الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

متصوفة عاشقون| عبدالله بن الأستاذ.. رأيتك قمرا وشمسا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتلمذ الشيخ أبومحمد عبدالله بن الأستاذ المورورى على يد أبى مدين التلمسانى قطب الأولياء فى المغرب العربي، عُرِفَ بحبه لمقام البسط، وكان أصحابه يحبون مقام القبض، فقالوا له: لو انقبضت يا شيخ بدلا من هذا البسط الذى أنت فيه. فقال لهم: وما هو البسط؟ قالوا: رحمة من الله. قال: وما القبض؟ قالوا: عذاب من الله. فرفع يديه إلى السماء ضارعًا: اللهم لا تنقلى من رحمتك إلى عذابك. فخجلوا وانصرف عنهم.
ولمّا انزعج الشيخ أبو مدين التلمسانى من تكرار دعوته الناس للصلاح والاقتداء بالزاهدين والابتعاد عن حب الدنيا، لكن الناس كانوا يصدون عنه، ولا يستجيبون له، فقرر أن يصعد إلى مغارة فى الجبل يعتكف بها حتى الموت، مبتعدا عن الناس وعن شرورهم وأفعالهم ومعانداتهم، فعرض الأمر على ابن الأستاذ قائلا: لقد اصطفيتك، وأحببت أن تبقى معى فى مغارتي، فأعجب عبدالله ذلك، وتجهزا وصعدا إلى الجبل، وفى الليلة الأولى رأى المورورى رؤية، فلما استيقظ أقبل على الشيخ التلمسانى يقص رؤيته، قائلا: رأيتك يا شيخ إذا تكلمت على الناس صرت شمسًا، وإذا صمت صرت قمرا. فقال التلمساني: الحمد لله، وأنا أحب أن أكون شمسًا لأنها تنفى كل ظلمة وتكشف كل كربة. فكانت الرؤية إرشاد ربانى أن يعود أبو مدين لمخالطة الناس، وأن يتابع دعوته الناس لصلاح ومداواة النفوس.
تميز حال المورورى بتوارد الخواطر مع الزاهدين والمتصوفة، حتى أن شيخه التلمسانى بعثه برسالة إلى الشيخ عبدالله الغزال بالمرية، فلما وصل أنكروه تلامذة الغزال ولم يعرفوه، ومنعوه من الوصول إلى الشيخ قائلين: الشيخ نائم. لكنهم تفاجأوا بخروج الغزال من غرفته يمسح النوم عن عينيه يسألهم: أين هذا الذى جاء؟ فسلم عليه وأكرم نزله.
وتناول الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، ما يزيد على ثلاثين شخصية زاهدة ومتصوفة، قابلهم فى رحلاته بالأندلس والمغرب العربي، وقد عرض لهذه الأسماء المجهولة فى رسالته المعروفة باسم «الروح القدس»، التى كتبها أثناء إقامته فى مكة المكرمة سنة ٦٠٠ هـ، وأرسلها إلى صديقه التونسى محمد بن عبدالعزيز المهدوي، فهو يجد الراحة فى ذكرهم وتسلية عن فقدهم وتحريض النفس على الاقتداء بهم والتأسى بأحوالهم.