الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

على باب الله..عم حسن: وماذا سيفعل "تروسيكل" بـ3 عجلات أمام سنوات ترمح كجواد!

عم حسن
عم حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عم حسن حاول أن يُعطى للدنيا «أمبليه» أخذا بنصيحة «سعيد الهوا»، لكنها لم تستجب له، إذ خرج من «شكمانها» هم بات لا يتحمله «التروسيكل» الذى اشتراه بالتقسيط ليسابق به الأيام، وماذا يفعل «تروسيكل» بثلاث عجلات أمام سنوات ترمح كجواد طار عنه اللجام؟! لكن هى محاولة كمثل ما سبقها من محاولات، ومحاولات الفقراء دائما كالجرى فى المكان.
كان الرجل «صنايعى محارة» قبل أن ترتعش يداه ولم تعد قادرة على التحكم فى المسطرين، أدرك حينها الرجل أن ما تبقى فى الصفحة فقط سطران وعليه أن يكتب فيهما غير ما كتب فى كل ما مر من سنين، وكما كان يستخدم البروة فى فرد «المونة»، بات يفرد همومه ويوزعها على الأيام فـ«الطرطشة» بالكلام ومجابهة الحياة بالقوة لم يعد يجد، لا بد من محايلتها والتغلب عليها، فـلم يبق فى «تنك» العمر ولا التروسيكل سوى «الاحتياطي».
كبر العيال، لكن اعتقادًا كان خاطئًا زرعه بعض السابقين فى زمن غير هذا بأن الهم سيصغر ثم يتلاشى، لكن تفاجأ جيل عم «حسن» بأن العيال تكبر والهم يكبر.. والعيال تشيخ والهم لا يشيخ ولا يضعف يظل جاثما بقبضتى يديه على الصدور.
لم يجد عم حسن سبيلا ليُنفق به على زوجته وابنه الذى ما زال يدرس فى الجامعة سوى أن يشترى «تروسيكلًا» ليعمل عليه، فبعد أن زوج ٣ بنات وولدين، لم يفض من جنيهم شيئا له، فالبكاد ما يأت يكفى الملابس والزاد، والأب مطالب بأن يعطى حتى الممات، فإن لم يعط لأولاده لن يستطيع منع ما فى يده عن الأحفاد.
يوم عم حسن يبدأ من بعد صلاة الفجر، وخط سيره غير مقيد بما كان، هو اختار لنفسه أن يسير على باب الله ورزقه سينادى عليه: «فاضى يا أسطى».. «ثلاجة من هنا.. على قطعة أثاث من هناك.. على بعض الفاكهة والخضار، على نقلة بنى آدمين ولا مانع أن ينقل حمارا ما دام لا يرفث وصاحبه سيكنس روثه»، حكايات يومية تفاصيلها كثيرة يمر بها «عم حسن» تنتهى أمام مسدس «البنزينة» وهو يحسب كم لترا حرقه فى اليوم، ويخرج بعض الجنيهات لزوم صيانة «التروسيكل» ثم يمسك بالبقية القليلة ويُقبلها: «بارك الله فيما رزق».
يعود إلى بيته وينادى على ابنه: «تعالى يا بنى غطى التروسيكل واربطه بالجنزير فى الشباك» ثم يدخل ليتناول الطعام، وبرغم هذا التعب والإجهاد يقول عم حسن: «أنا حطيت فى التنك بنزين وفى البطن طعام فاضل غذاء القلب والروح، الصلاة وورد القرآن علشان ربنا يبارك، تعبنا هنا ونفسنا نرتاح هناك ونقابل ربنا من غير خزى ولا خذلان».
عم حسن لم يكف عن العمل فى رمضان لم يشتك جوعًا ولا عطشًا ولم يكف لسانه عن ذكر الرحمن وقصد باب الله.