الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"فوالة العيد" لاستقبال المهنئين في الإمارات.. والكليجة والمعمول أبرز مظاهر الاحتفال في السعودية.. الإفطار على "الباجيلا" و"النخى" في الكويت.. والأسرة تجتمع في "بيت العود" بالبحرين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتشابه عادات وتقاليد استقبال عيد الفطر المبارك فى دول الخليج، ويحرص الخليجيون على الاحتفاء بعيد الفطر بتقاليد تراثية أصيلة، على وقع رائحة البخور والحناء، مع الحرص على زيارات الأقارب وصلة الأرحام.


الإمارات:
تحتفل الإمارات بعيد الفطر المبارك بطقوس ذات نكهة خاصة يتميز بها الشعب الإماراتي، بما يملكه من تعدد وتنوع ثقافى، إلا أن هذا التنوع بزخمه يجد له روابط وثيقة مع باقى الشعوب العربية والإسلامية، وتعم فرحة العيد الأرجاء وتتجلى من خلال ابتسامات الأطفال وتبادل التهانى والزيارات.
وتتشابه صور ومظاهر الاحتفاء بعيد الفطر المبارك فى مختلف مناطق الإمارات، فالعادات والتقاليد متقاربة فيما بينها وأبرزها صلاة العيد وزيارة الأقارب والأصدقاء فى مجموعات والتجمع لتناول الطعام التقليدى مثل «الهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط» وغيرها من مظاهر الفرح كأداء الفنون التقليدية وترديد الأهازيج الشعبية فى جو تسوده المودة والرحمة والسعادة.
وتبدأ مظاهر الاحتفال بالعيد فى الإمارات قبل أيام منه، وذلك بالاستعداد فى أواخر أيام رمضان بشراء الملابس الجديدة وتحضير الأكلات الشعبية والحلويات الخاصة بالعيد، ناهيك عن تنظيف البيوت والمساجد والشوارع وتزيينها بالأعلام واللوحات الضوئية، وترتبط طقوس الاحتفال بعدد من العادات والتقاليد والموروثات الشعبية التى تحافظ عليها العوائل والأسر، ومن أهم المظاهر بعد صلاة العيد تلك المجالس العامة والمنازل التى تجمع أفراد كل منطقة لتبادل التهانى وتناول وجبات العيد المتنوعة، وتسمى هذه التجمعات بـ"فوالة العيد".
وتعتبر وجبة الهريس واحدة من أشهر الوجبات الشعبية المعروفة فى الإمارات، ومثلها أيضا وجبات العريس والخبيص والأرز مع اللحم، وإضافة إليها فإن مائدة العيد الإماراتية لا تخلو من الحلويات والقهوة العربية.
وتتميز الفترة المسائية فى يوم العيد وتحديدًا بعد العصر بالفرح والمرح الذى تطلقه فرق الفنون الشعبية برقصاتها وأهازيجها فى الساحات والميادين العامة، ومن الأهازيج التى تغنى فى هذه المناسبة العيالة والحربية، وتعتبر الإمارات وجهة سياحية مميزة خلال أيام العيد، حيث تستقبل دبى الضيوف والزوار باحتفاليات وفعاليات ممتعة فى إطار مهرجان «العيد فى دبي»، إضافة إلى العديد من المقومات السياحية التى لا تتوقف عن استقبال الزوار بمناسبة عطلة العيد مثل الحدائق والمتاحف والحصون والقلاع فى العين وأبوظبى والفجيرة ورأس الخيمة.

السعودية
تتقارب مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك بين المناطق السعودية المختلفة، ولكن المدن تظهر تلك المناسبة فى حلة من الفرح تنتهجها فى كل عام، من خلال طقوس احتفالية وبرامج لفعاليات متنوعة. وتبدأ مظاهر العيد فى السعودية قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد فى بعض المناطق، مثل «الكليجة»، والمعمول.
ومع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التى تجمع الناس فى أحيائهم الخاصة، ويقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض فى المسجد، وتقديم التهانى الخاصة، مثل: (كل عام وأنتم بخير)، و(عساكم من عُوَّاده)، و(تقبل الله طاعتكم)، وغيرها. ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعدادًا للزيارات العائلية، واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب. وتنتشر عادة فى الكثير من الأسر السعودية بالاجتماعات الخاصة فى الاستراحات التى تقع فى المدينة أو فى أطرافها، حيث يتم استئجار «استراحة» يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتى تضم الجد والأولاد والأحفاد، حيث تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسَّعة.
وبعد أداء صلاة العيد والمرور على منازل الحى لتهنئتها، يتحول الجميع إلى زيارة الأقارب فى الأماكن البعيدة والنزهات فى الطبيعة الجميلة مع المحافظة على محور أساسى فى العيد والذى يتمثل فى الكرم والضيافة وإحياء تراث الوجبات الشعبية التى توصف بكونها حلاوة العيد. وتتنوع المأكولات الشعبية والتقليدية فى عيد الفطر من منطقة إلى أخرى، ففى المنطقة الجنوبية تقدم للضيوف العريكة والعصيدة والمبثوث، إضافة إلى القهوة والشاي؛ وفى منطقة مكة تقدم أطباق الحلوى مثل الكنافة والبسبوسة واللقيمات والطرمبة والزلابية، وفى منطقة الرياض هناك أطباق شعبية مثل الحنينى والمطازيز والمرقوق والجريش. أما فى المنطقة الشرقية فتحرص النساء على تقديم وجبات الأرز مع اللحم طيلة الأيام الثلاثة للعيد.
من أبرز ما يُميِّز العيد فى السعودية هو تقديم الهدايا أو النقود للأطفال، سواءً كانوا من المُقربين أو غيرهم وتُسمى بـ«العيدية»، فعلى أرصفة الطرقات وعند إشارات المرور وفى المساجد ترى اللطف والكرم الأصيل، كما تقوم بعض العائلات بشراء كميات من الأرز أو المواد الغذائيَّة وتركها عند أبواب الأشخاص الأقل حظًا أو المتعففين عن السؤال، وفى بعض العائلات السعوديَّة يتم وضع سجادة ضخمة فى أحد ممرَّات الأحياء فى أول يوم من العيد وتشترك الأُسر بإعداد الأطعمة التى يتشارك فى تناولها أهل الحي.

