الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد عرابي.. من الثورة إلى المنفى

أحمد عرابي
أحمد عرابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل اليوم الأحد الموافق 31 مارس، ذكرى ميلاد القائد العسكري والزعيم المصري أحمد عرابي، وقائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، والذي شغل منصب وزير الحربية.
ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841م، في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية وكان عرابي ثاني الأبناء تعلم القرآن الكريم، ثم عهد به والده الذي كان عمدة القرية إلى صراف القرية الذي كان يدعى ميخائيل غطاس حيث قام بتدريبه على العمليات الحسابية والكتابية ومكث يتمرن على يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية.
وفي سن الثامنة طلب من أبيه أن يلحقه بالجامع الأزهر فأجاب طلبه وأرسله إلى القاهرة فدخل الأزهر في نوفمبر 1849م، ومكث فيه أربع سنوات أتم خلالها حفظ القرآن الكريم وأجزاء من الفقه والتفسير. 
التحق عرابي بالجيش في 6 ديسمبر 1854، ونظرًا لإجادته القراءة والكتابة عين كاتبًا بدرجة أمين بلوك، ثم رقي ملازمًا عام 1858، لما تولى الخديوي توفيق الحكم رُقي عرابي إلى رتبة أميرالاي (عميد حاليًا) عام 1879، وظل يشغل هذا المنصب حتى قيام الثورة العرابية.
قام أحمد عرابي في 9 سبتمبر 1881 بمظاهرة عابدين وطالب فيها بعزل رياض باشا رئيس الوزراء، وتشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد الجيش، وكان من نتائجها قبول المطالب السابقة وأهمها سقوط وزارة رياض، وتأليف وزارة محمد شريف الثالثه، وعين البارودي ناظرًا للحربية فيها.
عُين عرابي وزيرًا للحربية في عهد نظارة محمود سامي البارودي، ولكن سرعان ما توالت الأزمات وتعاقبت الأحداث، بعد تقديم الدستور لمجلس شورى النواب، وتدخل وكيلي إنجلترا وفرنسا، وطالبا الخديوي بإقالة الوزارة، ونُفي أحمد عرابي من القطر المصري، استقالت وزارة محمود سامي وشكلت نظارة جديدة كان عرابي ناظرًا للحربية فيها، واضطربت الأمور خاصة في ظل وجود الأسطولين الإنگليزي والفرنسي في مياه الإسكندرية، فحدثت مذبحة الإسكندرية (11 يونيو 1882). 
الثورة العرابية
هي الثورة التي قادها أحمد عرابي في فترة 1879-1882 ضد الخديوي توفيق والتدخل الاجنبي في مصر وسميت آنذاك هوجة عرابي،و شملت المطالب التي توجه بها "عرابي"، للخديوي، زيادة عدد الجيش المصري إلى 18،000 جندي، تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي، عزل وزارة رياض باشا.
فقال الخديوي: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا، إلا أن "عرابي" قال: لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقار فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.
فما كان من الخديوي إلا ان استجاب لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، فألف وزارته في (14 سبتمبر 1881)، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم "شريف باشا" باستقالته في (2 فبراير 1882). 
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب "وزير الجهادية"، وقوبلت وزارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (7 فبراير 1882 م). 
صراع أحمد عرابي مع الإنجليز
بعد ضرب الإسكندرية، قام عرابي وأتباعه بالانسحاب إلي “كفر الدوار” لتجهيز خطوط دفاعية جديدة فيها. وتم عزله من وزارة الحربية، وتعرض الإنجليز لهزائم متتالية من الجيش الذي كان منحازا لعرابي، فلجأوا لإعطاء الرشاوي لبعض الضباط مقابل أن يحصلوا علي خطط عرابي، وهو ما حدث بالفعل، وأدى لهزيمة الجيش المصري أمام الجيش الإنجليزي ودخول هذا الأخير القاهرة. عندها قام عرابي بتسليم نفسه رغبة منه في حقن الدماء والحفاظ علي القاهرة من الدمار الذي قد يلحقه الإنجليز بها.
محاكمة عرابي 
احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر1882 والتي قضت باعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة (بناءا على اتفاق مسبق بين سلطة الإحتلال البريطاني والقضاة المصريين) إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب، انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي - حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم اعدامه.
نفي أحمد عرابي 
بعد القبض على عرابي وإخضاعه للمحاكمة ونفية إلى جزيرة سريلانكا، ونفي معه عدد من زملاءه هم عبدالله النديم، محمود سامح البارودي، وبقو في المنفي لمدة سبع سنوات، وبعدها تم نقل عرابي والبارودي لمدينة كاندي ثم تم إرجاعهما من المنفي بعد أن أتم البارودي ثمانية عشرة عاما بسبب إصابته بالعمي وأتم عرابي عشرون سنة في المنفي وعاد لإصابته بالمرض الشديد الذي لازمه حتي وافته المنية في شهر سبتمبر من عام 1911.