الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

فرحة رمضان تنتصر على ضجيج المتطرفين كل عام.. أزهريون: مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم ليست بدعة.. والإرهابيون يكرهون الحياة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما أن تهل بشائر شهر رمضان الكريم، حتى تتكرر صيحات المتطرفين لتحريم مظاهر الاحتفال به، يحرمون المسحراتي، وفانوس رمضان، وزينته، وهى الفكرة التى يتناقلها المتطرفون وتبناها تنظيم داعش الإرهابي.
أزمة أصدرها السلفيون، وطبقها تنظيم داعش فى سوريا والعراق، حينما كانت مناطق منهما تحت سيطرته قبل تحرير مدنهما، وإعلان هزيمة التنظيم فيهما.
وفى حين يرى المتطرفون مظاهر الاحتفال بالفوانيس على أنها «بدعة» يقول الشيخ أحمد المالكي، عضو المكتب الفنى بالأزهر الشريف، إن هؤلاء يظهرون مع كل موسم من المواسم الدينية، يحرمون ويُحلّون دون سند شرعى أو علم، والتحريم بلا دليل هو افتراء على الله.
ويقول المالكي، إن الأصل فى الفانوس أنه عادة، والعادات مباحة، معتبرًا أن الفوانيس عادة «عمرية» ترجع إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- حسبما ذكر فى عدد من الكتب مثل «أخبار مكة» وغيره أن سيدنا على -رضى الله عنه وأرضاه- دخل المسجد فى أول يوم من رمضان والقناديل تُزهر والناس يصلّون صلوات التراويح ويقرأون القرآن، فقال: نوّر الله قبرك يا ابن الخطاب كما أنرت مساجد الله»، وفى كتاب «الإصابة فى تمييز الصحابة» للإمام ابن حجر، جاء أن الصحابة كانوا ينيرون مسجد النبى بحرق سعف النخيل، حتى جاء تميم الدارى رضى الله عنه بعد ٩ سنوات وكانت معه قناديل وحبال وزيت فعلّقها فى عواميد المسجد، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم «نوّر الله قلبك كما نوّرت مساجدنا».
يحرم المتطرفون مظاهر الاحتفال أيضًا فى المساجد، فيرون أنه لا داعي لتعليق الأنوار والزينة حول بيوت الله، ويعلل بعضهم ذلك بأنه يشغل المصلين، ويرى آخرون أن سبب تحريمهم أنه تشبه بغير المسلمين، إضافة إلى ذلك فإنهم يرون فى الصور المطبوعة على الفوانيس مخالفة للشرع.
ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، إن تحريم الأشياء يأتى من خلال الاعتماد على دليل من القرآن والسنة، ومن يحرم شيئًا عليه بإيجاد دليل لذلك، مؤكدًا أن الأصل فى الأشياء الإِباحة، مشيرًا إلى أن شهر رمضان له دلالة واحترام فى نفوس المسلمين عمومًا، والمصريون بصفة خاصة يُقدسون هذا الشهر الفضيل، ويستقبلونه بالزينة والفوانيس، وهى من الأشياء المشروعة لإدخال البهجة على الأطفال، وإشعارهم ببهجة رمضان.
وعلى الرغم من فتاوى تحريم الفوانيس والزينة فى البلاد العربية إلا أنها تعد كونها «حيلا» لحمل النفس على الإحساس بالذنب؛ لأن الشارع يرفض ذلك، ويتمسك بفرحته، ضيق التنظيم المتطرف الحياة على سكان البلاد التى كانت تحت سيطرته.
ارتداء الجلابيب والكوفية الحمراء على خصر المسحراتى حاملا طبلته الكبيرة، ودفًا يدق عليهما لإيقاظ المسلمين للسحور، حرمها داعش بعدما اجتاح العراق فى عام ٢٠١٤، وسيطر على ما يقارب من ثلث مساحته، واعتبر هذه التقاليد الرمضانية «بدعة» ومنع ممارستها.
داعش أيضًا كان يمنع خلال شهر رمضان خروج النساء من المنزل وارتياد الأسواق إلا لحاجة ضرورية، وبصحبة مَحْرَم، على أن ترتدى الحجاب والخمار وقفازى اليدين بشكل كامل. وبعد نحو ٥ سنوات من إيقاف صوت «المسحراتي» فى العراق وسوريا، يحتفل أهالى الشام هذا العام برمضان به عبر ألوان كانوا قد هربوا لأجل أن يعايشوها فى مخيمات اللاجئين بسبب داعش.
وحول هذه الأزمة، يقول المستشار عبدالغنى هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف: هناك احتفالية كبيرة كل عام بقدوم شهر رمضان، وكان «الوالي» يسير فى مقدمة الاحتفال لإبلاغ الناس بقدوم الشهر الكريم، وكانت هناك زفة فى القاهرة، ويتصدرها الولاة والحكام وكذلك فعل سيدنا النبى عندما كان يوقظ أهله، وكلها مظاهر احتفالية بقدوم شهر رمضان، وقبلها المسلمون وعملوا بها طوال حياتهم. ويضيف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، إن ما يصدر عن الجماعات المتطرفة حول منع الاحتفال بقدوم الشهر وغيره من المظاهر هو كلام متطرف لا علاقة له برمضان، لأنها جماعات شاذة، وهؤلاء شواذ الأرض، وما يقولونه لا يعد فتوى، لأن الفتوى هى كلام علمي، وهذا الكلام لا يستند إلى دليل علمى أو مصادر فعلية.
وعن الأسباب التى دفعت تلك الجماعات إلى ذلك، يؤكد المستشار عبدالغني، أن تلك التنظيمات الإرهابية تريد السواد أن يكون المسيطر على حياتهم، ولا يريدون فرحة الناس، فهم مشروع ظلامى وخصوم لطبيعة البشرية، ويدل على ذلك كل ما يقومون به من أفعال مثل: جهاد النكاح للفتيات الصغيرات وغيرها.