الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| «أخت روحي».. عن القهر الاجتماعي الذي تمارسه الجماعة

المفكر الدكتور عمّار
المفكر الدكتور عمّار على حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة.
يُلاحظ قارئ المفكر الدكتور عمّار على حسن أن الريف والمدينة هما ساحتى إبداعه فى أغلب الأحيان، وفى المجموعة القصصية «أخت روحي»، وهى العمل الأدبى السابع عشر فى مسيرته الإبداعية، يتناول فى أربع عشرة قصة، أبطاله الذين مهما تنوعت صفاتهم لكنهم ينتمون عمومًا إلى صنف واحد من البشر، بغض النظر عن اختلاف البيئة الاجتماعية، وهم أولئك الذين يحفرون تحت جدار سميك كى يحسنوا شروط الحياة.
تمزج قصص المجموعة بين الواقع البائس والخيال الجامح، لتصنع عالمًا يتحرك فيه مقهورون وخائفون، وكذلك الكثير من الحالمين والمغامرين، لتعزز بهذا المسار الذى مضت فيه رواياته وقصصه التى أبدعها فى السنوات الأخيرة وهو «الواقعية السحرية» أو «الواقعية الروحانية»، كما يطلق عليها البعض، أو حتى «الواقعية الفجة» التى تجسدت بشكل أكثر فى مجموعته الأولى «عرب العطيات» وكذلك روايته «باب رزق» التى تدور أحداثها فى حى عشوائى بالقاهرة.
تتفاوت قصص المجموعة من المكثفة، التى تتهادى فى مشهد أو موقف أو حالة أو لحظة أو لقطة أو دفقة واحدة، أو تلك المطولة التى تضغط فى سطورها ما يمكن إن طال أن يشكل رواية كاملة، لكن الكاتب ضغطها ممتثلًا فى الوقت نفسه لخصائص فن القصة القصيرة.
وتحمل قصة «أخت روحي»، التى اتخذ منها عنوانًا للمجموعة، شحنة عاطفية غير مألوفة عن علاقة الأخ والأخت؛ حيث شقة وداد التى عثر الجيران على جثتها متعفنة بعد أيام من وفاتها وحيدة، وحين يصل الأخ - وهو الراوي - تتداعى الذكريات بدءًا من أيام طفولتهما فى بيت الأب ووفاة أمهما ثم قدوم زوجة الأب؛ وما أعقب ذلك من عذاب عانته وداد على يد زوجة الأب، والذى اكتمل بتزويج الفتاة الصغيرة من رجل أذاقها الشقاء والألم، فما كان منها إلا أن انتفضت وتمردت، بعد أن نضجت بين ليلة وضحاها فحصلت على الطلاق وآثرت العيش وحيدة حتى آخر العمر؛ ليكشف عن جانب آخر من القهر الاجتماعى تمارسه الجماعة على الفرد، حيث الأب الذى يعلم كل ما يجرى لابنته لكنه يعجز عن التدخل أو تطليق الزوجة خوفًا من مجتمع لا يعرف سوى الفحولة مقياسًا للرجولة.