تكن الإيرادات متوقعة أو متوافقة مع الكم الهائل من النجوم المشاركين فى العمل، ولا على قدر المخرج شريف عرفة، لكن الفيلم نال استحسان النقاد والمشاهدين، وأنه نوعية كانت منسية فى السينما المصرية خلال الفترة الماضية، حيث إن الفيلم يعتبر تاريخيًا فانتازيا.
وقام المخرج شريف عرفة بضم بعض الفنانين فى الجزء الثانى، لكى يكون تجديد دماء للشخصيات فى الفيلم حتى لا يصاب المشاهد بالملل من نفس الفنانين الذى شاركوا فى الجزء الأول، ويظهر فى الجزء الثانى من فيلم الكنز الفنان أحمد مالك فى دور تحتمس الثالث، وهو الابن التى تتخذه الفنانة هند صبري، كابن شرعى لحكم مصر، ويعتبر أحمد مالك من الفنانين الشباب المميزين، والذى يؤدى الدور بطريقة مقنعة، مما يعد إضافة للجزء الثانى من الفيلم.
كما يشارك الفنان القدير جمال عبدالناصر فى الجزء الثانى من الفيلم، حيث يقدم شخصية صعيدية بالدرجة الأولى، وتدور الأحداث حول أن الكل يبحث عنه نتيجة لقيامه بعمل أشياء كثيرة ويكون ذلك فى فترة على الزيبق الذى يثور على الحكم العثماني، وعلى على الكلبى، حيث تحدث بعض الصراعات بينهم فى الجزء الثانى استكمالا للصراع الذى حدث فى الجزء الأول بين حسن رأس الغول والد على الزيبق «محمد رمضان»، ويعد الفنان جمال عبدالناصر من الفنانين الذين يعطون ثقلا للأعمال الفنية، ويعد الفيلم عودة لجمال عبدالناصر للسينما بعد غياب دام لـ18 عاما، حيث كان آخر أعماله فى السينما عام 2001 بفيلم «فارس».
وأيضا تشارك الفنانة نهى عابدين فى أحداث الجزء الثانى من فيلم الكنز2، حيث تؤدى دور راقصة فى الموالد تدعى «لواحظ الغجرية» التى تشارك فى الجزء الملكى من قصة الفيلم التى تحدث فى العصر الفرعوني، وهو من الأدوار الجديدة عليها فى السينما، حيث إن الدور يتطلب تقديم بعض مشاهد الإغراء بسبب عملها الذى تمتهنه.
كما تشارك الفنانة الشابة سارة عبدالرحمن أيضا فى الجزء الثانى من فيلم الكنز، حيث تظهر فى جزء العصر الحديث والتى تساعد أحمد حاتم فى العثور على الكنز.
وبينما يشارك فنانون جدد فى فيلم الكنز يغيب بعض الفنانين عن الجزء الثانى بسبب أن أدوارهم ليست محورية فى أحداث العمل، مثل الفنان تميم عبده، الذى قدم دور والى مصر والفنانة لبنى محمود التى شاركت فى الجزء الأول من خلال تقديم دور والدة بشر ومصطفى.
دائمًا ينجح المخرج شريف عرفة فى تنفيذ «توليفة» سينمائية تجمع عددا كبيرا من النجوم فى فيلم واحد، حتى إذا كان فنان من هؤلاء النجوم تعود أن يحمل بطولة فيلم سينمائى منذ عشرات السنين، وهو ما حدث بالفعل خلال فيلم «الكنز» بجزئية، فنجاح عدد كبير من النجوم وتحقيقهم إيرادات مرتفعة بأفلامهم لم يمنعهم من المشاركة فى الجزء الثانى من فيلم «الكنز» الذى يحمل كل قصة منفردة، ما يجعل عدد المشاهد ليس بالكم الكبير بالنسبة لنجوم الشباك.
محمد سعد أحد هؤلاء النجوم، الذى وافق على المشاركة فى جزئى «الكنز»، الذى يحمل طابع البطولة الجماعية، وذلك رغم بدايته فى عالم البطولات السينمائية منذ تقديمه فيلم «اللمبي» فى عام 2002، وما زال يعرض له فى بعض السينمات فيلم «محمد حسين» الذى تم طرحه فى موسم عيد الفطر الماضي.
