الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

استطلاع للرأي يكشف تطلع الألمان لإنهاء التمركز العسكري الأمريكي في بلادهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد ألمانيا ثانى أكبر بلد مضيف للقوات الأمريكية فى العالم بعد اليابان ، وعلى أراضيها كانت تتمركز النسبة العظمى من 300 ألف جندى أمريكى يتواجدون فى أوروبا الغربية إبان ذروة التصعيد فى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى السابق والذي أدى انهياره لاحقا الى خفض عدد القوات الأمريكية العاملة على الأراضى الأوروبية وفق الترتيبات الدفاعية المقررة لحلف شمال الأطلنطى "ناتو"، فضلا عن ذلك تستضيف مدينة شتوتجارت الألمانية مقر القيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية ، حيث لا تزال تلك هى القيادة الامريكية الوحيدة التى تعنى بإقليم معين فى العالم ولا تتواجد على اراضى احدى بلدانه .
وبرغم ان عدد القوات الامريكية المتمركزة فى ألمانيا لا يتعدى 35 الفا فى الوقت الراهن ، فقد اظهر استطلاع للرأى اجرته احدى اكبر المؤسسات الاعلامية الالمانية / المؤسسة الالمانية للأنباء / ان 42 فى المائة ممن شملهم الاستطلاع يرغب فى رؤية القوات الامريكية خارج الاراضى الألمانية فى مقابل موافقة 37 فى المائة على بقاء تلك القوات ، فيما لم يقرر 21 فى المائة موقفا حاسما تجاه هذا الأمر .
وأشار استطلاع الرأى الى ان نسبة 75 فى المائة من العينة التى تم سؤالها من الالمان رفضت الانصياع لرغبة ادارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لشركاء واشنطن فى حلف شمال الاطلنطى / ناتو / بزيادة انفاقهم الدفاعى فى موازنات دولهم الى ما لا يقل عن 2 فى المائة من اجمالى الناتج المحلى الاجمالى لكل بلد عضو فى الناتو وبما يخفف فاتورة الاعتماد الاوروبى على الولايات المتحدة فى الانفاق الدفاعى للحلف بشكل عام. 
كما رفض 35 فى المائة من الألمان ممن شملهم الاستطلاع قيام ألمانيا بزيادة اعتمادات الانفاق الدفاعى الى نسبة 5ر1 فى المائة من الناتج المحلى الاجمالى وهى النسبة التى تسعى الحكومة الألمانية للوصول اليها بحلول العام 2025 .
وكان الرئيس الامريكى دونالد ترامب قد انتقد مواقف ألمانيا وغيرها من حلفاء الأطلنطى لرفضهم الاستجابة لطلبه بزيادة استثماراتهم وانفاقهم الدفاعى فى المستقبل ، وجاءت انتقادات ترامب لشركائه فى الناتو خلال قمتهم الاخيرة التى استضافتها بروكسل نهاية العام الماضى وهى القمة التى كشف الرئيس الأمريكى خلالها بوضوح عن انزعاجه من إلقاء الاوروبيين اعباء التمويل الدفاعى الاكبر لحلف الناتو على كاهل دافع الضرائب الأمريكى وحده.
وفى مطلع العام الجارى ، نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية – التى يعتبرها المراقبون لسان حال الادارة الامريكية – سلسلة من التقارير الأخبارية حول توجه ادارة ترامب للقيام بعملية انسحاب جرىء وواسع النطاق للجزء الاكبر من القوات الامريكية المتواجدة على الاراضى الألمانية ضمن ترتيبات الدفاع لحلف شمال الاطلنطى ونقل بعض من تلك القوات الى مراكز جديدة فى بولندا ، وفى المقابل ترى وزارة الدفاع الامريكية ان استمرار بقاء القوات الأمريكية وفق تمركزاتها الحالية فى ألمانيا هو أمر ضرورى برغم ارتفاع كلفته حيث تخدم هذه القوات عمليات النقل الخاص بعمليات القوات الامريكية فى افريقيا والشرق الأوسط وتشكل محورا عملياتيا ولوجيستيا لا غنى عنه .
من جانبه ، يرى نيك ويتنى المدير السابق لوكالة دفاع الاتحاد الاوروبى انه من المتوقع استمرار ضغوط الرئيس الأمريكى على قادة الدول الشريكة للولايات المتحدة فى حلف شمال الاطلنطى لحملهم على زيادة انفاقهم الدفاعى .
ويقول ويتني ان استمرار هذا المسلك الأمريكى الضاغط قد يدفع حلفاء الناتو الأوروبيين الى تعزيز روابطهم الدفاعية الجماعية فى اطار الاتحاد الاوروبى بصورة تفوق روابطهم الدفاعية التى لا تزال قاصرة وبصورة حصرية فى الحلف الذى تقوده الولايات المتحدة . مشيرا الى انه فى حالة اتجاه قادة بلدان اوروبا صوب هذا المنحى ، فإن الولايات المتحدة ستكون هى الخاسر الأكبر لصفقات بيع السلاح لحلفاء واشنطن على الشاطىء الآخر للأطلسى .