رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حمزة المنسي: «نفسي أكبر وأكون ضابط في الجيش وآخد حق بابا».. وزوجة الشهيد: كان مستعدًا للشهادة.. ولقب زوجة الشهيد أفضل تكريم لي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت محافظة الشرقية مئات الأرواح من أبنائها من رجال الجيش والشرطة فداءً للوطن فمنذ ثورة ٣٠ يونيو، وحتى الآن تجاوز عدد الشهداء فى المحافظة أكثر من ٣٠٠ شهيد ومن بينهم الشهيد الحى أحمد صابر المنسى.
التقت «البوابة نيوز» بأسرة المنسى الذين طالبوا بالقصاص العاجل لدمائه الطاهرة مؤكدين أنه ضحى بروحه فداءً للوطن الغالي.


وُلد الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسى فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام ١٩٧٧م، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة ٩٢ حربية ضابطًا بوحدات الصاعقة وخدم لفترة طويلة فى الوحدة ٩٩٩ قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستشكافية المعروفة باسم «SEAL» عام ٢٠٠١ ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٦.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية «دورة أركان حرب» من كلية القادة والأركان عام ٢٠١٣، وتولى قيادة الكتيبة «١٠٣» صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامى حسنين الذى استشهد فى شهر أكتوبر عام ٢٠١٦، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكرى وحسن الخلق من الجميع، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
استشهد البطل أحمد المنسى نتيجة إصابته بطلقة رصاص حيث كان فوق سطح المبنى الذى تمت محاصرته من قبل الإرهابيين، وكان الشهيد يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وباقى زملائه واستشهد ومعه عدد من أفراد الكتيبة فى كمين مربع البرث بمدينة رفح المصرية فى ٧ يوليو عام ٢٠١٧ مقدمين أرواحهم ثمنًا للدفاع عن الوطن ولتروى دماءهم الذكية أرض الأنبياء.


وقالت منار سليم، أرملة البطل الشهيد أحمد المنسى، إن الشعب المصرى يفخر بالشهيد أحمد المنسى، ودوره البطولى حتى لقاء ربه وعندما رحل ترك هذا الإرث الوفير من الفخر والكبرياء لأسرته.
وتابعت وقت استشهاد زوجها البطل كان يتصل بها هاتفيًا مواطنون من كل المناطق والمحافظات لا تعرفهم ولكن ليؤكدوا لها أن مصر «نامت باكية» فى يوم استشهاده، وهذا حال الشعب المصرى مع كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن لافتة إلى أن مصر بها خير أجناد الأرض ولديها جيش من أقوى الجيوش ولابد أن نقف خلفه من أجل مستقبل أبنائنا.
أضافت زوجة الشهيد إن الشعب المصرى بأكمله مترابط ولديه وعى تجاه بلده ويفخر دائمًا بشهدائه وأن الآية القرآنية التى تعلو قبر الشهيد قام بصنعها شخص مسيحى وأهداها لاسم الشهيد تكريمًا له، وهذا يؤكد وحدة الشعب المصرى وترابطه فالدين لله والوطن للجميع.
وقالت والدموع تنهمر من عينيها أن نجلها حمزة دائمًا يشعر بالفخر تجاه والده وبيقولي: «إن شاء الله هكبر وهبقى زى بابا وهستشهد.. وفرحان جدا بالكوبرى اللى بيحمل اسم والده الشهيد ولما بيسمع أى كلمه عنه».
وأكدت أن تصرفات زوجى قبل استشهاده كانت تدل على رسايل وأنه سوف يستشهد حيث حرص فى شهر رمضان على شراء فوانيس من الخشب ومدون عليها أسماء أطفالنا الثلاثة كما أنه اشترى لهم ملابس للعيد بالرغم من شرائى لهم.
وأضافت ما زلت أحتفظ بخطاب عثرت عليه بخط يد الشهيد مكتوب فيه «جزيل الشكر لعدوى اللى أتاح لى الفرصة بعد سنين من التدريبات إنى أواجهه.. وشكرا لك أنك دخلتنى لأرض مروية بدم أبائى وأجدادى اللى ضحوا بالنفيس والغالى.. دخلتنى أرض الفيروز بلبسى العسكرى وخلتنى أصلى فى كل شبر فيها…. هيروح مننا واحد فى ألف غيره بيتسابقوا على دورهم فى الشهادة بس أقسم بالله ملكش عيش فيها طول ما إحنا فيها.. سبت لنا قدوة فى شهدائنا شفت أخوى الشهيد وضحكته بقى بيجيلى كل يوم فى المنام يحكى لى عن الجنة والله شوقنى لها».
وتابعت أن الشهيد كان بيقدم المساعدة لأى إنسان محتاج لما كان بيلاقى سيدة معاها أطفال صغيرين كان بيوصلها لحد بيتها ولما كانت بتدعيله كان بيرد عليها بأنه ماعملش حاجة وكان دايمًا بيقول أنا ماعملتش غير إنى طلعت حق ربنا فى العربية وكل حاجة فى الدنيا ربنا مديهالى ليه فيها حق اليوم اللى كان بياخد مرتبه فيه كان بيروح يطلع حق ربنا فيه الأول واللى بيتبقى بنعيش بيه».


وقال حمزة أحمد المنسى، نجل الشهيد: إنه فخور بوالده ويطمح أن يسير على نهجه ويبقى ضابطا فى الجيش عشان ياخد حق باباه وكل شهيد، وأنه بيكون سعيد لما بيمشى فى أى مكان وتيجى سيرة الشهيد أحمد المنسى أنا بأكون فخور وأنا فى المدرسة لما بيقولوا إن ده ابن الشهيد.
من جانبها قامت محافظة الشرقية بوضع اسم الشهيد على إحدى مدارس العاشر من رمضان، وتم إنشاء تمثال له بميدان خاص فى مدينة منيا القمح مسقط رأسة كما تم وضع اسمه على أحد الكبارى العملاقة التى تم إنشاؤها مؤخرًا.
فيما كرمه الدكتور عبدالرحيم على، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «البوابة»، وعضو مجلس النواب بوضع اسمه على إحدى القاعات بالمؤسسة تخليدًا لذكراه.