الكويت
للعيد فى الكويت مذاق خاص ورونق مميز، فهو يلمّ شمل الأهل والأحباب ويبعث الفرحة والسعادة بين الصغار والكبار، ويرسل الحب والوئام ويزيل الحزن والخصام. ويلتئم شمل الأسر فى دولة الكويت احتفالا بعيد الفطر السعيد، عبر تواصل الزيارات العائلية وتبادل التهانى وتوزيع العيدية على الأطفال واجتماع الأهالى مع بعضهم، فى أجواء من الفرح والابتهاج، كما تتزين الأسواق والمجمعات وتزدحم المجمعات والمتنزهات والأماكن الترفيهية والشواطئ بالأسر، وتبرز فرحة الأطفال بهذه المناسبة عبر ارتدائهم الملابس الجديدة وتمتعهم بالألعاب المختلفة.
ومن الصباح، يقوم الكبار والصغار باكرا لأداء صلاة العيد، مهللين مكبرين وحامدين الله على ما خصهم به من جزيل النعم، وقد لبسوا أفخر ملابسهم وتجملوا بما عندهم من زينة، وبعد الصلاة تبدأ مراسيم وعادات ومظاهر العيد فى الكويت.
ويتبادل الكويتيون الزيارات بينهم للتهنئة، ويزور أهالى جبلة إخوانهم أهالى شرق وأهل الوسط، وكذلك هو الحال فى قرى القصور وقرية الجهراء، فى تلاحم يدل على مدى رقى ومحبة أهل الكويت لبعضهم قديما، وتقدم خلال الزيارات القهوة والشاي، ويقدم ماء الورد والعود، حيث يهنئ الأهالى بعضهم البعض، ويقول المهنئ لأخيه «عيدك مبارك» فيرد عليه بقوله «أعاده الله علينا بخير وعليكم بخير وعافية».
وفى عيد الفطر، يفطر جميع أفراد الأسرة على حبات قليلة من التمر، ثم يذهبون إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وبعد الصلاة يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى ويسمعها من فى الداخل ويتباهون بملابسهم الجديدة وكل منهم ينظر إلى ملابس الآخر والبعض يتفاخر بأن ملابسه أحسن من غيره.
وبالنسبة للطعام، يهتم الكويتيون اهتمامًا خاصًا بالطعام خلال فترة العيد سواء الفطر أو الأضحى فمنهم من يخصه لعائلته وأقاربه، ومنهم من يفتح أبوابه للفقراء من أهل الخير وهم كثر فى الكويت، وهى عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الكويت قديمًا. وبعد الصلاة يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى فى البيت للإفطار، والذى يتكون من أصناف عدة تشتهيها النفس مثل الكيك والفول المطبوخ (الباجيلا)، والحمص المطبوخ (النخي)، وخبز الرقاق، وبعض الحلويات الشعبية، كالدرابيل ويتبادلون الأحاديث الطريفة بينهم.
وفى العادة يكون غداء عيد الفطر باكرًا، ويكون فى الغالب سمكًا «محمرًا»، وفى عيد الأضحى يكون من لحم الأضاحي، ولا تزال عادة الغداء والمحمر موجودة عند بعض العوائل فى الوقت الحالي، بعدها يتم تبادل الزيارات، وبالنسبة للنساء يذهبن لتبادل الزيارات وتقديم التهانى للأقارب والجيران. وتقام حفلات العرضة كل نهار، ويرقص الرجال بالبنادق والسيوف وينشدون الأناشيد الحماسية.

