الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"ما تيجي نلونها".. مبادرة تطوعية للشباب لتجميل ميادين مصر

فريق ما تيجي نلونها
فريق ما تيجي نلونها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نفق الجيزة» يتحول لمعرض فنى تحت الأرض.. ومناشدات بتوفير الدعم والتصاريح 
تحويل ميدان المحكمة و«نفق الأوبرا» للوحة فنية.. وحلمهم الوصول إلى «الصعيد» 
جمعتهم الموهبة ووعيهم بقيمة وقدر الفن فى تغير المجتمع، فقرروا تحويل ميادين وأنفاق المشاة إلى لوحة فنية رائعة، وعكفوا على أن يعكسوا حقيقة ثقافة المصريين الراقية لكل من يتجول فيها بدءًا من حواريها وإلى ميادينها، وأن يجعلوها بالألوان ذات أجواء مبهجة ومعالم تبعث على الأمل والتفاؤل.
وتحرير الفنون الجميلة من المعارض والقاعات المغلقة والعدد المحدود إلى عامة المجتمع، من خلال إطلاق مبادرة تطوعية بعنوان «ما تيجى نلونها»، أبطالها مجموعة من الشباب والشابات من كليات مختلفة، جمعتهم موهبة فنون التشكيل والتلوين والرسم، وشهد ميدان المحكمة بمصر الجديدة أول خُطوة لتحقيق الحُلم، حيث تم الانتهاء من تشكيله ورسمه فى ٢٠١٦، ولاقى إعجاب وإشادة المارّة بعد الفارق الجمالى الكبير الذى طرأ عليه.
فى ٢٠١٨ انتقلوا إلى نفق مشاة الأوبرا وحوّلوه بموهبتهم إلى لوحة فنية مدهشة، حيث يشعر العابرون من خلاله أنهم يسبحون فى الفضاء الكونى بين الأجرام السماوية والكواكب والنجوم، من خلال فن «الجالاكسي»، وخلال الربع الأول من ٢٠١٩ طارت ريشاتهم بألوانها إلى الجيزة، بالتحديد نفق مُشاة الميدان، الذى يمر من خلاله الآلاف يوميًا.
«البوابة» فاجأتهم أثناء عملهم داخل النفق بقلمها وعدستها، للتعرف عليهم عن قرب ومشاركتهم لحظاتهم الإبداعية، ورصد دوافعهم الوطنية وخططهم المستقبلية، والوقوف على الصعاب والتحديات التى تواجههم وتعرقل مسيرتهم فى طريق الارتقاء بالمنظر الجمالى العام لمِصرنا.
وقالت زينب محمد، إن مبادرة «ما تيجى نلونها» مشروع ليس سهلا ويتطلب تمويلا ماديا، ويحتاج اهتماما من قبل الجهات الحكومية، فموافقة المحافظين ورؤساء الأحياء لن يتم البدء فى العمل بدونها، وللأسف سرعة الاستجابة تختلف من مسئول لآخر، فمثلا حى مصر الجديدة فى ٢٠١٦ أعطى تصريح موافقة فوريا لتلوين ميدان المحكمة، أما تصريح الموافقة الخاص بمحطات المترو فى ٢٠١٨، وهذا النفق الحالى، حصلنا عليها بعد سنة كاملة، وهذا يسبب بطئًا شديدًا فى زحف حملتنا، غير أن هناك مناطق أخرى مرصودة، نسعى لتلوينها من حوالى ثلاث سنوات، وفشلنا فى ذلك بسبب رفض مسئوليها مقابلتنا، وطالبت بضرورة الاهتمام بدعم الأنشطة الفنية والثقافية فى مصر.
وقال أحمد طه، كلية هندسة، إن اختيارهم لنفق مشاة الجيزة كان بواقع الصدفة عكس الأماكن السابقة له كميدان المحكمة والأوبرا، التى تم اختيارها بناء على ترتيب مسبق، حيث إنهم يركزون أولا على الأماكن الأكثر حيوية والتى يمر بها أعداد كثيرة من الناس، فخلال مرورهم بالنفق إحدى المرات، لاحظوا اتساعه الكبير واكتظاظه بالمارة واتساخ جدارياته بالأتربة، فخطرت على بالهم فكرة تجميله وتحويله لمتحف تحت الأرض، الأمر الذى دفعهم للتواصل أولا مع مسئول ورئيس المنطقة الموجود بها النفق للحصول على موافقته.
