الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| "ما رآه سامي يعقوب".. مُعالجة لانكسار الأمل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة.
تحمل رواية «ما رآه سامى يعقوب» رؤية جديدة فى معالجة انكسار الأمل، فما بين الجهر بالشعور بالتغيير والفرح بالضجة المصاحبة له، والخوف عند اكتشاف أن القهر هو سلسلة متوارثة، ولعل يجلس القارئ فى كابوس لا ينتهى صنعه الكاتب عزت القمحاوى فى أحدث رواياته.
تدور الرواية حول حياة شاب يدعى «سامى» يعيش فى شقة بجاردن سيتى ورثها عن عائلته، بعدما هاجرت أمه الألمانية وشقيقه عقب وفاة الأب ضحية عملية تعذيب تعرض لها؛ وخلال وجوده منفردا يكتسب عادات جديدة أهمها تصوير القطط داخل شقته وفى الشرفات، وشرفات الجيران وتصبح هذه هى الهواية الوحيدة التى يقضى معها ساعات داخل يومه الذى يتغير حين يقرر تغيير ديكور بيته والتخلص من الديكورات القديمة التى ورثها عن الأب المناضل السياسى، الذى مات لأنه نجح فى الحصول على حكم قضائى لإحياء ذكرى والده سالم يعقوب فى ميدان التحرير، الذى يتحول مع حدوث ثورة يناير ٢٠١١ لنقطة محورية فى حياة المصريين، ما يجعل شقيقه المغترب متحمسا للعودة لمصر ومعايشة تجربة الثورة مع شقيقه وتتيح الثورة بأحداثها مساحة للتقارب مجددا بين الشقيقين كانا قد فقداها نتيجة هجرة أحدهما مع الأم وإصرار الآخر على البقاء فى مصر.
وفى غمرة الانتشاء بالثورة وأحداثها يفقد الشقيق المهاجر حياته من بين شهداء واقعة الجمل، وبسبب هذا الفقد، يفقد الأمل فى حياة آمنة مما يجعله ينغلق على عالمه من جديد، لكن خلال تجارب اكتشاف الحياة الجديدة يلتقى مع فريدة الأرملة التى فقدت زوجها؛ وبينما يعيش سامى وحيدا، تحاط فريدة محاطة مجموعة من صديقات الطفولة اللائى باعدت بينهن الأيام فى الظروف والموقف من الحياة، وتتناول الرواية حياة كل منهن على اختلافها واختلاف علاقاتهم وأساليبهم المختلفة، ويتناول القمحاوى قصص الحب والصداقة والانكسار والهزيمة فى أطر اجتماعية مختلفة؛ لكن تأتى الرياح بخلاف الاطمئنان فى يوم يستعد فيه سامى لزيارة فريدة فى منزلها بينما تطلب منه الانتظار حتى مجىء صديقتها لها لأخذ طفلها إلى نزهة، فيضطر لقضاء وقت انتظاره فى الشارع والتقاط صور للقطط الضالة بكاميرا التليفون المحمول، ما يضعه فى موقف خطر مع شخصية مهمة.