الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان: السلام ينبعث من مغفرة المسيح على الصليب

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
واستهل البابا تعليمه الأسبوعي بالقول: ها نحن قد وصلنا أخيرًا إلى الطلب السابع من "صلاة الأبانا": "بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير" (متى ٦، ١٣). بهذه العبارة، لا يطلب الشخص الذي يصلّي ألا يُترك عند التجربة وحسب وإنما يتوسّل أيضًا بأن يُنجّى من الشرير. إن الفعل اليوناني الأصلي قوي جدًّا لأنّه يذكِّر بحضور الشرّير الذي يميل نحو الإمساك بنا ونهشنا (راجع ١ بطرس ٥، ٨) والذي نطلب من الله أن يحرّرنا منه. يقول لنا بطرس الرسول أيضًا إنّ إبليس كالأسد الزائر يدور حولنا ليلتهمنا ونحن نطلب من الله أن يحرّرنا منه.
تابع الأب يقول بهذا التوسُّل المزدوج: "لا تتركنا" و"نجِّنا" تظهر ميزة جوهريّة للصلاة المسيحيّة. يعلّم يسوع أصدقاءه أن يضعوا التوسُّل إلى الآب قبل كلِّ شيء، حتى وبشكل خاص في الأوقات التي نشعر فيها بحضور الشرّير المُهدِّد. إنَّ الصلاة المسيحيّة في الواقع لا تُغلق عيونها عن الحياة. إنها صلاة بنويّة ولكنّها ليست صلاة صبيانيّة. ليست صلاة مفتونة بأبوّة الله لدرجة أن تنسى أنَّ مسيرة الإنسان مليئة بالصعوبات. لولا وجود الجمل الأخيرة من "صلاة الأبانا" كيف كان سيصلّي الخطأة والمُضطَهدون واليائسون والمشرفون على الموت؟ إن الطلب الأخير هو الطلب الذي نرفعه دائمًا عندما نكون في أوضاع مشابهة.
وأضاف يقول هناك شرٌّ في حياتنا وهو حضور أكيد. وكُتُب التاريخ هي البيان المأساوي لِكَم هي غالبًا حياتنا في هذا العالم مغامرة فاشلة. هناك شرٌّ سرّيّ، ليس بالتأكيد من عمل الله، ولكنّه يدخل بصمت بين طيات التاريخ؛ ويحمل كالحيّة السمَّ بصمت ويبدو في لحظة ما أنّه يسيطر: وفي بعض الأيام يبدو حضوره حتى أكثر وضوحًا من حضور رحمة الله.
وتابع البابا فرنسيس يقول إنَّ الشخص المُصلّي ليس أعمى ويرى بوضوح أمام عينيه هذا الشرّ الكبير والذي يتناقض مع سرِّ الله. يلمحه في الطبيعة والتاريخ وحتى في قلبه، لأنّه لا يوجد أحد بيننا يمكنه أن يقول إنّه مُستثنىً من الشر أو أنّه لا يتعرض لتجربته. جميعنا نعرف ما هو الشرّ؛ وجميعنا نعرف ما هي التجربة وجميعنا قد اختبرنا تجربة الخطيئة. لكنَّ المجرّب هو الذي يحرّكنا ويدفعنا إلى الشرِّ قائلاً: "إفعل كذا، وفكّر بكذا واذهب في تلك الدرب". إن الصرخة الأخيرة لـ "صلاة الأبانا" ترتفع ضدّ هذا الشرّ المنتشر، والذي يغطّي خبرات مختلفة: أحزان الإنسان، ألم البريء، العبوديّة واستغلال الآخرين وبكاء الأطفال الأبرياء. جميع هذه الأحداث تحتجُّ في قلب الإنسان وتصبح صوتًا في آخر كلمة من صلاة يسوع.