رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

السرقات الفكرية تطال مؤلف كتاب "صور من حياة الصحابة"

كتاب صور من حياة
كتاب "صور من حياة الصحابة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألف الكاتب السوري الراحل عبدالرحمن رأفت الباشا كتاب بعنوان "صور من حياة الصحابة" يتناول فيه ترجمة كاملة لأكثر من 65 صحابي من المهاجرين والأنصار، منهم المشهور ومنهم شخصيات مغمورة للغاية، وتنوع الكتاب في تناول عدد من شخصيات الصحابة المعروفة بالثراء مثل عبدالرحمن بن عوف وأخرى معروفة بالزهد والتقشف مثل أبي ذر الغفاري، وغيرهم كثير.
"الباشا" الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الخميس، تعرض بعد رحيله لكارثة ما يُعرف بـ"السرقات الأدبية والفكرية"، حيث قام أحد الدعاة من خارج مصر بسرقة محتوى كتاب "صور من حياة الصحابة" وقام بعرضه على لسانه في برنامج من تأليفه بعنوان "هذه حياتهم"، وذلك وفق حكم قضائي، في فبراير من العام الماضي، صدر من محكمة بلاده.
هذا ولا يعد الكاتب عبدالرحمن الباشا أول من تعرض للسرقات الأدبية والفكرية، فالتاريخ الأدبي مليء بالسرقات، فذلك الأمر له جذور تعود إلى عصور قديمة جدا، ولا يزال الأمر مفتوحًا لاستيعاب آخرين يقومون بالانقضاض على مجهودات فكرية فينسبونها لأنفسهم، فشعراء العصر الجاهلي أمثال امرؤ القيس وطرفة بن العبد قد وجه إليهما اتهامات بالسرقة لوجود بيت واحد في المعلقتين "وقوفا بها صحبي علي مطيهم.. يقولون لا تهلك أسى وتجمل" أو وتجلد عند الشاعر طرفة، لذلك تساءل البعض عن كيفية وصول بيت واحد بنفس المفردات والتراكيب في معلقتين لشاعرين مختلفين، فهو إن لم يكن من باب خطأ الرواية الشفاهية التي اعتمد عليها الأدب في تلك المرحلة فهو لا شك من قبيل السرقة.
وطارد الاتهام الشاعر الإيطالي دانتي أليجييري، أحد أعظم أدباء أوروبا، الذي لاقي كتابه "الكوميديا الإلهية" شهرة عالمية كبيرة، والذي سرق فكرته من الشاعر العربي أبي العلاء المعري صاحب "رسالة الغفران"، الذي وجهها لصديقه ابن القارح يرد فيها على استفسارات دينية وتاريخية وأدبية.
ومن جانبه الشاعر الإيطالي "جيوفانى بوكاتشيو" الذي اشتهر بكتابه "عشرة أيام" حيث تتفق جماعة الأصدقاء على أن يقص كل فرد من أفرادها العشرة قصة في كل يوم من أيام النزهة، ويقضون في الريف عشرة أيام، فاتهمه البعض أنه سرق أفكار مثل هذه القصص من حكايات الشرق المتمثلة في حكايات كليلة ودمنة وأيضا المؤلف العربي الضخم "ألف ليلة وليلة".
كما نالت هذه الاتهامات شخصيات من العصر الحديث أبرزهم الأديب إبراهيم عبدالقادر المازني الذي كان اطلاعه على الآداب الأوربية مدخلا للنقل عنهم والأخذ من فنونهم، وأيضا الأديب المنفلوطي صاحب النظرات والعبارات والمؤلفات التي اعتمدت بشكل كبير على القصص الأجنبية.