الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت «74» لم يكن أمام «عصام » حلٌّ سوى العمل «مسحراتى »

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت له يا «عصام » هل سمعت خطبة الجمعة السابقة، قال لها لا لم أسمعها يا «منال » ماذا كان بها، قالت له الخطيب قال:«الحب فى رمضان حرام »، كان «عصام » يحكى لنا وهو غاضب جدًا من الخطيب، إذ إن حبيبته منعت عنه الكلام واللقاء فى رمضان، طيلة الليل جلس «عصام » يقسم بكل الأيمانات أنه حب عفيف وأنه سيخطبها حال تحسن الظروف، وأنه لو أخطأت عيناه ووقعت عليها
فى مرورها يعاقبها بألَّ تنام، وأنه يحفظ كل خطاباتها بعيدًا عن أعين كل الأنام، يخشى عليها من اللئام ويتمنى لها السلام والوئام، وكثيرة هى جمل الحب التى قالها فى هذه الليلة، لكننا لم نستطع أن نجيب على سؤاله من ليلتها حتى الآن: «هل الحب حرام يا رفاق؟ وإذا كان حرامًا فلماذا غرسه الله فى قلوبنا،
إشكاليات الحب كثيرة وملابساتها أكثر، لكن دعونا نُكمل حكاية «عصام » الذى ساءت حالته
النفسية فكيف لا يرى حبيبته حتى بعد مدفع الإفطار ولو للحظة، كانت الدراسة انتهت وحركة الأقدام فى الريف فى شهر رمضان قليلة نهارًا، وليلً مقتصرة على الخطى نحو المساجد ثم النعاس، حيل كثيرة فكرنا بها حتى إننا ذهبنا لوالده ليخطبها له فلم يبد اعتراضا، لكنه قال: «فى العيد إن شاء الله نكلم أبوها أما فى رمضان مينفعش »، طرأت على رأسى فكرة كانت غريبة بعض الشىء، لكنها ستحل أزمة «عصام » وهى أنه يشتغل مسحراتي، فقلت له يا عصام إنت من النهاردة مسحراتي، المشكلة كانت فى «عم
إبراهيم » المسحراتي، كيف سنقنعه أن يعمل معه عصام، إذ إن الأمر لدى عم إبراهيم حياة أو موت، فهو يدق طيلة الشهر ليجمع «العادة » أول أيام العيد من نقود وكعك وبسكويت ومالذ وطاب يعيش عليها طيلة السنة، ذهبنا إلى المسحراتى الأصلى للقرية لنناقشه، لكنه كان رجل «دؤرم » لم تنطل عليه كل الحكايات، وقال لنا: «بص ياض يا أفندى إنت وهو، مش هتلفونى وتقولولى تساعدونى، من الآخر فيه إن فى الموضوع وأفهمها وأنا هريحكم، حكينا له ما كان من أمر عصام وحبيبته، فضحك كضحكة «الدقن » قائلا: «يا آه يا آه.. ماشى يا شباب »، استلم عصام الطبلة والعصا وأخذ يقرعها وينادى اصحى يا نايم وحد الدايم، وقف عند بيت حبيبته، ونسى أن يمر على باقى الديار فى القرية أول ليلة، فاشتكى الأهالى لعم إبراهيم، فضبط عصام نفسه وأصبح يمر أولا على القرية ثم يجعلها مسك الختام، كان يقرع الطبلة كثيرة فتارة تخرج هى وتارة يخرج والدها: «خلاص يا بنى لا إله إلا الله »، مر أسبوع على هذه الحال حتى كانت المفاجأة، ونحن نحكى لعم إبراهيم على حكاية عصام أخفينا عنه اسم حبيبته وحينما ألح داعبناه وغنينا له: «الرفاق حائرون يتساءلون فى جنون حبيبتى أنا من تكون؟ »، لكنه «رجل حشرى لا يستريح حتى يفهم الفولة كاملة، أوقع أحد زملائنا فى الحديث وعرف أن حبيبة عصام اسمها منال عبدالجواد،» حتى ذلك الحين ليس هناك مشكلة، إلا أن السيد عبدالجواد وهذا هو غير المتوقع ذهب إلى إبراهيم يشتكى له من صبى المسحراتى الذى يرسله إلى أطراف القرية، وك «المدب » قال له إبراهيم: «قصدك الواد عصام ده شغال مؤقتًا الحكاية وما فيها إن قال إيه بيحب واحدة اسمها
منال ناحيتكم كده ومش عارف يشوفها فجالى واسترجانى يشتغل عندى صبى مسحراتي ».. غدًا نكمل الحكاية