السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"السد العالي" و"خروج العمال" و"ناصر".. أبرز إنتاجات ثورة يوليو التشكيلية

السد العالى
السد العالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجد الفن التشكيلى فى مصر ليثبت مكانته على الساحة الفنية، منذ نشأة مدرسة الفنون الجميلة فى ١٩٠٨، وساهم فى ظهور العديد من الأعمال التى تُعبر عن أحداث البلاد مثل أحداث ثورة ١٩١٩ بقيادة سعد زغلول، ثم ظهور إبداعات الفنانين بأشكال مُختلفة من خلال اللوحات الزيتية والتماثيل وغيرها من الأعمال التي خلدت ذكرى الثورة حتى يومنا هذا.
وهكذا واصل الفنانون تقديم أعمالهم، ولكن فى هذه الفترة كانت تطغى على اللوحات صبغة غربية بعيدة عن الأجواء المصرية، بسبب تعدد المنح والدراسة بالخارج، واستمر الحال هكذا حتى استطاع الشعب المصرى القضاء على الحكم الملكى من خلال تنظيم الضباط الأحرار فى الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب والقائد جمال عبدالناصر.
ومن هنا خرجت إبداعات الفنانين التشكيليين بحس وصبغة مصرية، ومع اشتعال أجواء ثورة يوليو ١٩٥٢، كان الفنان عبدالهادي الجزار فى آخر سنوات العقد الثانى من عُمره، فانفعل بسعادة شديدة جراء ما يحدث فى البلد من قضاء على الإقطاع الذي غمر البلد لسنوات طويلة، وتأثر برؤية الفلاحين وهم يخرجون من خلف شعور وزمن الإقطاع الصعب مُتجهين نحو الأراضى الزراعية الخضراء، فتأمل المشهد وأبدع مجموعة من أروع أعماله الفنية التى خلدت بدورها هذه الفترات الزمنية، فجاءت أعماله البارزة بعد أن هدأت الأوضاع السياسية والاجتماعية فى البلد على النحو التالى لوحة «السد العالي» فى ١٩٦٤، و»حفر قناة السويس» فى ١٩٦٥، ولوحة «السلام» فى ١٩٦٥.
لم ينته الإبداع الفنى عند هذا الحد، فجاء الفنان التشكيلى «حامد عويس» ليُعبر عن رؤيته للشعب المصري عقب أحداث ثورة يوليو، فاتجه فى أعماله إلى مدرسة «الواقعية الاشتراكية» التى اتخذها نهجًا له، فهو يُعتبر رائدًا لهذه المدرسة فى مصر، وتدور «الواقعية الاشتراكية» حول الطبقات الكادحة فى المجتمع بشكل ذى قوة وأمل، فصور فى لوحاته الفلاحين والعمال، وخاصة صور حلمه الذى تمنى رؤيته عقب الثورة فى لوحته «خروج العمال» لعام ١٩٥٣، والتى صورت خروج العمال من عملهم بشكل متزن وذوى إرادة على صنع مستقبلهم المرجو، هذا إلى جانب لوحته «ناصر» التى صور بها التفاف الشعب حول زعيم الأمة جمال عبدالناصر منصتين له جميعًا، وكلهم حماس لصنع بلد يفتخر به مواطنوه أمام العالم كله.
وفى تلك الفترة كان يدرس «عويس» فى أحد المعاهد التي تتلمذ فيه على أيدى الفنان يوسف عفيفي، وذلك برفقة الفنانين صلاح يسري، وجمال السجيني، وجاذبية سري، وزينب عبدالحميد، وتأثرت هذه المجموعة بأكملها بما أحدثته أجواء ثورة يوليو، فبعد قيامها قام «السجيني» بعمل لوحته «الخطوة» والتى رسم بها وجه باشا ضخم ومهيب قد طُمست أغلب معالم وجهه أسفل قدم حافية لفلاح، فيظهر من هنا اتجاهه السياسى بشكل واضح وصريح.