الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"نعم أنا المطلقة" تثير الجدل في الشارع الغنائي

كارول سماحة
كارول سماحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يراني الرجال سريرا أو كوب رغبة يريدون منه ملعقة.. نعم أنا المطلقة».
ما سبق جزء من كلمات كتبها الشاعر على المولى، ولحنها وقام بتوزيعها ميشيل فاضل، لتقدم بها الفنانة كارول سماحة أحدث أغانيها، وهى «المطلقة» التى جسدت واقعا تعيشه الكثير من النساء، من خلال إلقائها الضوء وللمرة الأولى على عالم المطلقات من خلال أغنية كسرت حاجز الصمت عما تعانيه المطلقات فى المجتمعات العربية، والنظرة الدونية التى تتعرض لها من قبل آخرين يعتبرونها منبوذة مجتمعيا، وهو ما عده البعض مجازفة من جانب كارول سماحة، خاصة أنه ليس هناك ما يضمن تقبل الجمهور لأغنيات من هذا النوع، وهو ما يطرح أسئلة متعددة فيما لو كانت تلك الأغنية لشاعر مصرى، فهل كان سيقبل ملحن مصرى تلحينها؟ وهل يمكن لنجمات الطرب فى مصر غناء كلمات مثل تلك تحمل أفكارا ورؤى جديدة جريئة؟ وموقف الرقابة على المصنفات الفنية.. الخ.


ويقول الشاعر الغنائى أسامة محرز: «فى مصر هناك أكثر من رقابة على الشاعر، والبداية برقابة للملحن، حيث عادة المطرب يسمع الكلام مع لحن، وقلما يسمع الشعر فقط، مما يجعل الشاعر يمر بمرحلة الملحن فى البداية، وهناك ملحنون يخشون الأفكار الجريئة والغريبة، وبالتالى فأى موضوع «خارج الصندوق» والمتعارف عليه، سيجعله يتساءل لماذا يلحن عملا جديدا لم يقدمه أحد من قبل ويستنزف جهده ووقته فى عمل لا يعلم مصيره، ومن هو المطرب أو المطربة التى تقتنع بفكرة مختلفة وغيرها من أسئلة، بعدها هناك الرقابة على المصنفات الفنية التى تطلب كثيرا تعديل مفردات عادية، وحتى لو قبل الملحن والرقابة، فكيف أقنع المطرب قبل الجمهور بتقبل الفكرة الجديدة، ولكل ذلك تبقى قضايا وموضوعات مهمة لدى الشعراء حبيسة الأدراج، طالما هناك تخوف من الأفكار الجديدة والتناول المختلف».
ويستطرد محرز قائلا: «ليس طبيعيا أن تنحصر كلمات أغنياتنا فى الحب وتبعاته وتفاصيله، ونحن نحيا حياة زاخرة مليئة بتفاصيل عديدة ومتنوعة تصلح للغناء، موضحا أنه سعد كثيرا فى الآونة الأخيرة حينما استمع لأغنيات تحمل أفكارا جريئة ووجدت صدى لدى الجماهير، وهو ما يؤكد أن العمل الهادف الجيد ينجح، ويشجع صناع الأغنية لتقديم أعمال متميزة.


العتبانى.. مؤمن بالأفكار الجديدة
من جهته، يؤكد الملحن أحمد العتبانى أنه أعجب كثيرا بفكرة أغنية «المطلقة»، مضيفا أنه لو عرضت عليه أفكار تشابهها سيرحب بتلحينها ويعرضها على نجوم الغناء فى مصر، ومنهم «أنغام، آمال ماهر، شيرين» خاصة أنهن مررن بتجربة الانفصال والطلاق، ومن ثم فأنه حينما تقدم العمل فنانة مرت بالتجربة، سيكون إحساسها عال بالحالة فى المجمل، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ظهور أفكار وموضوعات جديدة.
ويرى العتبانى أن الأغنية تناولت أشياء غير مألوفة، بداية من موضوعها واعتمادها على العربية الفصحى، موضحا أنه فى مصر يتم الحكم على المصنف «الأغنية» حكما ظالما، فيما يختلف الحال فى لبنان، لافتا إلى أنه ضد ظلم المجتمع للمرأة، لذلك يحرص على تناول قضايا المرأة فى أعماله ومنها أغنية «ولا دبلت» ضمن ألبوم أنغام، وهى تحكى عن فتاة قاومت خيبة الحب ووقفت على قدميها من جديد، مشيرا إلى أن الفكرة سواء قدمت بالعامية أو الفصحى فهى عبقرية، مؤكدا أنه ليس من الجديد على «كارول» تقديم أعمال مختلفة وهادفة.


