الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النخبة والمرحلة الساداتية 18

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد صدر قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977، وجاء فيه المادة 30 التي نصت على استمرار المنابر الثلاثة الموجودة «اليمين واليسار والوسط»، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية وتمارس نشاطها السياسى كأحزاب طبقًا لأحكام هذا القانون، على أن تستكمل الأوراق الخاصة بالإشهار خلال ثلاثين يومًا من صدور القانون، وحصل كل حزب على أحد مقار الاتحاد الاشتراكى كمقر رئيسى للحزب، هنا اتضح ومنذ البداية، أن هذه التجربة الحزبية مصنعة بهدف الاتساق مع النظام الاقتصادى الذى بدأ مع الانفتاح الاقتصادى الذى رافقه تلك العلاقة المصرية الأمريكية بديلًا عن السوفيتية، ولكى يقال إن هناك تعددية حزبية ورأى آخر مقابل للتنظيم السياسى الواحد.
فكان حزب «مصر الاشتراكي»، ممثل الوسط الذى ترأسه رئيس الوزراء فى وقتها، حزب الأغلبية الذى أصبح بديلا للاتحاد الاشتراكى، وأخذ يمارس نفس الأسلوب والممارسات المؤيدة للسلطة على طول الخط، أما حزب «الأحرار» ممثل اليمين، فكان يتضح من أدائه أنه يؤدى دور المعارضة المصنعة لصالح الحزب الحاكم والسلطة دون الخوض فى قضايا تحمل اختلافات جذرية، أما حزب «التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى»، ممثل اليسار، كان بتركيبته الحزبية التى جمعت كل القوى اليسارية بكل صنوفها، خاصة كوادر اليسار الحقيقى من الاتحاد الاشتراكى ومنظمة الشباب الاشتراكى والتنظيم الطليعي، قد اتخذ دورًا معارضًا حقيقيًا للنظام، خاصةً دور جريدة «الأهالى» التى تُصادر بشكل دوري، حيث إن السادات فوجئ بأن التجمع قد خرج عن التمثيلية الحزبية إلى حزب معارض حقيقى، مما جعله يقوم بمهاجمته فى خطبه العامة ونعته بأنه حزب شيوعى يجمع الشيوعيين كنوع من تشويه الحزب ورئيسه «خالد محيى الدين» الذى كان من الضباط الأحرار ولم يكن بينه وبين السادات أى توافق سياسى منذ البداية، فكانت هناك تباينات بين رؤية وبرنامج حزب التجمع وممارسات وقرارات السادات السياسية والاقتصادية، التى ظهرت جليًا على المستوى السياسى، من خلال وضع كل الأوراق فى السلة الأمريكية، والاقتصادية من خلال نظام الانفتاح الاستهلاكى الذى قلب الخريطة الاجتماعية رأسًا على عقب.
وجاءت أحداث 18، 19 يناير 1977، لتكون القشة التى قصمت ظهر البعير فى العلاقة بين السادات وحزب التجمع، حيث اتهم السادات حزب التجمع واليسار بالتخريب، فقام موسى صبرى بتبنى حملة فى الأخبار ضد الحزب، مما أحدث حالة فوضى تبعها نشر أسماء المستقيلين من الحزب، ولما كان السادات عازمًا على زيارة إسرائيل وحتى يعطى تجربته بريقًا يساعده فيما يريد، ساهم فى إعلان حزب العمل الاشتراكى بزعامة إبراهيم شكرى بعد تجميع العدد المطلوب من أعضاء مجلس الشعب لتأسيس الحزب حسب القانون فى وقتها، ثم أعلن تأسيس الحزب الوطنى الذى ترأسه السادات بنفسه، مما جعل الجميع يهرول لهذا الحزب الوطني... نستكمل فى المقال المقبل.