الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رغم تحديات الفقر المائي.. غرق محاصيل "المانجو والقمح" بأسيوط "إهمال مستمر".. وخبراء: ترشيد استهلاك المياه ضرورة ملحة.. ويجب محاسبة المسئولين عن هدر ثروات مصر المائية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم بعد يوم تتزايد احتياجات مصر المائية بشكل مستمر الأمر الذي يحملنا جميعا المسئولية في الحفاظ على كل قطرة ماء، وفي الوقت الذي تقلل فيه وزارة الزراعة من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، يظهر لنا وجه جديد من أوجه الإهمال تمثل في غرق محاصيل بالكامل في صعيد مصر، الأمر الذي يدفعنا لضرورة العمل على تطبيق فعلي لخطط وطنية لترشيد استهلاك المياه.



هنا في محافظة أسيوط بصعيد مصر غرقت المحاصيل في منطقة منشية همام بمركز البداري بسبب فيضان زائد، وعلى الرغم من العديد من الشكاوى من قبل المزارعين، إلا أن هذا لم يحرك ساكنا لدى المسؤولين ليتركوا مئات المزارعين يواجهون خسائر كبيرة، وتستمر حالة من الفوضى والإهمال التي تؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من المياه في الوقت الذي تحتاج فيه مصر لكل قطرة، وتزايدت احتياجات البلاد من المياه بصورة كبيرة نتيجة لزيادة عدد السُكان وبالتوازي تراجع نصيب الفرد من المياه، ففي الـ٢٠٠ عام الماضية، بلغ نصيب الفرد من المياه حوالى ٦٠٠ متر مُكعب في السنة بدلًا من ٢٠ ألف متر مُكعب، ما يجعل مصر واحدة من الدول محدودة الموارد المائية، كون حد الفقر المائي يبلغ حوالى ١٠٠٠ متر مُكعب للفرد في السنة.
أبرز هذة المحاصيل تتمثل فى القمح والمانجو وبعض أشجار الرمان والبرسيم وبعض زراعات الخضر فضلًا عن المنازل. 

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد فوزى دياب، خبير استراتيجية المياه بالأمم المتحدة، أن ترشيد استهلاك المياه في منصر أصبح ضرورة ملحة في ظل العجز المائي الكبير الذي تزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشددا على ضرورة العمل على تقليل إهدار المياه كأساس لأي خطط إصلاحية تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه.
ولفت خبير المياه الدولي إن مصر من أكثر دول العالم في إهدار المياه حيث يبلغ إهدار المياه يكون في الشبكات فقط ما بين 30 إلى 40% من إجمالي الكمية المهدرة من المياه سنويا، ذلك بالإضافة إلى الطرق التقليدية في إهدار المياه مثل رش الشوارع وغيرها من الأشكال التي يجب أن تتوقف في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر في الآونة الأخيرة.
وأوضح فوزي أن وزارة الزراعي وباقي وزارات الحكومة يجب أن تعمل على دعم أية مبادرات تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه، كما يجب أن تتوقف كافة أشكال إهدار المياه، مشيرا إلى أن وأشار أن 40 % من المياه تفقد في الشبكات، ففي حالة مصر لديها 11 مليار متر مكعب من المياه يفقد منها حوالي 4 مليارات في الشبكات، ونتيجة سوء الاستخدام نفقد 40% ومن هنا فإن توفير أية كمية من هذه المياه المهدرة سيعود بالنفع على وطننا الحبيب. 
أما نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، فيقول أن ترشيد استهلاك المياه ضرورة لم يعد خيارا لدى مضر بل أصبح مطلب وضرورة يجب على الجميع أن يسعى إلى تحقيقها سواء بمنع الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه أو منع كافة أشكال إهدار المياه.

وأضاف أبو صدام أن الأزمة الاخيرة التي عانى منها الفلاحين في منطقة حوض الجزيرة منشية همام مركز البداري بمحافظة أسيوط تعد أحد أوقع الأشكال على الإهمال وإهدار المياه وتعبر عن خلل جسيم في منظومة الري في مصر، داعيا المسؤولين إلى ضرورة التكاتف مع الفلاحين في هذه المنطقة لوقف إهدار المياه، ووقف أزمة غرق المحاصيل التي كبدت المزارعين خسائر فادحة. 
وتابع: "مصر على حافة الفقر المائي ومن هذا المنطلق يجب محاسبة المسئول عن إهدار هذه المياه وتعويض المتضررين من غرق المحاصيل في أسيوط لتكون إجراءات مماثلة لما اتخذته الدولة من إجراءات قاسية وغرامات لزراعات الأرز المخالفة بحجة توفير المياه، لذا يجب محاسبة من يتسبب في عطش بعض المزارعين وغرق البعض الآخر، على حد تعبيره.