البوغه.. تجارب سابقة أكثر جرأة
ويتفق الشاعر الغنائى محمد البوغه مع ما سبق، معبرا عن إعجابه الشديد بتجربة أغنية «المطلقة» لكارول سماحة، قائلا: «أنا مع الأفكار الجديدة والتجارب المختلفة، وأرى أن التحمس لها يزيد يوما بعد الآخر وتقبلها يزداد سواء من قبل الفنانين والجمهور، موضحا أنه مع التجديد بشرط مراعاة الضوابط الدينية والأخلاقية وما يتناسب مع مجتمعاتنا» لافتا إلى أنه ضد فكرة تقييم منتج فنى بعينه، وشهادته تبقى مجروحة باعتباره أحد صناعى الأغنية، إلا أن ذلك لا ينفى أن تجربة «المطلقة» تجربة محترمة ومختلفة، لافتا إلى أنه مهما اختلف البعض على مضمون الفكرة وطريقة التناول، إلا أن ذلك شيء صحى، مشيرا فيما يتعلق بأجهزة الرقابة على المصنفات الفنية، إلى تفهمه لتحفظاتهم أحيانا قائلا: «هم أناس قد يختلط عليهم الأمر بين المختلف والمبتذل، ولكن مع شرح صانع الأغنية لوجهة نظره من الممكن أن يزول اللبس» مضيفا أن هناك تجربة سابقة كانت أكثر جرأة حملت عنوان «حُبلى» للفنانة فلة الجزائرية، من كلمات الراحل الرائع نزار قبانى ووضع لها الموسيقار صلاح الشرنوبى لحنا عبقريا».


الشرنوبي.. «المطلقة» امتدادا لـ«حُبلى»
وهو رأى يراه أيضًا الموسيقار صلاح الشرنوبى قائلا: «المطلقة» امتدادا لأغنية «حبلى» التى قدمتها الفنانة فلة الجزائرية، وكذلك لأغنية الفنانة الراحلة فايزة أحمد «رسالة من امرأة»» موضحا أنه رغم أن موضوعات الأغنيتين كان صادما حيث التحدث عن علاقة غير شرعية نتج عنها جنين، ولكن بمفردات مشروعة، ففى عصرهن لم تكن الجرأة متاحة مثلما يحدث حاليا، موضحًا أن هناك أغنيات عدلت كلماتها لتتوافق مع العصر ومنها أغنية لسيد درويش، كانت تتكون من غناء كورال رجال ونساء، فى شكل ديو غنائى يحمل اسم «على قد الليل ما يطول»، وفى كلماتها تقال جملة: «ياه يا دين النبى تنك سايح ما شبعتش من ليلة امبارح»، وهى من أوبريت «العشرة الطيبة»، أى عمل هام لسيد درويش اكتسب الشرعية وظهر للنور فى عصره، لكن عندما قدمها المايسترو عبدالحليم نويرة مع فرقة الموسيقى العربية، كان وفقا للعصر لا يجوز أن ترد النساء الكورال على كورال الرجال بـ«مشبعتش من ليلة امبارح»، فتم تغييرها لتصبح «مش لسة مجبلاك امبارح».
ويستطرد قائلا: «عندما تغنى «كارول» بمشاعر امرأة مطلقة، فهى تتحدث عن علاقة شرعية جمعتها برجل وهذا مقبول فى عصرنا، بينما أغنية «رسالة من امرأة» لفايزة أحمد تتحدث عن علاقة غير شرعية، وفى رأيى أى قضية مشروعة مثل الطلاق، يجوز الحديث عنها فى عصرنا، رغم أن لفظ «للاستعمال السريرى فقط» يحمل بعض الواقعية، إلا أنه لو كان فى عصر السيدة أم كلثوم، وفايزة أحمد، لم يكن سيغنى، مشيرا إلى إعجابه بقصيدة الشاعر على المولى «المطلقة» إلا أنه لم يحب كما يقول القالب اللحني قائلا: على سبيل المثال أغنية «مش حتنازل عنك» لسميرة سعيد بدأت بموسيقى هادئة وتتصاعد إلى أن تصل للجملة «الماستر» للأغنية، لكن «كارول» قدمت في بداية الأغنية إلقاء شعري بتمثيل جيد وحالة متأثرة بمشاعر صادقة، ثم فاجأتنا بجملة وانتهت الأغنية، فشعرنا أننا نريد أن نسمع المزيد، الملحن رائع والجملة حلوة، لماذا لم تقدم الموضوع في شكل قصيد غنائي أي ثلاثة أرباعه إلقاء شعري، و١٠ في المائة بمصاحبة الموسيقى، مختتما كلماته بالقول: تحمس لفكرة أغنية «حبلى» لفلة الجزائرية المنتج أيمن الذهبي، وفي يوم هاتفني وقال لي: لدى قصيدة لنزار وتلك كلماتها، فأحببت جرأتها ولحنتها ووزعها يحيى الموجي، وقبلت ذلك لثقتي في نزار وعشقي له، وفي وقت تلك الفكرة بحثنا من هي المطربة التي تملك جرأة غناء موضوع عن علاقة غير شرعية، ولم نجد سوى الفنانة فلة الجزائرية، وفي عصرنا الحالي من الصعب إقناع مطربة بغنائها، ستهاب رد فعل الجمهور ومدى تقبله للفكرة.