البحرين
عيد الفطر هو فرصة سخية للتواصل الاجتماعى بين البحرينيين، فهم يحرصون على تبادل الزيارات واستقبال الأهل والأقارب والجيران وتقديم التهانى لهم وعلى التقارب بين الجميع. ويتجمع البحرينيون يوم العيد منذ الصباح لأداء صلاة العيد، وبعدها يقومون بالتصافح والتزاور بين بعضهم بعضا، وسط مظاهر الفرحة والبهجة التى تعم كل مكان، حيث يتلون العيد فى المملكة بمظاهر جذابة ترتبط بقيم أصالة الماضى وتراثه العريق التى تنغرس فى عمق المواطن البحريني، ووسط فرحة الأطفال الذين يمرحون ويلهون مع أقرانهم فى الحدائق وفى المجمعات بملابسهم الجديدة تغمرهم الفرحة والسعادة.
ويكون الاحتفال بالعيد عادة مسبوقًا بالتجهيز له قبل انقضاء رمضان بعدة أيام سواء بتجهيز المنازل لاستقبال الضيوف أو توفير العيدية للصغار وشراء الملابس الجديدة. وغالبًا ما يخصص اليوم الأول من عيد الفطر لزيارة الأقارب وتناول وجبة الغداء فى «البيت العود»، وهو بيت الجد أو الأب إذ يجتمع جميع أفراد العائلة فى منزل كبير العائلة لهذا الغرض، فيما تقسم باقى أيام العيد لزيارة الأصدقاء وأصطحاب الأطفال إلى المتنزهات وصالات اللعب.
ومن العادات التراثية التى ما زالت تمارس فى البعض من قرى البحرين تجمعهم بعد صلاة العيد وزيارة جميع المنازل بشكل جماعي، فيما يقوم أصحاب المنازل بتقديم المأكولات والعصائر أو ما يسمى فى البحرين بـ«القدوع» للزائرين، كما يتم تنظيم العديد من الاحتفالات والمهرجانات فى المناطق المختلفة من البحرين.
وهناك مجموعة من العادات المتبعة فى كيفية الاحتفال بعيد الفطر المبارك حيث يتبادل البحرينيون الزيارات فيما بينهم للتهنئة ويتم تقديم ماء الورد والعود، وتحضر الأسر البحرينية للعيد بشراء الملابس الجديدة والعطور والحلى والمأكولات التى يتميز بها الشعب البحريني. ولم تختلف العادات كثيرًا بين الماضى والحاضر، فهناك مظاهر وعادات قديمة فى هذا اليوم السعيد بمملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجى ما زال الكثير منها مستمرًا حتى وقتنا هذا، ومن هذه العادات تعطيل الأعمال، حيث كان الخليجيون يعطلون أشغالهم لمدة أسبوع كامل ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة. وترتيب البيت حتى يكون لائقًا بهذه المناسبة وإحضار الملابس الجديدة حيث تخاط للكبار وللصغار، وتجهيز الحلويات وعرضة العيد حيث تقام حفلات العرضة كامل النهار، ويقوم الرجال بالرقص فى العرضة بالبنادق والسيوف وينشدون الأناشيد الحماسية. وكل هذه المظاهر لأجل إدخال البهجة والفرحة فى هذا اليوم.

سلطنة عُمان
تتميز سلطنة عمان بعدد من الطقوس والعادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، وتبرز أولى هذه المظاهر فى «التهلولة»، والتى تبدأ فى ليلة العيد بعد رؤية هلال عيد الفطر، وهى التهليل والتسبيح الذى يصدح به الرجال، أما النساء فيواصلن ما تبقى من تحضيرات للعيد، ولا يفوتن وضع الحناء لهن وللأطفال فى اليدين والرجلين.
وفى صباح العيد وبعد الصلاة، يتوجه العمانيون إلى بيوتهم لتناول الإفطار مع العائلة، ويكون عبارة عن تمر وشاى وحلويات تقليدية عمانية وخليجية مثل الطرشة والهريس والثريد، بينما تتكون وجبة الغداء فى العادة من طبق العرسية، ولكن العمانيين يفضلون الحفاظ على تقاليدهم وتراثهم العريق وإظهاره بشكل أكبر فى عيد الفطر، ومن بين ذلك ارتداء الملابس التقليدية مثل الدشداشة والمصر والخنجر العمانى والعصى والبنادق بالنسبة للرجال. وترتدى النساء كذلك الحلى والمجوهرات والأزياء التقليدية المتنوعة بحسب المناطق.

تقديم الهدايا للأطفال أبرز مظاهر العيد
صلاة العيد فى الخليج
أبرز ما يُميِّز العيد فى السعودية هو تقديم الهدايا أو النقود للأطفال، سواءً كانوا من المُقربين أو غيرهم وتُسمى بـ«العيدية»، فعلى أرصفة الطرقات وعند إشارات المرور وفى المساجد ترى اللطف والكرم الأصيل.