كما يأتى الفنان محمد رمضان على قائمة النجوم المذكورين، والذى كسر قواعد الإيرادات والنجاح سواء على مستوى السينما أو الدراما أو حتى الأغاني، حيث عرض له منذ عامين فيلم «جواب اعتقال» الذى كان من بطولته المطلقة، إضافة إلى أنه قدم 3 بطولات درامية على مدار الثلاثة أعوام الماضية فى رمضان فى مسلسلات «الأسطورة» و«نسر الصعيد» و«زلزال»، ولم يرفض المشاركة فى الجزء الثانى من «الكنز»، هند صبرى أيضًا نجمة يعرض لها فيلم تشارك فى بطولته مع كريم عبدالعزيز ونيللى كريم، وهو الجزء الثانى من «الفيل الأزرق»، إلا أنها وافقت على المشاركة فى قصة من قصص الجزء الثانى من فيلم «الكنز»، والذى تجسد من خلاله شخصية «حتشبسوت»، وقد خاضت «هند» البطولة المطلقة فى الدراما عدة مرات آخرها مسلسل «حلاوة الدنيا» الذى عرض منذ عامين.
أيضًا «روبي» يعرض لها فى السينمات حاليًا فيلم تجسد من خلاله البطولة النسائية، وهو «حملة فرعون» من بطولة عمرو سعد، والذى عرض خلال عيد الفطر الماضي، إلا أنها استكملت المشاركة فى الجزء الثانى من «الكنز»، يأتى ذلك أيضًا بعد قيامها بدور بطولة فى مسلسل «أهو ده اللى صار» فى أوائل العام الجاري، والذى حقق نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري.
بالإضافة إلى الفنانة أمينة خليل، التى خاضت البطولة النسائية فى السينما وفى الدراما عدة مرات، منها أفلام «البدلة» مع تامر حسنى و«الخلية» مع أحمد عز، إضافة إلى بطولاتها فى مسلسلات «جراند أوتيل» و«ليالى أوجيني» و«لا تطفئ الشمس» ومؤخرًا فى «قابيل» الذى عرض خلال شهر رمضان الماضي، إلا أنها لم تترد فى المشاركة فى فيلم «الكنز» رغم مساحة الدور.
وأخيرًا، أحمد حاتم الذى خاض مؤخرًا البطولة المطلقة من خلال فيلم «قصة حب»، الذى عرض خلال العام الحالى والذى شاركته فيه البطولة هنا الزاهد.
ويستكمل الكنز فى الجزء الثانى (الحب والمصير) صراع الشخصيات من أجل الوصول إلى الكنز أو حمایته، مضحین فى سبيل ذلك بحبهم أو بحياتهم، ويوصلنا الفيلم إلى سر الكنز وماهيته وكیف نحتفظ به، ونرى ذلك من خلال استكمال صراعات الشخصيات التى شاهدناها فى الجزء الأول؛ حتشبسوت وصراعها مع الكهنة وحبها للمهندس سننموت، وعلى الزیبق وصراعه مع الكلبى وحبه لابنته زینب وإلى أين ستصل المعركة بينهما وما هو ثمن الانتقام، وبشر باشا الضابط الكبير الذى ضحى بأخيه وحبيبته من أجل مركزه وكیف سيعثر على دليل الوصول للكنز، وكیف سيرزق بابنه حسن الذى سيظل يبحث عن الإرث المجهول لوالده.
الكنز 2 من إخراج وقصة سينمائية شريف عرفة، وقام بالتأليف عبدالرحيم كمال، ویضم عددًا ضخمًا من النجوم فى مقدمتهم محمد سعد، محمد رمضان، هند صبري، أحمد رزق، هيثم أحمد زكي، روبي، أمينة خليل، سوسن بدر، هانى عادل، أحمد مالك، عباس أبو الحسن، عبد العزيز مخيون، محيى إسماعيل، أحمد حاتم، سارة عبدالرحمن، وحقق الجزء الأول من الفيلم نجاحًا فى شباك التذاكر، كما حصد 8 جوائز من مهرجان جمعية الفیلم، المهرجان القومى للسينما المصرية ومهرجان السينما العربية.