وأضاف، على هذا الأساس قررنا فى ٢٠١٦، تأسيس جمعية باسم «مبدعون»، واختيار مقر لها بالدقى، ليتم تعامل المسئولين مع الأمر بجدية، وحتى ننشر أعمالنا الثقافية والإبداعية بطريقة رسمية وغير منافية للقانون؛ وبسؤاله عن فكرة الأشكال والرسومات المُنفَّذة داخل النفق، أوضح أنهم رفضوا الرسم التقليدى والمعتاد كالبورتريه مثلا، وفضَّلوا طريقة «الحروفيات»، وهى الرسم من خلال الحروف اللُغوية، فكانت إحدى الجداريات الملونة عبارة عن رسمة لحمامة السلام مُعتمِدة فى تكوينها على الأحرف وليس الخطوط، من خلال كتابة أحرف كلمة «السلام» بكل لغات العالم، لتتخذ فى النهاية شكل حمامة بيضاء كبيرة مرسوم فى خلفيتها خريطة العالم؛ فيكون المغزى من هذا التصميم هو تمنِّى نشر السلام فى كل أرجاء العالم.
مختتما قوله: «إن عملنا يتم بشكل تطوعى كامل وبجهود أفراد الجمعية فقط، بخلاف هذه المرة داخل النفق، بادرت إحدى شركات الدهانات بتوفير الخامات المستخدمة فى التلوين، لكن أعتقد أن هذا بدوافع دعائية تصب فى مصلحة الشركة، أما الدولة فلم تبادر حتى الآن بأى نوع من أنواع الدعم، ونتمنى أن تدعمنا الدولة».
وأوضحت يارا على الدين، كلية فنون جميلة، أن فكرة الرسومات تأتى فى الغالب، بناء على طبيعة الأماكن المُختارة، فمثلا فى منطقة ميدان الأوبرا رسمنا «بورتريهات» لشخصيات فنية وأدبية مشهورة، وذلك لأن المكان يغلب عليه طابع الفن وروح الثقافة، أما فى نفق الجيزة، فقررنا مخاطبة المارة بأمثال شعبية وأقوال وحكم ورسومات بالأحرف، مؤكدة أن أى تصميم لا بد أن تسبقه جلسات عدّة، تجمع أعضاء الفريق بهدف الاتفاق عليه والموافقة به إجماعيا، ومن ثَمّ نقوم بتطبيقه أولا على برنامج «الفوتو شوب» للوصول من خلاله إلى الشكل النهائي المقبول والذى ننفذه واقعيا على الجداريات.
مشيرة إلى أن هذا العمل يتطلب منهم جهدا وعناء كبيرين، لكن استحسان المشاة والثناء على المبادرة يمثل دعما معنويا كبيرا، يُنسيهم كل المصاعب والمتاعب التى يشعرون بها، وفى نهاية كلامها فجّرت مفاجأة بكشفها عن نيّة المبادرة فى تلوين الصعيد وكافة محافظات مصر، لكن مشكلة غياب الدعم المادى تمثل عائقا أمام تحقيق هذا الإنجاز العظيم.
وكشف محمد علي، كلية شريعة وقانون، عن كيفية الانضمام إليهم لكل من يرغب فى التطوع للمبادرة، وذلك من خلال إرسال بعض الأعمال الفنية على صفحتهم الرسمية فيسبوك «مبدعون»، بعدها يتم تقييم العمل وما إذا كان مناسبًا للعمل معهم أم لا، موضحًا أن القائمين على العمل فى (نفق مشاة الجيزة) ٩ أفراد، تعرفوا على بعض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن خلال «البوابة» ناشد أعضاء المبادرة الجهات المسئولة، بتقديم كافة المساعدات والدعم لهم لإتمام المبادرة، التى من شأنها تجميل ميادين مصر، وجعلها مُشرِّفة أمام كل زائر وسائح، ولتنعكس ألوانها على وجوه شعبها الأصيل، لتزرع فيهم ثمار الفن والإبداع، وتبعث بداخلهم أملًا فى مستقبل مُشرِق وغدٍ مُبهِج.