السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجامعة تنتصر لطبيب الفقراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طالبت فى مقال الأسبوع الماضى بإنقاذ الدكتور محمد عبدالوهاب، المشرف على مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة من المتربصين به وبالمركز، وتحدثت عن بعض الإنجازات التى حققها المركز والتى لم ترقَ للمتاجرين بأكباد الفقراء، وعن حرص الرجل للقضاء على قوائم الانتظار التى دعا إليها الرئيس السيسى فى إطار حملته الأهم للقضاء على فيروس (سى)، وقارنت بين الأجر الذى يتقاضاه عبدالوهاب وهو ألف جنيه عن كل جراحة لزراعة كبد والأجر الذى يتقاضاه أى جراح فى مستشفى خاصة عن نفس الجراحة والذى يبلغ مئات الآلاف، وفى اليوم التالى لنشر المقال تلقت جربدة «البوابة» عدة اتصالات حملت وعودًا بحل المشاكل التى تعوق عمل الدكتور عبدالوهاب وفريق عمله الذى أجرى سبعمائة زراعة كبد تبوأ بها المركز المرتبة الأولى عربيًا والرابعة عالميًا.
العاملون فى المركز أكدوا أن جلسة جمعت الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس جامعة المنصورة، والدكتور محمد عبدالوهاب، وعد فيها الأول بحل جميع المشاكل التى دفعت الأخير لتقديم استقالته، وأكد عبدالباسط حرصه على استمرار وجود عبدالوهاب مشرفًا على برنامج الزراعة لتتوالى النجاحات التى تحققت وجعلت من مركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة واحدًا من أهم المراكز العالمية، وهو ما دفع عبدالوهاب للعدول عن الاستقالة والاستمرار فى العمل مع فريقه.
واقعة الدكتور محمد عبدالوهاب ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فلكل نجاح أعداء، خاصة إذا كان هذا النجاح يؤثر سلبًا على العائد المادى للمتاجرين بأوجاع الفقراء، لِمَ لا؟ وقد صار مركز الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة مقصدًا للموجوعين بالفقر والمرض من كل محافظات مصر، وصار مركز زراعة الكبد قبلة للمصريين والعرب، وزادت نسبة شفاء المرضى بعد الجراحة من ستة وثمانين فى المئة عام ٢٠٠٤ إلى ستة وتسعين فى المئة العام الماضي، والذى يقلب فى صفحات من زرعت لهم أكباد يجد من بينهم فتيات تزوجن وأنجبن بعد الجراحة، وعرب من سوريا وفلسطين وليبيا واليمن أجريت لهم الجراحة وقد تم التعامل معهم ماديًا مثل المصريين، حيث كان قرار الدكتور محمد القناوى الرئيس السابق للجامعة بضرورة التعامل مع الأشقاء العرب فى الدول التى تعانى من الإرهاب بنفس الطريقة التى يتم التعامل بها مع المصريين.
أما الدكتور محمد عبدالوهاب والذى لقبه آلاف المرضى بطبيب الفقراء فقد تحمل ومعه فريق زراعة الكبد الكثير ليضع المركز فى مصاف مراكز زراعة الكبد العالمية، وجاب بأبحاثه دول العالم، وألقى محاضراته فى كبرى الجامعات، واستقطب إلى مصر أشهر جراحى الجهاز الهضمى فى العالم، من خلال مؤتمر سنوى يمتزج فيه الطب بالسياحة بالسياسة، حيث يقدم الرجل لضيوفه وجبة متكاملة عن مصر التى يسمع العلماء عن تاريخها وحضارتها ولم يسبق لهم زيارتها.
شكرًا للدكتور أشرف عبدالباسط على سرعة استجابته لما تضمنه مقالنا فى الأسبوع الماضي، وشكرًا للدكتور محمد عبدالوهاب على مواصلته العطاء حتى لو كره المتربصون.